مع بداية العد التنازلي لعيد الأضحى المبارك، يتسارع سماسرة المواشي بسيدي بلعباس من كل حدب وصوب قاصدين سوق الماشية المتواجدة بالقرب من المنطقة الصناعية أي حوالي 5 كلم عن مقر عاصمة الولاية، وهمم الوحيد هو المتاجرة برؤوس الأغنام وتحقيق الأرباح فهم يشترونها من السوق ليبيعوها داخل السوق ذاته، وحتى خارجه في الأسواق الموسمية التي تظهر بطريقة عشوائية أياما قبل العيد. وعن سوق الماشية يوم الأربعاء من كل أسبوع وهذا طيلة أيام السنة باستنثاء الأسابيع الأخيرة حيث تتحول إلى سوق يومية يقصدها الباعة والموالون من كافة الولايات المجاورة، خاصة الجنوبية المعروفة بطابعها الرعوي وحرفة تربية الماشية مثل البيض، سعيدة، والنعامة. ومن جهة أخرى يتوجه إليها المواطن العباسي طمعا في بعض التخفيضات، حيث أن البعض من سكان الولايات يفضلون شراء أضحياتهم من المصدر مباشرة، أي من الموال مباشرة دون فسح المجال للسماسرة الذين يتفننون في كيفية التحكم في أسعار هذه المواشي. وفي زيارة قادتنا إلى هذه السوق جلب انتباهنا الكم الهائل لرؤوس الأغنام بمختلف أسعارها باختلاف حجمها فهي تتراح فب مجملها ما بين 17000 و 40.000 دج، لكن وفي جميع الأحوال تبقى هذه الأسعار صعبة المنال بالنسبة للمواطن البسيط الذي أصبح سعر الخروف الصغير يساوي أويفوق راتبه الشهري. وفضولا منا قمنا بسؤال بعض المتواجدين داخل السوق، وكان أولهم السيد (ب.علي موال) من ولاية النعامة بالضبط من ضواحي المشرية وبحوزته 12 رأس غنم، وقد صرح بأنه يبيع سلعه بأثمان جد معقولة كون هذه الأخيرة أي الأغنام أصبحت تربيتها تكلف أموالا وجهدا كبيرين، انطلاقا من غلاء الأعلاف وكذا مصاريف النقل والبيطرة، وما إن بدأ هذا الموال في الكلام حتى اجتمع حوله العدد من زملائه يؤيديونه الرأي و يبرؤون أنفسهم من التهم المنسوبة إليهم. وعن كيفية البيع أجاب آخر وهو (ش.عامر) موال من مدينة بوقطب أن معظم الموالين وعند وصولهم إلى السوق يجدون السماسرة في انتظارهم لشراء الأغنام منهم، الأمر الذي يسه لعليهم عملية البيع والعودة إلى مدنهم دون اللجوء إلى كراء أمكن للبقاء مدة من الزمن وبالتالي الإقتصاد في مصايف الكراء والأكل والشرب وكذلك التخل من القلق الذي يسببه المنحرفون الذي يبتربصون بالسوق من كل جهة وعند بحثنا عن أحد السمارة وجهنا إلى أحد الشباب وهو (ب. مختار38 سنة) يقطن ببلدية تلموني التي تبعد حوالي 3 كلم عن السوق، وصرح لنا أنه ينتظر أيام عيد الأضحى بشغف كبير وأن معظم الموالين يعرفونه نتيجة احترافه لهذه النشاط منذ عدة أعوام، فهو يسهل على لمواطنين عملية الإبتياع إذ أنه يقوم بنقل رؤوس الأغنام التي يشتريها إلى داخل المدينة فهو يقربها من الزبون، كما أنه يترك التي يبيعها عنده إلى حين يوم نحرها، كما أنه يتعامل مع زبائنه عن طريق التقيسط، فهو بهذا يساعد المواطن البسيط وعن السماسرة الذين يستغلون هذه الماشية لتحقيق الربح السريع والوفير، أجابنا أنهم يتحجزون المواشي ومع بداية العد التنازلي يخرجونها ويبيعونها بأسعار خيالية. تركنا الشاب في عمله واتجهنا إلى أحد الزبائن فالتقينا بالسيد (ص.ميلود) عون أمن بأحد المؤسسات خاصة والذي أقسم لنا أنه يزور السوق للمرة الثالثة ولم يقتني الأضحية بعد، فهولم يصادف ما يتناسب مع قدرته الشرائية بعد، فهو يأمل في انفخاض الأسعار كل مرة. تركنا سوق الماشية آملين أن يجد كل وحد ضالته من الأضحية بالشيء الذي يلائم الإستطاعة المالية، وعدنا أرداجنا إلى مقر الولاية والتي تسعى سلطاتها المحلية مؤخرا للعمل على الحد من ظاهرة البيع العشوائي للأغنام في الأرصفة وداخل الأماكن المخصصة للتنزه، وهذا عن طريق تحديد نقط البيع وتنظيمها. وفي السياق ذاته جندت مفتشية البيطرة عددا هاما من البياطرة المكلفين بفحص الأضاحي وفي الوقت ذاته توعية المواطنين وتحسيسهم بمخاطر الكيس المائي، بالإضافة إلى تركيز العمل داخل المذبح البلدية لفحص الأضحيات، خاصة أن هذا الأخير يشهد إقبالا كبيرا خلال الأسبوع الأخير الذي سبق عيد الأضحى المبارك.