يزور وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا يوم الثلاثاء للسعي لرفع دعوى ضد إسرائيل لارتكابها جرائم حرب بعد نحو شهر من المعارك في قطاع غزة. وتأتي هذه الزيارة بعد وقت قصير من بدء سريان هدنة لمدة 72 ساعة توسطت فيها مصر بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وإسرائيل وسط مساع قد تمهد الطريق لإبرام هدنة طويلة الأجل. وتبادلت إسرائيل والفصائل الفلسطينية المقاتلة في قطاع غزة الاتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الهجوم على غزة ودافع الطرفان عن أفعالهما ويقولان إنها تتماشى مع القانون الدولي. وطلب المالكي من الأممالمتحدة الشهر الماضي وضع حد للحصانة الإسرائيلية وإفلات إسرائيل من العقاب وقال إنها "يجب أن تحاسب على جرائمها." وفي الأسبوع الماضي أطلقت الأممالمتحدة تحقيقا في انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي يزعم إن إسرائيل ارتكبتها خلال العملية العسكرية جراء العدد الكبير من الضحايا المدنيين بين الفلسطينيين. وتأسست المحكمة الجنائية الدولية قبل أكثر من عشر سنوات لملاحقة مرتكبي جرائم الحرب وهي محكمة تعتبر الملاذ الأخير لتحقيق العدالة ولا يحق لها التدخل إلا حين تكون البلاد التي تملك صلاحية النظر بالقضية غير راغبة أو غير قادرة على القيام بتحقيقاتها الخاصة. ولم توقع إسرائيل على معاهدة تأسيس المحكمة الجنائية الدولية وهي ليست عضوا فيها وبالتالي لا تملك المحكمة صلاحية التحقيق. ويمكن منح الصلاحية بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة غير أن الولاياتالمتحدة -حليفة إسرائيل- قادرة على تعطيل مثل هذا الاقتراح. وقال مسؤولون في غزة إن 1834 فلسطينيا معظمهم مدنيون قتلوا خلال هذه الحرب في حين تزعم إسرائيل أن أكثر من نصف الذين قتلوا هم من المقاتلين. وقالت إسرائيل إن 64 من جنودها وثلاثة مدنيين قتلوا منذ بدء القتال في الثامن من يوليو تموز بعد تصاعد إطلاق الصواريخ من القطاع عبر الحدود. وناشدت منظمة العفو الدولية أمس الاثنين الولاياتالمتحدة لوقف شحنات الوقود التي تزود بها الجيش الإسرائيلي. وقالت إن هناك أدلة متزايدة على ارتكاب جرائم حرب من جانب اسرائيل والفصائل الفلسطينية. وأضافت المنظمة أن تحقيق المحكمة الجنائية الدولية في هذه المزاعم سيكون حاسما لوقف الانتهاكات. وقال الوفد الفلسطيني في لاهاي إنه من المتوقع ان يزور المالكي مقر المحكمة صباح يوم الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) على أن يلتقي لاحقا وزير الخارجية الهولندي فرانز تيميرمانز ويعقد مؤتمرا صحفيا.