يحيي الفلسطينيون الذكرى الأولى لبدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والتي أسفرت عن مقتل زهاء 1400 فلسطيني و 13 إسرائيليا. وكانت إسرائيل قد قالت أنها بدأت الحرب لوضع حد للهجمات الصاروخية التي شنها مسلحون فلسطينيون من القطاع على جنوب اسرائيل. يشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية بدأت بقصف جوي و مدفعي مكثف على أنحاء القطاع، ووصف سكان غزة القصف على مدى نحو ثلاثة أسابيع بأنه الأعنف في تاريخهم. وتم تدمير مئات المنازل في القصف الذي أدى أيضا إلى خسائر وصلت إلى ملايين الدولارات وسط حصار بري وبحري لا يزال مفروضا على القطاع. وخلال العمليات العسكرية تم استهداف منشآت الأممالمتحدة داخل القطاع، حيث قتل أكثر من ثلاثين مدنيا احتموا داخل مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''الأونروا'' في مخيم جباليا شمالي القطاع. وقد اتهم تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة برئاسة القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد غولدستون كلا من إسرائيل وحركة حماس بارتكاب انتهاكات قد ترقى إلى جرائم حرب أثناء الحملة العسكرية على غزة. وقد أقر مجلس حقوق الإنسان منتصف أكتوبر 2009 التقرير وحث كلا من إسرائيل وحماس على فتح تحقيقات جدية في الانتهاكات، وأوصى المجلس بإحالة الطرفين إلى المحكمة الجنائية الدولية إذا أخفقا في ذلك. وفي نوفمبرالماضي، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة باغلبية كبيرة مشروع قرار تقدمت به الكتلة العربية لمطالبة إسرائيل والفلسطينيين بفتح تحقيقات ذات مصداقية في الاتهامات بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب في غزة. ورغم انخفاض مستوى العنف بعد الحرب على غزة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فإن المنطقة لا تزال تشهد توترات وإراقة دماء. ويرى مرقبون أن ما تغير بين الطرفين بعدما انتهت الحرب هو أن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا صواريخ أقل على جنوب إسرائيل مقارنة بما قبل الحرب. وبالمثل، فإن الجيش الإسرائيلي صار يتوغل بشكل أقل في قطاع غزة كما بات ينفذ غارات جوية أقل على غزة. ولا يزال سكان غزة يخضعون لحصار شديد من طرف إسرائيل، وليس هناك ما يدل على تخفيف الحصار في المستقبل القريب. و في الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة أقيمت أمس عدة فعاليات في أنحاء العالم من بينها مظاهرة امام السفارة الاسرائيلية بلندن، كما نظمت منظمات أمريكية مسيرة حاشدة أمام البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مدينة نيويورك، وشارك في المسيرة عشرات المنظمات الأمريكية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، والتي أعلنت أنها ستتجه نحو البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في المدينة. وقال ائتلاف أنسر الذي يضم عشرات المنظمات الأمريكية المناهضة للاحتلال الإسرائيلي والحرب في العراق وأفغانستان، وهو من المنظمات المشاركة في المسيرة في بيان: إن آلة الحرب الإسرائيلية الممولة من الولاياتالمتحدة بدأت في مثل هذا الوقت من العام الماضي حملة تدمير شاملة ضد البلدات ومخيمات اللاجئين في قطاع غزة الذي يعد أكثر الأماكن ازدحاما بالسكان في العالم. وقال الائتلاف إنه رغم توحد العالم غضبا في إدانة هذه المجزرة، فإن الحكومة الأمريكية أعاقت قرارات الأممالمتحدة التي تدين إسرائيل في جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة. وشارك في المسيرة إضافة إلى ائتلاف انسرو منظمة مسلمون أمريكيون من أجل فلسطين، ومركز التحرك الدولي، والشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية ومركز الحرية التابع لجمعية المسلمين الأمريكيين.. وغيرها. نتنياهو يزور مصر غدا وعلى صعيد آخر، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الأحد أنه سيجري محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك في مصر غدا الثلاثاء. وصرح نتنياهو للصحفيين ببداية الاجتماع الوزاري الاسرائيلي الاسبوعي بعد الاعلان عن الزيارة: أعتقد أننا معنيون بتحريك عملية السلام قدما بشتى الطرق. وأضاف: أنه طلب الاجتماع مع مبارك بعد محادثات أجراها عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الاسبوع الماضي في إسرائيل.