كما أعلنت "مارينا غريد نيفا" الناطقة الرسمية باسم النيابة العامة الروسية قائلة، بأن قرار الحظر يبقى تذكيرا بموافق روسيا تجاه التنظيمات الإرهابية، ولأن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي منظمة إرهابية على حد تعبير الناطقة الرسمية باسم النيابة العامة الروسية. ويرى محلّلون أمنيون بأن قرار الحظر هذا هو قرار وقائي لتجفيف منابع التنظيم المادية والإعلامية، كونه يبقى امتدادا لكتائب الشيشان المناهضة للحكومة الشيشانية وللفيدرالية الروسية. ولا تختلف وجهات النظر الروسية والجزائرية في سياق المعالجة الأمنية في كلا البلدين، حول العلاقة والأهداف التي تجمع التنظيمات المسلّحة في الشيشان بتنظيم أبو مصعب عبد الودود، خاصة في الاستراتيجية تحت ركيزة البعد الإيديولوجي كمنطلق لها.وقد أثبت كرونولوجيا الأحداث الأمنية في الجزائر منذ مطلع التسعينيات، دور العناصر المسلحة التي نزحت بعد حرب البوسنة والهرسك إلى الجزائر. وهي عناصر متشدّدة وتكفيرية لها سوابق في الحروب الإقليمية عمل بعضها تحت إمارة أحد الشيشان العرب يدعى "الخطاب"، كانت قد قتلته القوات الروسية الخاصة بعد وشاية من داخل عناصر كتائبه، حسبما ذكر بيان لما يسمى بإمارة الشيشان في بلاد القوقاز، الرابط الإيديولوجي لهذه التنظيمات تعضده بيانات "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، التي كثيرا ما تثني على عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي تستهدف القوات الرّوسية التي تدعم الحكومة المحلية بالشيشان، ولأن ذلك مرتبط بجزء من المشروع الإرهابي لهذه التنظيمات. وعمليا فإن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي سبق استهداف عمال روس بإحدى مناطق وسط البلاد، وتحديدا بولاية عين الدفلى العام الماضي 2007. وفي قراءة من زاوية أخرى، فإن الموقف الروسي تجاه معضلة الإرهاب وتنظيماته ليس جديدا في خضم الغليان والبؤر التي تشهدها عدة نقاط إقليمية في العالم. هذا الموقف لا يحتاج إلى قرار يتم تبنّيه بشكل رسمي من طرف أعلى هيئة نظامية دستورية في الفيدرالية الروسية، بل وحسب قراءة محلّلين سياسيين هذا القرار يأتي كتوصية جزائرية وكتفعيل عملي للتعاون الأمني بين البلدين، تبعا لأشكال صفقات السلاح التي أبرمتها الجزائر مع روسيا.ع.رحماني.م