قال، أمس، رئيس لجنة الشؤون الدولية، في مجلس الفدرالية الروسية، ميخائيل مارغيلوف، أن "تفجير السيارة التي كانت تحمل المواطنين الروس في الجزائر يوم 3 مارس، يدلّ على أن ينظيم القاعدة الإرهابية تواصل الحرب ضدّ روسيا"، مشيرا إلى أن العمل الإرهابي في الجزائر، "يشكل تذكيرا آخر لقادة المجتمع الدولي، بأنه يجدر البحث عن الأعداء هناك، حيث يتواجدون وليس بين بلدان العالم المتحضر"(..). وجاء في تصريح لعضو المجلس الفدرالي الروسي، نقلته وكالة "نوفوستي" الروسية، أن "إرهابيي القاعدة في المغرب العربي، أعلنوا مسؤوليتهم عن العمل الإرهابي ضد الإختصاصيين الروس، الذين يعملون في مشروع مدّ أنبوب الغاز"، مضيفا وقد "علل القتلة جريمتهم الشنعاء هذه، بأن مواطني روسيا يحاربون الإسلام ومعتنقيه وإخواننا في الشيشان". وأوضح المسؤول الروسي، بأن بلاده "لم تحارب الإسلام ومعتنقيه طوال تاريخها"، وقال: "إذا كان الحديث يدور حول الشيشان فإنهم قسم من الإخوة المواطنين في روسيا، وجرت في إقليمهم مكافحة إرهابيين دوليين أتاحت لهم الظروف أن يسيطروا على الإقليم بصورة مؤقتة"، وأضاف مارغيلوف "ولكن الإرهابيين حرموا الآن من هذا المأوى وصار السكان في جمهورية الشيشان يبنون حياتهم السلمية بمساعدة غيرهم من الإخوة المواطنين"، مشيرا إلى أن "روسيا دفعت ثمن حرب الإرهاب غاليا". تصريح رئيس لجنة الشؤون الدولية، في المجلس الفدرالي الروسي، يأتي بعد ساعات فقط، من تبنّي "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" (الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، مسؤولية الإعتداء الإرهابي، الذي أسفر السبت المنصرم، عن مقتل 4 أشخاص من بينهم روسي، وذكر "ممثل تنظيم القاعدة" بالجزائر، في تسجيل صوتي، حصلت قناة "الجزيرة"، على نسخة منه، أن "القاعدة" تعلن مسؤوليتها عن تفجير الحافلة التي كانت تقل مواطنين روس، متهما الروسيين "بمحاربة الإسلام والمسلمين بمن فيهم الشيشان". الإعتداء المسلح الذي وقع بضواحي ولاية عين الدفلى، خلف مصرع ألكسندر ديريفياكين، أحد موظفي شركة "ستروي ترانس غاز" الروسية، إلى جانب ثلاثة حراس جزائريين، فيما أصيب روسي آخر ومواطنان أوكرانيان بجراح متفاوتة الخطورة، وبعد هذه العملية الإرهابية، دعا الوزير الروسي للخارجية، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، السلطات الجزائرية إلى توفير المزيد من الإجراءات الأمنية لتأمين حياة مواطني روسيا، فيما قال سفير روسيابالجزائر، بأنه يتابع نتائج التحقيق، علما أن مئات الخبراء الروس يعملون في الجزائر الآن، خصوصا في مجال النفط والغاز، حسب ما ذكرته وكالة نوفوستي الروسية. وكانت المرة الأخيرة التي إعتدى فيها الإرهابيون على الرعايا الروس بالجزائر، في جانفي 2001، عندما تم إختطاف أربعة من الموظفين الروسيين بإحدى الشركات الكيماوية، قبل إغتيالهم، بينما المرة الأخيرة التي إستهدفت فيها الجماعات الإرهابية العمال الأجانب في الجزائر، فقد كانت في ديسمبر 2006، حين أدّت عملية تفجيرية بمنطقة بوشاوي، ضد حافلة خاصة، إلى جرح 9 خبراء من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة ومقتل سائق جزائري، يشتغلون في الشركة المختلطة "براون أند روث كوندور". وأكد أول أمس، وزير الداخلية، يزيد زرهوني، بأن إستهداف الأجانب في الجزائر من طرف الجماعات الإرهابية، "غرضه إستعراض العضلات ولفت الأنظار"، وقبلها أبدى وزير الخارجية، محمد بجاوي، رفض الجزائر لإقامة قواعد عسكرية بأراضيها قصد ملاحقة الإرهابيين. ج/ لعلامي: [email protected]