* تشهد العديد من المدارس الابتدائية، ببلدية قصر الشلالة، جملة من المشاكل، لدرجة أن البعض منها أصبحت تصلح لكل شيء إلا للدراسة لغياب أدنى المستلزمات. "النهار" وقفت على واقعها المرّ واستمعت إلى العديد من المربين وحتى التلاميذ ورأت ما لا عين رأت وما خطر على بال مسؤول، حيث لم يعرف هؤلاء من أين يبدؤون حصر مشاكلهم التي تعددت وتشابهت وأصبحت كلها في منزلة واحدة، لتأتي في مقدّمتها مشكل التدفئة لانعدام الغاز، رغم أن البعض منها موصول بشبكة غاز المدينة منذ مدة طويلة، ويبقى المشكل في العدادات والمدافئ الخاصة بذلك، فالمواقد القديمة التي تستعمل بمادة المازوت أصبحت تصارع أقسام تحولت إلى ثلاجات، خاصة وأن المنطقة معروفة ببرودتها، أما مشكل التجهيزات فغائب تماما، فقد يكفي أن نقول إن الطاولات قارب عمرها إن لم تكن قد تجاوز النصف قرن ويضطر التلاميذ لم يتجاوزوا ال 7 سنوات من عمرهم إلى الجلوس على "خشبة منفردة" وغير مثبتة وتآكلت جوانب طاولتهم وأصبح شكلها ولونها سواد في سواد، لقدمها دون أن يتحرك أيّ من المسؤولين السابقين أو حتى اللاحقين، كما هو الحال في مدرسة لحسن درويش، حيث أصبح المعلمون "البؤساء" يكتمون معاناتهم مع تلاميذهم فمكاتبهم، إن صحت الكلمة، اضطروا إلى ترقيعها وتثبيتها بأسلاك حديدية، وأصبحت خردة بمعنى الكلمة، و"السبورات" لا تصلح للكتابة وساحات تنعدم فيها التهيئة. يحدث هذا رغم النتائج الجيّدة التي تتحصل عليها هذه المدرسة، ولا يكاد الأمر يختلف في مدرسة لحسن دحلاب، التي يصيبك الفزع لحالها، فأصبحت كالأطلال وكالبيت الخرب، رغم النداءات المتكرّرة للمعلمين، الذين لا يختلف حالهم عن حال زملائهم السابقين، الذين هدّدوا بإضراب عسى أن يلتفت المسؤولون إلى هذه المحتشدات حيث أطلق عليها ظلما مدارس ابتدائية، لدرجة أن أحد جدرانها مهدّد بالسقوط ولا يتحرّك أهل الحل والعقد إلا بعد حدوث الكارثة. أما مدرسة الدكتور سعدان فاكتفى مصدرنا أن المعلمين يضطرون إلى مغادرة الأقسام عند سقوط المطر نتيجة عدم صلاحية بعض الأسقف ومطعمها بدون تجهيزات إلى الآن، والأمر لا يحتاج إلى تعليق أكثر، ليبقى السؤال كيف يلقي المعلم درسه وكيف يستوعب التلاميذ دروسهم وهم على قضبان حديدية وطاولات مشدودة بأسلاك. * يشار إلى أن والي الولاية قد أعطى تعليمات صارمة قبل أسابيع إلى مختلف المسؤولين بإيفاده جميع النقائص في جميع المؤسسات التربوية وخاصة الابتدائيات وتبقى تعليماته معلقة إلى إشعار آخر! *