لا شك أن الأوضاع المزرية التي تعاني منها كثير من مدارس ومتوسطات ولاية تيبازة وخاصة القديمة منها، التي أكل الدهر عليها وشرب، وتقادم كل شيء فيها ابتداء من المبنى المدرسي وانتهاء بالتجهيزات والمعدات والآلات التي تكونها، تشكل عائقا في إيجاد البيئة التربوية السليمة للتلاميذ وتؤثر سلبا على مستوى تحصيلهم الدراسي وحتى على مستوى أداء المعلمين والمعلمات في بعض الأحيان . فإكمالية ابن حوقل على سبيل المثال وليس الحصر، لأن المشكل أكبر من أن يحصر في مثال واحد أواثنين، يعاني تلاميذها الأمرين، سياسة الإهمال واللامبالاة المنتهجة من طرف السلطات المعنية التي لم تبد أي استعداد من أجل توفير أدنى شروط التعليم السليم من جهة، والإنصاف في تقسيمات الأفواج من جهة أخرى، إذ هناك تباين كبير في هذه التقسيمات وهذا حسب الدرجة الاجتماعية التي ينتمي إليها هؤلاء التلاميذ، فالفوج م 10 الذي زارته يومية " الفجر" أول أمس إثر ورود عدة شكاوى من طرف أولياء التلاميذ المعنيين وبعض الأساتذة الذين وعوا حقا أن التعليم وقبل أن يكون مهنة كان رسالة وأمانة من لا، مفادها إيجاد الحلول المناسبة والسريعة التي تسمح بتوفير ظروف تمدرس أفضل للتلاميذ عوض اللّجوء إلى حشد أكبر عدد ممكن من التلاميذ بالقاعات الموجودة، وضرورة التفكير من الآن في الضغط الذي ستشهده بدورها الثانويات سنة 2012 بانتقال تلاميذ المتوسطات المتمدرسين ضمن النظام الجديد حتى لا تعيش نفس أزمة المتوسطات في 2009 ، مستغربين في نفس الوقت إصرار وزير التربية الوطنية بوبكر بن بوزيد الذي وجه تعليمات صارمة خلال الزيارة التفقدية التي قام بها لولاية تيبازة الشهر الماضي والقاضية بتجهيز المؤسسات التربوية بوسائل التدفئة، في حين تشهد هذه الأخيرة مشاكل أكبر. فالمجموعة 10 تضم عددا كبيرا من المشاغبين، أغلبيتهم من المعيدين، مما أثار استياء أولياء التلاميذ الوافدين الجدد. كما أن قاعة ذات الفوج لا تصلح للتعليم حيث يجد التلاميذ أنفسهم مجبرين على رفع أرجلهم لساعات طويلة تفاديا برك المياه المصحوبة بالأتربة مما يسبب لهم الإرهاق الذي يفقدهم التركيز. كما أن حالة الاأمن التي تشهدها هذه المؤسسة أصبحت تشكل الهاجس اليومي لتلاميذ ابن حوقل و المتمثلة في دخول بعض الغرباء المنحرفين إلى داخل المؤسسة أوقات الدراسة، ناهيك عن وجود تسربات وانقطاعات مستمرة في المياه تستمر أحيانا لعدة أيام والتي قد تتسبب في حدوث التماسات الكهربائية مما يؤدي إلى وقوع حريق. ومن جهتها أكدت إدارة المؤسسة ل "الفجر" أن الحل خارج عن نطاقها باعتبارها قدمت العديد من المراسلات إلى الجهات المعنية من أجل حل المشكل، إلاأنها لم تتلق أي رد لحد الساعة... فهل يصلح العطّار ما أفسده الدهر..؟