تنظم اليونسكو اليوم لقاءً مفتوحًا بعنوان "للتفكير والحوار بشأن حرية التعبير"، حيث يأتى هذا الحدث فى أعقاب الهجوم الإرهابى ضد الصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلى إبدو" واحتجاز رهائن فى متجر لبيع الأطعمة المباحة فى الشريعة اليهودية كاشير بباريس، مما أسفر عن مصرع 17 شخصًا جراء أعمال العنف هذه. المائدة المستديرة الأولى لمناقشة حرية الرأى والتعبير وتفتتح المديرة العامة لليونسكو، إيرينا بوكوفا، برنامج هذا الحدث مع رسام الكاريكاتير الفرنسى بلانتو، ثم تجرى مناقشات فى مائدة مستديرة، كما سيتناول الاجتماع الأول موضوع سلامة الصحفيين ويشمل مداخلات من الصحفى السويدى، ماغنوس فالكيهيد، ومحررة شئون الشرق الأوسط فى مجلة "نيوزويك"، جانين دى جيوفانى، والصحفى فى الصحيفة الفرنسية اليومية "لو فيغارو"، جورج مالبرونو، ورئيس منظمة "القلم الدولية"، جون رالستون سول، والصحفى فى صحيفة "الوطن"، الجزائر، عمر بلهوشات، فضلًا عن المسئول عن حقوق الإنسان وسلامة الصحفيين فى الاتحاد الدولى للصحفيين، إرنست ساغاغا. المائدة المستديرة الثانية "الحوار بين الثقافات" أما موضوع اجتماع المائدة المستديرة الثانى الذى سينعقد تحت عنوان "الحوار بين الثقافات والمجتمعات المجزأة" فإنه سيدرس السبل الكفيلة بتعزيز احترام تنوع وحرية التعبير؛ كما يبحث كيف يمكن بناء فهم متبادل ونشر التسامح من خلال شتى وسائل الإعلام، فضلًا عن تسخير وسائل الإعلام فى ما يتعلق بتعزيز الحوار وتشجيع الالتزام الإيجابى لدى الشباب. ومن بين المشاركين العديدين فى هذا الاجتماع الرئيس السابق للمجلس الدستورى الفرنسى، روبرت بادينتير، وكبير حاخامات فرنسا، حاييم كورسيا، وعميد مسجد باريس، جليل أبو بكر، فضلًا عن الكاتب المغربى الطاهر بن جلون. بوكوفا تشارك فى مسيرة باريس من أجل "شارلى أبدو" وفى أعقاب الأحداث التى وقعت الأسبوع الماضى وما تبع ذلك من احتجاجات ضخمة فى جميع أركان العالم، فإن إيرينا بوكوفا، التى شاركت فى مسيرة التضامن القوية بباريس، التى ضمت نحو مليون ونصف متظاهر كان فى طليعتهم الرئيس الفرنسى، فرانسوا أولاند وما يقرب من 40 رئيس دولة وحكومة، قد أطلقت نداءً رسميًا للعمل. بوكوفا: سأستمر فى النضال لدعم حرية التعبير وأوضحت المديرة العامة "أن ذلك يعنى، بالنسبة إلى اليونسكو، أن نواصل، بادئ ذى بدء، دعم مجال حرية التعبير والصحافة والارتقاء به، والنضال من أجل ضمان سلامة الصحفيين وضد الإفلات من العقاب. كما يجب علينا أن نكرس كافة جوانب عملنا لدعم مجال التعليم، وذلك من خلال تعزيز الحوار والتفاهم بين شتى الثقافات والأديان. وذلك أن أعمال العنف المتطرف إنما تعكس انحرافاً فى عقول من يرتكبونها، وهو ما يفضى إلى إحداث شلل فى فكر من يقع ضحية لهذه الأعمال، وإلى نشر الرعب والوقوف حجر عثرة أمام أى محاولة للتفكير، فضلاً عما يحدثه ذلك من فهم تبسيطى للأمور. ولما كان العنف الطائفى ينتشر من خلال خطابات الكراهية، ومن خلال الأكاذيب والتلاعب بالمعتقدات الدينية، فإننا يجب أن نتصدى لمثل هذه الممارسات بتعزيز الأدوات التى من شأنها تمكين الشباب من مقاومة عمليات التلاعب هذه، وهو ما يعود بنا إلى المبادئ التأسيسية التى قامت عليها اليونسكو ومفادها أنه لما كانت الحروب تولد فى عقول البشر، رجالاً ونساءً، ففى عقولهم يجب أن تُبنى حصون السلام".