90 ٪ من عمّال المستشفيات ليسوا ملقحين ضدّ الأنفلونزا مستشفى «القطّار» يصف للمرضى دواء «تاميفلو» المضاد ل«أنفلونزا الخنازير» انتهت صلاحيته في 2011! البروفيسور مصباح: «لابد من مواصلة التلقيح لتفادي الإصابة بالعدوى» لا تزال عدوى «الأنفلونزا الموسمية» تتسبب في تعرض المصابين بها إلى تعقيدات صحية خطيرة، والتي لم تستثنِ حتى المرضى المتواجدين في المستشفيات، إذ تم إجلاء مريض مصاب بعدوى «إيتش 1 إن 1 موسمي»، من المستشفى الجامعي نفيسة حمود «بارني سابقا» إلى مستشفى القبة على وجه السرعة، بعد تأكد إصابته بالفيروس.وحسب المعلومات المتوفرة لدى "النهار"، فإن المريض الذي كان يخضع للعلاج في مصلحة أمراض الكلى في مستشفى «بارني»، بعدما ظهرت عليه أعراض الإصابة بفيروس «الأنفلونزا» «إيتش 1 إن 1 موسمي»، تأكدت بعد إخضاعه للتحاليل، حيث تعرض إلى ضيق حاد في التنفس، وهو الأمر الذي استلزم نقله إلى مصلحة الإنعاش على وجه السرعة في مستشفى القبة الجامعي.وعلى الصعيد ذاته، اضطر الطاقم الطبي إلى إخراج المرضى الذين كانوا متواجدين معه في المصلحة، وغلقها بشكل مؤقت، في انتظار إخضاعها لعملية التعقيم الشامل من أجل القضاء على الفيروس، مع إبقائهم تحت المراقبة الطبية المتواصلة في حال ظهور أيّ أعراض عليهم، والتي تشمل الحمى الشديدة والآلام في شتى أنحاء الجسم.والمثير في الأمر كله، هو أنّه رغم تطمينات وزارة الصحة بأن الفيروس لا يعدو أن يكون فيروسا للخنازيز من النوع الموسمي، إلا أنّ مصالح المؤسسة الإستشفائية المتخصصة في علاج الأمراض المعدية العادي «فليسي»، قامت بوصف دواء «تاميفلو» المضاد ل«أنفلونزا الخنازير»، والذي يفتح مجال التساؤل واسعا حول السبب الذي يدفع القائمين على مستشفى «القطّار» إلى وصف دواء انتهت صلاحيته في سنة 2011، وكلّف الخزينة العمومية آنذاك 7 ملايير دينار، انتهت بحرقها في المرامد، ليتبين أن الأمر كله متعلق بإعادة النشاط للمخابر التي شهد إنتاجها ركودا كبيرا، وقد تمت مساءلة خبراء من منظمة الصحة العالمية حول القضية. 90 ٪ من عمّال المستشفيات ليسوا ملقحين ضد "الأنفلونزا"! وحسب المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، فإن 90 من المائة من عمال المستشفيات ليسوا ملقحين ضد «الأنفلونزا الموسمية»، رغم أن الوزارة تخصص «كوطة» خاصة بالمستشفيات، إلا أنه ينتهي بها المطاف غالبا في المرامد.من جهته، أكّد «البروفيسور» إسماعيل مصباح، مدير الوقاية على مستوى وزارة الصحة في اتصال ب«النهار»، أن المريض الذي كان قابعا في المؤسسة الإستشفائية «بارني»، تم إجلاؤه إلى مستشفى القبة بسبب تعقيدات صحية حادة، ناجمة عن الإصابة ب«الأنفلونزا الموسمية»، حيث يخضع للعلاج المكثف في مصلحة العناية المركزة، مشيرا إلى أنه لابد من مواصلة حملة التلقيح ضد «الأنفلونزا الموسمية» لفائدة الأشخاص الأكثر عرضة لتعقيدات الإصابة بها.وبخصوص وصف دواء منتهي الصلاحية للمرضى، ذكر الأستاذ مصباح، أنه ليس على علم بالقضية.أمّا الدكتور يوسف يوسفي، رئيس مصلحة الأمراض المعدية في المؤسسة الإستشفائية لبوفاريك، أوضح أن وصف دواء «تاميفلو» المضاد لجائحة «إيتش 1 إن 1» ليس محصورا لعلاج ذلك المرض فحسب، وإنّما لعلاج كل الحالات المرضية التي تكون راجعة إلى عوامل فيروسية.وقال الدكتور في اتصال ب"النهار"، إن وصف دواء «تاميفلو»، يجب أن يكون في اليوم الأول من الإصابة، لأنه في حال ما إذا تم تجاوز تلك الفترة، لن يكون له أي فعالية، مضيفا أن استخدام مثل هذا النوع من الأدوية ليس متداولا في المستشفيات، ولكن هذا لا يمنع من توفير مخزون احتياطي تحسبا لأي طارئ.وبخصوص عدم تلقي عمال المستشفيات اللقاح المضاد ل«الأنفلونزا الموسمية»، أكد ذات المتحدث، أنهم الحلقة الأهم، كونهم يتعاملون بشكل مباشر مع المرضى، إلا أنهم يعزفون عن تلقيه رغم الحملات التحسيسية، وهو الأمر الذي قد يزيد من تعقيد الوضعية، لأن عامل مريض يمكنه نقل العدوى إلى غيره.