الهزة القوية التي بلغت شدتها 5.3 درجات على سلم ريشتر سجلت على الساعة الحادية عشر وستة وعشرين دقيقة وكان مركزها على بعد 28 كلم جنوب شرق وهران وبالضبط ببلدية بوفاطيس التابعة إداريا إلى دائرة وادي تليلات. وفور وقوع الهزة الأولى سارع سكان الأحياء القديمة والجديدة على السواء في مختلف أحياء وهران وحتى الطنف الوهراني إلى الشارع والساحات العمومية لتجنب الموت تحت الأنقاض وقد دفع هذا الخوف بعض الأولياء إلى إيقاظ أبنائهم من النوم والهروب بهم إلى الشوارع مما خلق فوضى كبيرة عند مداخل العمارات والبنايات. أما سكان الأحياء الآيلة للسقوط والتي تشكل 70 بالمائة من النسيج العمراني لوهران كحي سيدي للهواري وسان بيار والحمري ومديوني وسان أنتوان فقد فضلوا قضاء ليلتهم بالعراء. مباشرة بعد الهزة الأرضية العنيفة سارع أعوان الحماية المدنية إلى معاينة وتفقد كافة النقاط المهددة بالانهيار والمساكن الهشة والقديمة في الأحياء المذكورة، نفس الإجراء اتخذته نفس المصالح في قديل وأرزيو والكورنيش الوهراني، وقد أكدت عناصر الحماية عدم تسجيل أية خسائر بشرية باستثناء بعض حالات القلق والخوف وحالات إغماء فيما سجلت تشققات وتصدعات ببعض البنايات بوهران. من جهتها، تلقت مصالح الاستعجالات الطبية التابعة لمستشفى وهران الجامعي تعليمات بالتجند وتوفير كل الإمكانيات حيث استقبلت حوالي 30 حالة اضطراب نفسي. كما سجل حريق بشارع كافينياك بحي سان بيار إثر اندلاع شرارة كهربائية وقت الزلزال إلى جانب انهيار جزئي لمسكنين بشارع مارسال ساردون بالحي ذاته وآخر بحي الدرب، بالإضافة إلى تسجيل سقوط شخص من الطابق الثالث بسكنات عدل ببئر الجير أصيب على إثرها بكسور. وقد تبع الهزة الأولى هزتان ارتداديتان الأولى بمنتصف الليل بقوة 3.3 والثانية على الساعة منتصف الليل وأثنين وخمسين دقيقة. وبمركز الزلزال ببلدية بوفاطيس فقد سجلت وفاة عجوز متأثرة بسكتة قلبية إلى جانب إصابة امرأة بجروح إثر انهيار سقف للمبنى الذي كانت تسكنه وقد نقلت على جناح السرعة إلى مستشفى المحقن لتلقي الإسعافات الأولية. وللوقوف على حجم الأضرار التي خلفها الزلزال شكلت أمس دائرة وادي تليلات خلية أزمة أسندت رئاستها لرئيس بلدية بوفاطيس مهمتها معاينة الأضرار التي لحقت بالمؤسسات التربوية والمرافق العمومية وكذا السكنات إذ تم تسجيل تصدعات متفاوتة كتضرر حي 100 سكن بنسبة 40 بالمائة رغم حداثة إنجازه حيث بني في التسعينيات إلى جانب تضرر حي بتيلاك. وقد أثار هذا الزلزال مخاوف سكان وهران لسببين اثنين أولهما أن 70 بالمائة من النسيج العمراني هي سكنات تعود إلى الحقبة الاستعمارية وآيلة للسقوط والهاجس الثاني هو ذكرى الزلزال العنيف الذي ضرب وهران في القرن 17 والذي حطم المدينة بنسبة مائة بالمائة.