اهتزت الأرض ليلة الأربعاء الماضي، بوهران، بزلزال يعتبر الأعنف من نوعه بالمنطقة منذ سنة 1790بلغت قوته 5.3 درجة على سلم ريشتر في حدود الساعة الحادية عشر وأربع وعشرين دقيقة، بالضبط جنوب شرق الولاية، وألحق بهزتين ارتداديتين ساعتين بعد الهزة الأساسية. حسب معلومات مركز البحث الجزائري والجيوفيزياء، الذي حدد مركزها في منطقتي السبخة ومرجاجو، وأسفر الحادث عن هلاك سيدة تقطن بناحية بوفاطيس من هلع الصدمة، مثلما سجل احتراق عمارة بساحة "هوش"، انهيارات جزئية ببلدية بوفاطيس وتصدعات طالت عددا من العمارات القديمة بوهران، مثلما رفعت حالة تأهب قصوى بالمؤسسة البترولية سوناطراك. وقد تم فعلا رصد هزات ثانوية، ضربت أولاها على الساعة الواحدة إلا خمس دقائق بعد منتصف الليل بدرجة 3.8 على سلم ريشتر، وكان مركزها على بعد 30 كلم جنوب شرق وهران وتلتها بفارق دقيقة واحدة فقط هزة ارتدادية أخرى قدرت ب 3.5 درجة على سلم ريشتر على بعد 28 كلم جنوب شرق الولاية، الأمر الذي دفع بمئات العائلات بأحياء الدرب، سيدي الهواري، رأس العين، سكاليرا، الحمري، المدينةالجديدة، بلاطو، وسط مدينة وهران، وغيرها، وأيضا بضواحي ببوفاطيس، قديل، عين البيضاء والسانيا، خاصة، إلى المبيت في العراء أو الاستنجاد بالأهل والأقارب القاطنين في سكنات غير مهترئة لقضاء تلك الليلة المرعبة خشية تعرض أطفالهم الصغار إلى البرد. وعن حصيلة الزلزال، فقد أفادت المصادر الرسمية عن جرد انهيارات جزئية مهمة على مستوى بلدية بوفاطيس شملت كافة السكنات تقريبا، وأسفر الأمر عن وفاة سيدة عجوز بالمنطقة بسكتة قلبية من شدة الخوف، وتم إثر ذلك تنصيب خلية أزمة وفتح 29 مركز إيواء للعائلات المتضررة، كما سجل سقوط سلم بحي "كافينياك" واحتراق عمارة بساحة "هوش" بمدينة وهران بسبب تسرب للغاز نتيجة الهزة، بالإضافة إلى إحصاء تشققات بعضها عميقة استهدفت جل العمارات القديمة بوهران. وقد عرفت كثير من حظائر السيارات وسط هذا الاستنفار فوضى في خروج بعض المركبات التي كانت محاصرة بعربات أخرى بسبب تزاحم أصحابها على السبق في الأدوار من أجل انتشال عائلاتهم بعيدا عن المواقع الهشة. حالة "البسيكوز" هذه عايشها بدرجة أكبر القاطنون بقرب مركز الهزة والذين أكدوا أنهم أحسوا بارتفاع محسوس وغير موسمي لدرجة الحرارة أدى بالبعض إلى الاستغناء عن الأغطية، وهم في مضاجعهم، وبعد لحظات فقط اخترق سكون الليل ارتجاج قوي اختلط في الوهلة الأولى لدى بعضهم تحديد طبيعته، فمنهم من زعم أنه انفجار استهدف المنطقة، ومنهم من تيقن من أنه هزة، لكنها مدمرة.. خيرة غانو