"الكراڤ" سجل 50 هزة خلال جانفي سجل، صباح أمس، مركز البحث في علم الفلك والجيوفيزياء "الكراڤ" في حدود الساعة الثامنة وثلاثين دقيقة هزة أرضية بقوة 5.2 درجة على سلم ريشتر، حدد مركزها على بعد8 كلم شمال شرق ولاية بومرداس، وبالضبط بمنطقة زموري حسب ما أكده "للشروق اليومي" عبد الكريم يلس المدير العام لمركز البحث في علوم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء. وكشف مسؤول "الكراڤ" عن تسجيل هزتين ارتداديتين مباشرة بعد الزلزال الأول بدرجة 3.9 و3.3 على التوالي، تدخل في إطار النشاط الإرتدادي للهزة الرئيسية شمال شرق بومرداس، وقد شعر بها أغلب سكان المناطق الشرقية لولاية بومرداس. وحسب المتحدث فإن هذه الهزة تدخل في إطار النشاط الزلزالي العادي، تدخل في إطار الحركة الزلزالية للكرة الأرضية الشمال الإفريقي على وجه الخصوص، ففي وقت تعرف فيه الجزائر نشاطا زلزاليا كثيفا تكون دول أوروبا الجنوبية بما في ذلك إسبانيا تشهد حركات زلزالية مماثلة. وقال السيد يلس إنه تم تسجيل 50 هزة أرضية على مدار الشهر الجاري، بمعدل هزة الى هزتين في اليوم تلتها عشرات من الهزات الإرتدادية، وقد كانت أشد هزة تلك المسجلة أمس الجمعة ببومرداس، وأخرى في التاسع من جانفي المنصرم في ولاية وهران، بلغت درجة 5.2 على سلم ريشتر، كما شهدت ولاية ڤالمة أول أمس هزة أخرى بلغت شدتها 3.9 على سلم ريشتر، وقد حدد مركزها جنوب غرب منطقة الركينة بڤالمة، بالإضافة إلى هزات أخرى تم تسجيلها في كل من خراطة وسطيف. كما كان لوقع الهزة الأرضية أثرا كبيرا على السكان، واسترجعت إلى الأذهان كارثة الأربعاء الأسود التي عاشتها العاصمة وولاية بومرداس في 21 ماي 2003، حيث عاش أمس سكان الأحياء الشعبية بالعاصمة كالقصبة، المدنية، باب الواد، باب الزوار وغيرها، حالة من الهلع والخوف دفعتهم للخروج من سكناتهم مباشرة بعد شعورهم بالهزة الأرضية، ولأن الصدى كان أقوى فقد تحولت الهزة لحديث شارع العاصمة طيلة نهار أمس، في وقت تؤكد فيه مصالح المديرية العامة للحماية المدنية عدم تسجيل أي خسائر بالعاصمة. سكان ولاية بومرداس الذين شعروا بالهزة الأرضية انتابهم الخوف والهلع أيضا ودفع بعديد من المقيمين ببلديات زموري، الثنية، بومرداس، دلس إلى مغادرة منازلهم. كما سجلت بعض التصدعات التي بدت على بعض البنايات التي تضررت أساساتها خلال زلزال 2003. 4جرحى و8 مصابين بصدمات نفسية أدت الهزة الأرضية التي حدد موقعها على بعد 8 كلم شمال شرق ولاية بومرداس، إلى جرح أربعة أشخاص بولاية بومرداس بجروح متفاوتة الخطورة، اثنان منهم أصيبا بكسر، واثنان آخران بجروح خطيرة بعد خروجها فزعا من هول الصدمة، وإثنان آخران أصيبا بصدمة نفسية، حسب ما صرح "للشروق اليومي" المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية. فيما أكد رئيس ديوان والي ولاية بومرداس إصابة 8 أشخاص بصدمات نفسية وثلاثة جرحى من الطلبة المقيمين بالحي الجامعي لبومرداس بعد محاولتهم الهرب من غرفهم، من شدة الهلع. وفور وقوع هذه الهزة الأرضية تشكلت خلية أزمة ومتابعة للأوضاع على مستوى ولاية بومرداس متكونة من مديري الولاية والحماية المدنية ومصالح الأمن ورؤساء الدوائر المعنية، وكان والي الولاية قد تنقل مباشرة بعد الهزة الأرضية إلى مركز الاستعجالات الطبية لبومرداس حيث اطلع على ظروف التكفل بالطلبة الثلاثة المصابين بجروح متفاوتة الخطورة. كما تكفلت مصالح المركز الإستشفائي بالأشخاص الثمانية المصابين بصدمات نفسية، حيث غادروا المستشفى بعد فترة قصيرة من دخولهم إليه. ولم تحدث هذه الهزة الأرضية أي أضرار مادية تذكر في البنايات والمرافق العمومية حسب مسؤولي الولاية، بقدر ما كان لها أثرا بالغا في أوساط المواطنين نتيجة الخوف والهلع، لفترة قصيرة قبل أن تستعيد الأمور طبيعتها. وقد بدت الحياة عادية بعد الظهيرة في صفوف المواطنين بعد أن عادت الحياة إلى طبيعتها، سواء على مستوى مدينة بومرداس أو في المناطق التي كانت مسرحا لموقع الهزة كمنطقة الكرمة والصغيرات ومدينتا بومرداس وزموري، لكن استنادا لبعض الشهادات فإن أغلب السكان خرجوا مهرولين إلى الشارع مباشرة بعد الهزة. سليمة حمادي