وجهت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي مراسلة الى هيئة تحرير «النهار»، للاحتجاج والرد على مقالين نشرتهما حول ما يجري في التحضيرات لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية. وفيما يلي نص الرد...نشرت جريدة «النهار»، على مرتين في 13 و21 مارس 2015، مقالين طبعتهما عدوانية غريبة تجاهي، جاء في الأول أنني أبذر أموال الدولة، وأنني أوزعها على «أصحابي وأتباعي»، وهي اتهامات خطيرة أدليت بكثير من الاستخفاف من دون عناء صاحبها في إعطاء ولو دليل. وجاء في المقال الثاني وبكل بساطة أنني «أكذب»، وأنني قدمت تقارير «كاذبة» حول تقدم الأشغال المتعلقة بتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015». لا وجود في الحقيقة للتقارير المشار إليها، فمتابعة الأشغال من صلاحيات ولاية قسنطينة، وأما وزارة الثقافة فإنها تقوم من جهتها بمتابعة البرنامج الثقافي وبأعمال إعادة التأهيل التي ستتواصل طيلة السنة الثقافية، وهو ما تم التصريح به مند الإعلان عن التظاهرة. أما أقوال كهذه، السؤال الحقيقي وللأسف هو في جوهره أخلاقي: كيف يمكن كتابة أي شيء؟ كيف يمكن نشر أقوال تنطوي على القذف؟ ألا يشعر الشخص الذي يقوم بفعلة كهذه بوخز الضمير وبالذنب؟ الله يهديه. صدر المقالان على صفحة عيون وآذان، وهو ما يوفر ربما ذريعة لعدم التوقيع، إنه أمر له دلالته، ولكنه قد يكون في آخر المطاف مطمئنا على شرف المهنة، بمعنى أنه لم يتم العثور على صحفي يقبل بوضع توقيعه على مثل هذه المقالات. "النهار" تعد القراء والوزيرة بنشر فضائح التسيير في قطاعها بالوثائق.. قريبا على الرغم من أن الرد والتوضيح حق يكفله القانون، إلا أن وزيرة الثقافة نادية لعبيدي، فضلت استعمال هذا الحق في غير محله، من خلال محاولة تكذيب واقع ملموس، وآخر سيُصدم به الجزائريون وتُضرب به هيبة الدولة في الصميم، عندما نكتشف متأخرين أن الملايير صُرفت على تظاهرة الهدف منها رفع شأن الجزائر عاليا، لكن نتيجتها كانت الحط منه. وقد لاحظنا في هيئة تحرير النهار» أن الوزيرة استعملت ألفاظا للحط من شأن الجريدة وصحافييها، عندما راحت تقول وتتساءل «كيف يمكن كتابة أي شيء؟». وحتى تتيقن «معاليها» من أننا في «النهار» لا ننشر «أي شيء»، فإننا نبشرها بقرب نشر ما لا تود قراءته، كما نبشرها أيضا بفضح كل الممارسات غير القانونية المرتكبة باسم التحضير لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وبالوثائق أيضا. وعندما تتحدث «معاليها» عن القذف وتحاول أن تتهم «النهار» بممارسته، فإننا نرد ونقول إن كان فضح الفساد والمفسدين في نظر الوزيرة هو «قذف»، فنحن فعلا نمارسه، وإن كان المغزى من الحديث عن القذف هو التهديد والتلويح باللجوء الى العدالة، فنحن نقول «مرحبا.. لأننا لا نخشى في قول الحق لومة لائم». يبقى فقط على «معاليها» أن تدرك كل الإدراك، أن فضيحة منح «شكارة دراهم» لقاء القيام بإنشاء «لوغو» لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ليتبين في الأخير أنه مسروق، هو واقع ملموس، لم نكن نحن من صنعه أو اختلاقه، كما أن خبر قيام الوزير الاول عبد المالك سلال بإيفاد مدير ديوانه لاستقصاء الوضع في قسنطينة والتحقيق حول مدى تقدم التحضيرات للتظاهرة، لم يكن «إشاعة» وإنما واقعا. وكم نود في الأخير أن تتكرم علينا «معاليها» وتجيبنا عن سؤال حول أسباب تأجيل موعد افتتاح معرض الكتاب العربي إلى غاية منتصف السنة المقبلة 2016.