سكان المنطقة يحمّلون مقاولا يحترف نهب الرّمال مسؤولية المأساة خيّم الحزن على سكان مناطق ركنية، بولفرايس، وأولاد فاضل بولاية باتنة، منذ الليلة قبل الماضية إلى غاية أمس السبت، بسبب مأساة فقدان عائلة «بلكبير» للشقيقين «إيهاب» و«رياض» 13 سنة و10 سنوات على التوالي، غرقا في بركة مائية تتوسّط وادي مرثوم بمنطقة ركنية قرية بولفرايس. وعن تفاصيل الحادثة وفقا لما استقته «النهار» صباح أمس، من موقع الحادثة، فإن المرحومين خرجا للعب بدراجتهما على حافة وادي مرثوم القريب من المزرعة التي يقطنان بها رفقة عائلتهما المتكونة من 4 أبناء، وأم ماكثة بالبيت وأب فلّاح، كان يقطن في قرية لقرين قبل أن يتحول إلى هذه المزرعة للعمل كأجير لدى صاحبها. وحسب روايات سكان المنطقة فإن الشقيق الأصغر «رياض» سقط أولا في البركة المائية ثم لحق به شقيقه «إيهاب» محاولا إنقاذه، لكن عمق البركة البالغ أكثر من 6 أمتار حال دون نجاتهما، وعندما تأخرا عن العودة إلى مسكنهما، بدأت حملات البحث مع إبلاغ مصالح الدرك الوطني لبلدية أولاد فاضل وأقرب وحدة للحماية المدنية وهي وحدة بلدية تاوزيانت بولاية خنشلة، هذه الأخيرة وحسب قائدها الملازم نور الدين لشبق في حديثه إلى «النهار»، أثنى على دور المواطنين الذين لعبوا دورا هاما في العملية ككل، بدليل تمكّنهم من العثور على جثة «إيهاب» تطفو فوق سطح الماء. وحسب نفس المتحدث، فإن عمق البركة المائية وطول الوادي المليء بمياه أمطار ال 48 ساعة الأخيرة، دفع إلى الاستعانة بفرقة غطاسين من باتنة التي استمر بحثها تحت الماء ليلة كاملة إلى غاية العثور على الجثة الثانية للمرحوم «رياض» غير بعيد عن موقع العثور على جثة شقيقه «إيهاب»، وذلك على الساعة العاشرة و25 دقيقة من صبيحة أمس السبت. وحسب أهل المرحوم وعدد من سكان المنطقة، فإن البركة تشكّلت بفعل أشغال مقاول يقوم بنقل الرّمل من هذا الوادي قصد إنجاز طريق بولاية خنشلة. وحسب محدثينا دائما، فإن المقاول خالف التعليمات القانونية والإجراءات الوقائية الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات مستدلّين بعمق الحفرة الذي تجاوز 6 أمتار، ومشيرين إلى غياب أدنى وسائل الحماية كالسياج مثلا، رغم أن الوادي يجاور تجمعات سكنية والأطفال يلعبون على حافتيه يوميا، لذلك طالبوا بتدخل الجهات الوصية لاتخاذ الإجراءات اللازمة، حتى لا تتكرر مثل هذه المأساة.