الإضراب قرّره المضيفون ليلة أول أمس من دون إصدار إشعار مسبق الله معنا.. هكذا بدأ المضيفون إضرابهم دخل مضيفو شركة الخطوط الجوية الجزائرية في إضراب مفاجئ، تسبب في شلل شبه كلي لحركة الطيران المدني، وعاد بأذهان المسافرين إلى الإضراب الذي تم شنه شهر جوان من عام 2011 لمدة أربعة أيام كاملة من طرف مستخدمي الملاحة التجارية، والذي أدّى آنذاك إلى الإطاحة بالرئيس المدير العام السابق للمؤسسة وحيد بو عبد الله، وخلفه محمد الصالح بولطيف، هذا الأخير الذي قام بترقية من كان سببا رئيسيا في ذلك الإضراب المدعو «ياسين حماموش» وعيّنه مؤخرا ممثلا تجاريا بمونتريال الكندية.تم، نهار أمس، في الفترة الممتدة من الساعة الخامسة صباحا وإلى غاية الثالثة زوالا، إلغاء وتأجيل 26 رحلة جوية ما بين دولية وداخلية بسبب إضراب مستخدمي الملاحة التجارية «المضيفين»، المنضوين تحت لواء النقابة المستقلة، بسبب ما اعتبروه تماطلا من طرف إدارة المؤسسة في ترسيم 230 مضيفا، بتحريض من طرف 123 آخرين كانوا يشتغلن لدى شركة الخليفة للطيران المحلّة وشركة «أنتنيا»، بعدما تم توظيفهم بصفة تعاقدية خلال سنوات 2010، 2012 و2013. وعرف مطار هواري بومدين بمحطتيه الدولية والداخلية فوضى عارمة واحتجاجات رهيبة من طرف المسافرين، خاصة وأن الإعلان عن الإضراب لم يكن في نفس التوقيت الذي دخل فيه المضيفون في إضراب بعد قرار مفاجئ تم اتخاذه ليلة الأحد إلى الإثنين في حدود الساعة ال11 و30 دقيقة مساءً، وتم إبلاغ المعنيين به بموجب رسائل قصيرة SMS، ليتفاجأ زبائن الجوية الجزائرية بالإعلان عن تأخير العديد من الرحلات الدولية في حدود الساعة الخامسة صباحا، قبل أن يتم في حدود الساعة العاشرة والنصف الإعلان عن وجود إضراب قد يستمر طيلة يوم كامل. ورغم وعود الرئيس المدير العام للجوية الجزائرية، الذي كان متواجدا بفرنسا في إطار التحضير لاستقبال طائرة جديدة، لتسوية وضعية هؤلاء وتوجيهه لمراسلة كتابية تتوفر «النهار» على نسخة منها، إلا أن نقابة المضيفين لم تثق في الوعود المقدمة وراحت تشل حركة المطار يوم أمس، حيث أكد بولطيف في مراسلته هذه، على أن اللقاء المنعقد بتاريخ ال 16 مارس الماضي، قد تعهّد فيه الطرفان على أهمية الدخول في حوار بنَّاء، وكذا إيجاد الحلول التي ترضي الطرفين، خاصة ما تعلق منها بقضية ترسيم المضيفين المتعاقدين، حيث تشير المراسلة التي حملت رقم «285»، إلى أن إدارة المؤسسة قد شرعت رسميا في تقييم الموظفين المعنيين والنتائج المحققة، والشأن نفسه بالنسبة لكافة عمّال الجوية الجزائرية. كما أكدت المراسلة الموقعة من طرف محمد الصالح بولطيف، أن الجميع مطالب بخدمة مصلحة الشركة من كافة الأصعدة. ومقابل ذلك تعهد بولطيف بإزالة كافة العراقيل التي قد تؤثر سلبا على نظام العمل وكذا تسوية وضعية الموظفين مما يتوفرون على مؤخر عطلة سنوية علاوة القيام بتأمين هؤلاء المضيفين. فيدرالية المضيفين: بولطيف تعهّد بتسوية الوضعية ونحن غير مسؤولين عن الإضراب ومن جانبه، أفاد عبد اللّي محمد زين الدين، السكرتير المكلّف بالإعلام لدى الفدرالية الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية، في تصريح خص به «النهار»، أن الفدرالية غير معنية بهذا الإضراب حيث سبق لها وأن حذرت من عقباته، خاصة وأن اللقاء الذي جمعه بمسؤولي الجوية الجزائرية بتاريخ العاشر مارس، قد تعهّد فيه هؤلاء بتسوية وضعية المضيفين المتعاقدين بصفة تدريجية، مشيرا إلى أن المضيفين المنضوين تحت لواء الفيدرالية قد أدّوا الرّحلات المبرمجة لصالحهم، معلنًا في هذا السياق، عن معاينة محضر قضائي للوضع العام الذي تسبب فيه المضربون، في انتظار اتخاذ الإجراءات القضائية. هذا، وقد أرجع المتحدث أحد الأسباب الرئيسة التي كانت وراء هذا الإضراب، إلى مباشرة انتخاب أعضاء لجنة المشاركة «CP». استئناف الرحلات على الساعة الثالثة والنصف بعد عودة بولطيف من تولوز تقرّر، مساء أمس وبالتحديد على الساعة الثالثة والنصف زوالا، وبعد لقاء جمع النقابة المستقلة لمستخدمي الملاحة الجوية، والأمين العام لفيدرالية المضيفين بالرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف، مباشرة عقب وصوله من مدينة تولوز الفرنسية، واستئناف العمل، نظير الوعود التي قدّمها بولطيف بترسيم ال230 مضيفًا، وقد أبدى رئيس الفدرالية تخوّفه من القرار لأنه قد يحرّك مضيفين آخرين موزّعين في مطارات أخرى لعدم تعهّد المدير بترسيمهم. نص الرسالة الداعية إلى إضراب المضيفين تحصّلت "النهار" على نسخة من الرسالة القصيرة «SMS» التي أرسلتها النقابة المستقلة لمستخدمي الملاحة التجارية «المضيفين» إلى كافة المنضوين تحت لوائها، تدعو فيها إلى شن إضراب بداية من الساعة الرّابعة صباحا من يوم أمس الإثنين، وفيما يلي نصها: «icha ALLAH demain greve a 4h du matin c confirmer d'pres le snpnc appeler tous vos contact c est notre avenir soyons fort ne pas lacher ALLAH avec nous LA YOUKHAYIROU ALLAH BI KAWMIN HATA YOUKHAYIROU MA BI ANFOUSSIHOUM». الغريب في الأمر هو أن نقابة المضيفين التي دعت إلى الإضراب من دون إشعار مسبق، راحت تستعين بآيات من القرآن الكريم في الدفع نحو الإضراب وتبريره.