شرعت إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية في إصدار قرارات بالطرد النهائي في حق المضيّفين والمضيّفات ممن دخلوا في إضراب مفتوح يعد الثاني من نوعه في أقل من شهر، ورفضوا استئناف العمل، بالرغم من المفاوضات التي دخلت فيها النقابة الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية مع مسؤولي المؤسسة. وحسب المعلومات المؤكدة المتوفرة لدى ''النهار''؛ فإن النقابة الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية ''PNC'' قد أصرت على الدخول في إضراب يعد الثاني من نوعه في أقل من شهر، بسبب غضبها من نسبة الزيادات في الأجور المقدرة ب25 في المائة ورفضها لها، وعدم توصل المفاوضات التي باشرتها مع الرئيس المدير السابق للمؤسسة واستكمالها مع خليفته محمد الصالح بولطيف إلى النتائج التي المرغوب فيها. وقد ألزم الإضراب الذي دخل فيه مضيفو ومضيفات الجوية الجزائرية أمس الأول، مديرية الموارد البشرية بفرض عقوبات صارمة في حق المضربين، وصلت إلى حد الطرد النهائي من العمل، حيث تعتزم إدارة الشركة فتح ما لا يقل عن 800 منصب جديد لتوظيف مضيّفين ومضيّفات جدد، وتعويضهم في مكان ''أنانيش'' الخليفة للطيران. وقد مسّ قرار الطرد الذي شرِع في تطبيقه ابتداء من يوم أمس، العشرات من المضيفين والمضيفات ممن رفضوا استئناف العمل، حيث تشير آخر المعلومات المتوفر عليها إلى أنّه قد تم طرد ثمانية مضيفين على مستوى مطار هواري بومدين وآخرين من قسنطينة، وحتى الأمين العام السابق لنقابة مستخدمي الملاحة التجارية ''PNC''، قد تم توقيفه باعتباره رأس الحربة في الإضراب السابق الذي تم شنه يوم الخامسة عشر جوان المنقضي، والذي أسفر عن إلغاء 123 رحلة، حيث قام هذا الأخير في صبيحة ذلك اليوم، بتقديم استقالته أي بساعات قليلة قبل شن الإضراب حتى يبرئ نفسه. وقد أصبحت قضية إضراب مستخدمي الملاحة الجوية ''PNC'' قضية دولة، بسبب رفض المضربين استئناف العمل، بالرغم من تعليمات وتهديدات الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حيث تدخل الولاة في القضية، من أجل استرجاع الحركية على مستوى مختلف مطارات الجزائر. وقد تسبب إضراب مضيفي ومضيفات شركة الخطوط الجوية الجزائرية، في تعطيل مصالح ما يربو عن العشرين ألف مسافر عبر مختلف مطارات الجزائر والمطارات الدولية، وهو عدد مرشح للارتفاع في حال بقائه مفتوحا. 200 رحلة ملغاة، 20 ألف مسافر معطل والاستنجاد ب ''التونسية للطيران وآير مديتيراني'' لنقل المسافرين كشفت مصادر مسؤولة بشركة الخطوط الجوية الجزائرية بأن عدد الرحلات الملغاة منذ دخول مستخدمي الملاحة التجارية ''PNC'' أمس الأول الاثنين، قدر ب200 رحلة وأنّ عدد المسافرين الذين تأثروا بسبب الإضراب، فاق العشرين ألف مسافر، وأن عدد الرحلات مرشح للإرتفاع في حال تأكيد النقابة الوطنية لمستخدمي الملاحة التجارية على إبقاء الإضراب مفتوحا. وكشفت مصادرنا بأن إدارة شركة الخطوط الجوية الجزائرية قد استنجدت بشركة التونسية للطيران، ويتعلق الأمر بمؤسسة ''NOUVELAIR''، من خلال استئجار طائرتين من الحجم الكبير وطائرة أخرى بالحجم نفسه من مؤسسة ''آير مديتيراني''، حيث تم استئجار هذه الطائرات بطياريها ومضيفيها ومضيفاتها، حتى تساهم في التقليص من عدد المسافرين المحتجزين بمطار هواري بومدين. إيغل آزور أكبر مستفيد من إضراب مضيفي الطيران ن كان إضراب مستخدمي الملاحة التجارية ''PNC'' نقمة على شركة الخطوط الجوية الجزائرية، فإنه كان نعمة على الشركات المنافسة لها، خاصة على شركة ''إيغل آزور''، حيث سجِل خلال اليومين الآخرين تهافتا بالجملة من مسافري المؤسسة الوطنية على الشريك الفرنسي ''إيغل آزور'' وحتى شركة ''آير مديتيراني'' كانت ضمن قائمة المستفيدين من إضراب ''الأنانيش''. إخضاع كافّة طائرات الجوية الجزائرية للصينة منذ بدء الإضراب كشفت مصادر مسؤولة بمديرية الصيانة على مستوى شركة الخطوط الجوية، عن أنّه قد تم إخضاع كافة الطائرات المركونة على مستوى حظيرة مطار هواري بومدين لعملية الصيانة، باعتبار إنّ الإضراب الذي شنه مستخدمو الملاحة التجارية أصبح بمثابة فرصة مواتية للتأكد من سلامة الطائرات، خاصة خلال هذه الفترة التي تكثر فيها الحركية والرحلات الجوية، حيث كانت مديرية الصيانة في وقت سابق تتلقى صعوبات في مراقبة الطائرات، قبل قيامها بأية رحلة في مثل هذه الفترة. نقابة الجوّية الجزائرية تساند بولطيف وعضو بارز فيها ينقلب عليه استغرب العديد من مستخدمي الملاحة التجارية ''PNC'' من الأسلوب غير المرغوب فيه، الذي انتهجه أحد الأعضاء البارزين في النقابة الوطنية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ويتعلق الأمر بالمدعو ''ب م''، ففي الوقت الذي تعتبر فيه الفيدرالية الوطنية للمضيفين من مساندي قرارات الجوية الجزائرية، وبالتالي يستحيل عليها الدخول في إضراب، فإن السيد ''ب.م'' أدار ظهره للمبدأ الذي تتبناه الفدرالية، وقال أمام مرأى ومسامع الجميع ''أنا مضيف قبل كل شيء''، حيث شوهد في أول يوم من الإضراب بالقرب من المضربين، وامتنع عن القيام بالمهام الموكلة إليه. نقابة الجوّية الجزائرية تدعو إلى التعقل لإنهاء مشكل الأجور دعت تنسيقية النقابة الوطنية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، مستخدمي الملاحة التجارية ''PNC''، إلى التعقل، وهذا بناء على جملة التعهدات التي تقدم بها الرئيس المدير العام للشركة، محمد الصالح بولطيف، خلال اجتماعه بمختلف الفروع النقابية يوم السابع من شهر جويلية الجاري، حين أكد على أهمية تحسين ظروف العمل في هدوء لا في ضجة واحتجاجات وعلى إقرار زيادات في الأجور بنسبة 20 من المائة. وبحسب نص البيان الذي تلقت ''النهار'' نسخة منه؛ موقع من طرف أمين بن صابر المنسق العام للنقابة الوطنية لشركة الخطوط الجوية الجزائرية، يؤكد في مضمونه على أنه وخلال الاجتماع الذي جمع أعضاء النقابة بتاريخ العاشر من جويلية الجاري بمكتب الفيدرالية الوطنية للطيارين، فقد تم التأكيد وبالإجماع على التعقل للتوصل إلى حل بشأن مسألة الأجور والتخلص من كافة العراقيل التي تصادف عمال الجوية الجزائرية.