الأمر الذي بدا ملفتا للإنتباه بدرجة كبيرة في الآونة الأخيرة داخل المجتمع الجزائري، هو حرص الجزائريين الشديد على الاحتفال بليلة رأس السنة في أفخم الفنادق مهما كان مستواهم المعيشي، فحتى * * البسطاء ذوي الدخل الضعيف الذين يعيشون على الأجر الشهري، لا يفوتون فرصة هذا اليوم، وبشكل خاص، فئة الشباب الذينيقومون بجمع المال قبل موعد تلك الليلة بأشهر، حتى يتمكنوا من الاحتفال بها في أحسن الظروف والأحوال، من بين هؤلاء "سعيد" الشاب البطال ذو 25 ربيعا، الذي وبالرغم من بطالته، إلا أنه لم يتردد في وضع طاولة وسط السوق الشعبي "مارشي تناش" بحيبيلكور"، وقال في حديث ل"النهار": "أنه استغل فرصة شهر رمضان والإقبال الكبير للناس على مختلف أصناف التوابل والحشائشالتي تستعمل في إعداد الأطباق، حتى يؤمن المبلغ الذي يمكنه من الاحتفال بهذه الليلة في أحسن الظروف"، وقال "وسيم" الذي يعملفي محل لبيع الزهور، أنه تعود على الاحتفال بهذه المناسبة وهو إبن الثامن عشر مع عائلته التي تتنقل إلى تونس كل عام لغرضالاحتفال بليلة رأس السنة، خاصة وأن الأمر لا يكلف مقارنة بقضائها في الجزائر، بالنظر إلى التخفيضات التي تطرحها وكالاتالسفر في هذه المناسبة لتشجيع العائلات والشباب على السفر وقضاء هذه الليلة في أفخم وأفخر الفنادق التونسية وبأسعار مقبولة " * * شباب يصومون طول السنة على الخمر ويفطرون عليها سهرة الاحتفال * * في حديث مع أحد الشباب، قال لنا أنه ليس من المدمنين على الخمر ولا من المترددين على الملاهي، لكنه لا يفوت فرصة الاحتفالبليلة رأس السنة وبطريقة مميزة. وحسبه، فإن هذا التميز يكمن في صومه على شرب الخمر طيلة السنة، لكنه لا يفوت الفرصةلتناول ما يفي بحاجته لها طيلة السنة. وأضاف في حديثه لنا، أن أول مرة شرب فيها الخمر كانت ليلة الاحتفال برأس السنة وكانعمره لا يتجاوز 18 سنة، ولم يتردد أحد الشباب في البوح لنا بما كان يخفيه، وقال أنه لا يهمه الاحتفال، ولكن المهم بالنسبة له قنينةالخمر ..المهم أن أروي عطشي منها، وأردف الشاب بلال، "لا يهم أين، حتى وإن كان ذلك في الحي، تحت شجرة أو عمارة. * * بلال ليس الوحيد الذي يفكر بهذه الطريقة، خاصة الشباب الذين لا يملكون حق قضاء سهرة هذه الليلة في الفنادق والأماكن الفاخرة،ويبقى فقط في إمكانهم شراء الخمر حتى وإن لم تكن غالية الثمن، المهم أن تسكرهم وتبحرهم في عالم النشوة، المتعة والخيال، بعيداعن الواقع حتى وإن كان ذلك لساعات فقط * * ..ويتهافتون للظفر بفتاة جميلة للظهور بها ليلة السهرة * بدون حرج وأدنى تحفظ، قال لنا أحمد أنه يتسابق وأصدقاءه للظفر بأجمل فتاة للظهور بها ليلة الاحتفال برأس السنة، وتحقيقا لرغبتم، فإنهم يسافرون إلى تونس أو "لبنان المغرب" كما تلقبها الشباب، بالنظر إلى الإباحية المفرطة التي تميز المجتمع التونسي، حيث تتوفر الفنادق التونسية والأماكن المخصصة لمثل هذه الاحتفالات على أحلى وأجمل الفتيات، ليس هذا فحسب، بل وبعيدا عن أدنى أنواع الرقابة الأخلاقية التي تفرضها السلطات المعنية في بلادنا في مثل هذه الأماكن، وبعد أن أقدمت وزيرة الثقافة خليدة تومي على إصدار قرار يقضي بغلق ملاهي رياض الفتح الصائفة الماضية، فيتوقع أن يرتفع عدد المتوجهين إلى تونس لقضاء هذه الليلة، خاصة بعد الحركة الكثيفة التي تشهدها الحدود الجزائريةالتونسية منذ الأسابيع الماضية حركة كثيفة، حيث يتوافد الشباب إلى تونس لحجز أماكن قبل الموعد المرتقب