يستعد الجزائريون كغيرهم من شعوب العالم لاستقبال العام الجديد بقيامهم بكثير من التحضيرات التي وإن اختلفت من شخص لآخر إلا أن ما يلاحظ أن فئة كبيرة من المواطنين يحاولون إيجاد طرق مختلفة للتمتع بالليلة الأخيرة من عام 2008 بطريقة مميزة باطلاعهم على العروض التي تقدمها الوكالات السياحية والتجارية المختلفة. تسيل احتفالات نهاية السنة لعاب العديد من التجار والوكالات السياحية على اختلافها لما تدره من أرباح نتيجة الإقبال الشديد للمواطنين على انتهاز هذه الفترة للظفر برحلة سياحية أواغتنام فرصة تقديم الكثير من المعارض والوكالات لعروض مغرية، تشمل تخفيضات كبيرة على بضائعها لاقتناء ما يرغبون فيه من هدايا آخر السنة للعائلة والأصدقاء. وتشهد هذه العروض تزايدا ملفتا سنة بعد أخرى نتيجة تزايد إقبال المواطنين على ما يعرض خلال نهاية السنة وأكثر ما يلفت انتباههم هوالوكالات السياحية التي لا تدخر جهدا في تقديم عروض مغرية تحتوي على امتيازات هامة تجلب إليها أنظار المواطنين خاصة وأن أغلب الوكالات تختار بدقة البلدان والمناطق السياحية التي يفضلها المواطنون مثل التركيز على بلدان بعينها مثل دبي، المغرب وتايلندا واسطنبول التي تصدرت قائمة الوجهات السياحية الأكثر إقبالا هذا العام، هذا ما أكده لنا السيد مختار موظف في إحدى الوكالات السياحية في شارع زيغود يوسف بالعاصمة الذي قال ''إن الوكالات السياحية تعتمد على عروضها لنهاية السنة على البلدان والمدن التي تعرف بجمالها وكثرة إقبال الناس عليها من مختلف دول العالم، والدول التي نختارها في أغلب الأحيان تكون مطلوبة من قبل الشباب الجزائري الذي يفضل الاحتفال بنهاية السنة على طريقته الخاصة كل عام. والسفر له فوائد عديدة أولها التغيير وتجديد الطاقة وبدء عام جديد من منطقة أخرى في العالم وإن كانت هذه الفرصة لا تتاح إلا للشباب القادر ماديا على تحمل تكاليف مثل هذه الرحلات التي لا تبقى في متناول الجميع فمثلا رحلة إلى دبي لأيام معدودة قد لا تتعدى السبعة أيام تتجاوز 9 ملايين سنتيم للشخص الواحد''، إلا أنه وكما قال السيد مختار ماتزال الوكالات السياحية تشهد توافد العديد من الشباب والعائلات لحجز أماكن والتمتع باحتفالات نهاية العام خارج الحدود سواء أكان ذلك في الدول القريبة كتونس أوالمغرب أوفي الدول التي بدأت تثير رغبة الناس في اكتشافها كتركيا مثلا. المطاعم والفنادق في سباق مع الزمن تشهد المطاعم والفنادق الجزائرية حركة ونشاط مكثفين للتحضير لاحتفالات نهاية العام، حيث تجري الاستعدادات فيها على قدم وساق من أجل وضع آخر الرتوش على حفلاتها وعروضها التي تقدمها للمحتفلين وجلب أكبر عدد من الزبائن خاصة العائلات التي بدأت احتفالات نهاية السنة تثير اهتمامها، أما المطاعم فقد بدأت الإعلان عن تقديمها لعشاء آخر السنة مرفقا بخدمات أخرى مثل إجراء مسابقات أوطومبولا للزبائن يتوج الفائزون فيها بهدايا معتبرة، بالإضافة إلى تقديم وصلات غنائية يؤديها فنانون جزائريون وأجانب. وقد فرض التحضير للاحتفالات منافسة قوية بين الفنادق والمطاعم المنتشرة في أرقى أحياء العاصمة التي تعرف إقبال سكانها على الاحتفال برأس السنة عكس بعض المناطق الأخرى التي لا تكثر فيها مظاهر الاحتفال بنفس القوة، إلا أن شبابها لا يمنع نفسه من التوجه إلى الفنادق والمطاعم للاحتفال بليلة رأس السنة - كما يقولون - مرة في العام. ويؤكد نسيم شاب من الدارالبيضاء أنه لا يفوت فرصة الاحتفال برأس السنة حتى ولوكلفه ذلك صرف مبالغ كبيرة ويضيف أنه يقوم بادخار جزء من مرتبه من إجل هذه الليلة، حيث يقوم بالاتفاق مع أصدقائه على اختيار مطعم يقدم وجبات فاخرة أوفندقا ينظم عشاء وحفلات غنائية راقصة والتوجه إليه. وبالإضافة إلى الفنادق والمطاعم تعرف وكالات بيع السيارات تقديم عروض مغرية وهامة للزبائن على السيارات السياحية بمختلف أنواعها، حيث يؤجل العديد من المواطنين اقتناء السيارات لهذه الفترة من أجل الاطلاع ودراسة مختلف العروض التي تقدمها وكالات بيع السيارات ومعرفة أكثرها تقديما للعروض المغرية والتخفيضات الهامة التي قد تصل في نهاية السنة إلى حدود العشرة ملايين سنتيم. وبالإضافة إلى السيارات تعرف نقاط بيع الأجهزة الكهرومنزلية تخفيضات هامة على منتجاتها خاصة التلفزيونات وأجهزة الكمبيوتر، أما خطوط الهواتف النقالة فيتنافس المتعاملون على تقديم عروض كبيرة للمواطنين تمثلت في مكالمات مجانية وهدايا مختلفة تشمل جميع اتصالاتهم إلى غاية نهاية العام الجاري. وما لاحظناه خلال جولتنا في مختلف شوارع العاصمة الكبرى هوالتحضيرات المكثفة التي تعرفها العديد من المحلات لاستقبال العام الجديد والاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الزبائن في هذه الفترة.