عمليات تهريب المخدرات كانت تتم من وهران نحو تونس وليبيا ودول المشرق استعانت عصابة منظّمة تنشط في مجال تهريب المخدرات من المغرب عبر الحدود الجزائرية، قبل تمريرها نحو الدول المجاورة منها ليبيا وتونس ودول الساحل الإفريقي، بعد استغلالها للأوضاع الأمنية السائدة هناك، بمشعوذ من منطقة الوادي يكنّى «الضو» ليمكّنهم من تجاوز الحواجز الأمنية عن طريق تمائم تم وضعها داخل جرار طريقي يحوي على 40 قنطارا من المخدرات كان يقوده مقاول. المتهم «ح.عبد الروؤف» صرّح عند استجوابه، أمس، من طرف رئيس الجلسة بمحكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، أن شقيقه المتواجد في حالة فرار والذي يعتبر القائد في الشبكة يسمى «فتحي» كان يتاجر في المخدرات، أين سجن وبعد خروجه من السجن لم يكن يعلم أنه رجع لنشاطه، معترفا أنه توسط للمتهم «ت.نور الدين» من أجل الحصول له عن منصب عمل وهو وافق، منكرا الوقائع المسندة إليه، إلا أن رئيسة الجلسة واجهته بتصريحاته الأولية، والمتمثلة في أنه تعرف ب «عبد النور» في إحدى محطات الوقود بالوادي، وطلب منه البحث له عن عمل يوفر له مالا وفيرا، أين أخذ رقم هاتفه بهدف التوسط له لدى شقيقه «فتحي»، وبالفعل وبعد أسبوع التقى بشقيقه بسوق الخضر والفواكه في وسط منطقة الوادي، وأخبره عنه أين اقتنع «فتحي» بالفكرة، وطلب منه إحضار بطاقة تعريفه. وبعد أيام التقى «فتحي» ب «عبد النور» وسلمه وثائق شاحنة من نوع جرار طريقي مزوّرة اقتناه ب 470 مليون سنتيم، لقيادتها من الوادي إلى وهران، وذلك لجلب 32 قنطارا من المخدرات دخلت من المغرب مقابل مبلغ 180 مليون، مخبرا إياه أنه تعامل مع ابن عمه «ت.عبد السلام» في تهريب المخدرات التي يحضرونها من المغرب ويهربونها نحو ليبيا. وأضافت رئيسة الجلسة في معرض مواجهتها لأحد المتهمين باعترافاته أن التوصل للمتهمين الأربعه كان نهاية أكتوبر 2013، وبعد معلومات مؤكدة وصلت لأفراد الأمن الداخلي العسكري للناحية العسكرية السادسة بالتنسيق مع المديرية الجهوية للجمارك بالأغواط تم توقيف المدعو «ت.نورالدين» وهو مقاول كان مسجونا في الأراضي الليبية لتورّطه في تهريب العملة، قبل أن يتم إطلاق سراحه، كما أنه سجن قبل ذلك في القصرين بتونس وتم إطلاق سراحه خلال الاضطرابات التي عرفها البلد وقتها، وذلك لتورطه في قضية مخدرات وحكم عليه ب 10 سنوات قضى 5 سنوات منها، قبل أن يتم توقيفه على متن شاحنة بالجنوب من طرف رجال الأمن وبحوزته 40 قنطارا من المخدرات، أين اعترف أن «عبد الرؤوف» كان الوسيط بينه وبين قائد الشبكة «فتحي» الذي كان على متن سيارة كان يوجهه من خلالها، والذي سلّمه وثائق مزورة للشاحنة بهدف نقل المخدرات من وهران والتي دخلت من المغرب نحو الجنوب لتهريبها إلى ليبيا مقابل مبلغ مالي، كما أثبتت التحريات من خلال ترصّد مكالمات المتهم أنه كان على اتصال بشخص آخر يُدعى «أحمد» اتضح أنه مشعوذ تم توقيفه هو الآخر من طرف الأمن. أما المتهم «س.أحمد» عند مواجهته، أمس، بالوقائع أكد أنه راق وأن «عبد النور» جاره، تقدم منه بحجة الرقية له، ومساعدته في تجاوز الحواجز الأمنية بدون توقيفه وهو ما فعله، الأمر الذي علّقت عليه النيابة العامة، وأشار إلى أنه يكنى «الضو» وأن المتهم توجه إليه من أجل أن يعينه على الإفلات من الحواجز الأمنية بوضع له تمائم «حروز» مقابل 20 ألف دج، وأن يبقيا على اتصال من أجل توجيهه وفعلا كانا على اتصال وطلب منه تغير الطريق، مضيفا أنهما اتفقا أيضا على مبلغ 30 ألف دج عند انتهاء العملية بالنجاح. النيابة العامة وعند تدخّلها أيضا أشارت إلى أنها ليست العملية الأولى التي يقوم بها المتهمون الأربعة بخصوص تهريب المخدرات، بل سبق وأن قاموا بتمرير 20 قنطارا وهناك عمليات أخرى لم تحبطها مصالح الأمن، مشيرا إلى أنه ومنذ سنة 2011، وعقب الفوضى التي وقعت بالجمهوريتين الليبية والتونسية كثر النشاط في تهريب المخدرات والذهب، مشيرا إلى أن الجماعات المنظمة كانت تنقل المخدرات من مراكش بالمغرب، إلى المناطق الغربية منها وهران، ومن ثم إلى الغرب الجزائري، وفي آخر عملية التي كانوا سيهربون فيها كمية تزيد عن 40 قنطارا من المخدرات شهر أكتوبر 2013، نحو ليبيا، عبر المنفذ الحدودي المسمى «طالب العربي»، والتي كانت عبارة عن طرود مدوّن عليها رموز مختلفة منها أبو ظبي ومراكش، ح، ج، ورموز أخرى، توحي بأنها موجهة إلى دول مختلفة، تساوي 161 مليون 720 ألف دينار، مطالبا بإدانتهم بعقوبة المؤبد مع مصادرة المحجوزات.