تحصلت، أمس، "النهار" على تفاصيل الجريمة الشنعاء التي راح ضحيتها مقاول قُتل أمام مرأى زوجته داخل غرفة نومهما في حي المخفي بلدية أولاد هداج ولاية بومرداس، وذلك من قبل بنائين كانوا قد رمموا بيته في السابق والذين ينحدرون من ولاية سيدي بلعباس في الغرب الجزائري.قضية الحال كانت محل تحقيق لدى محكمة الرويبة، التي خرج الملف منها إلى غرفة الاتهام و يتواجد حاليا الملف أمام المحكمة العليا بعد الطعون التي قام بها المتهمون قبل المحاكمة. وعن التفاصيل التي اطلعنا عليها، فتتمثل في كيفية توقيف المجرمين الذين كانوا يرتدون الأقنعة وكيفية دخولهم إلى مسكن الضحية، وحسب التحقيق فإن العصابة المتكونة من ثلاثة أشخاص ترصدت المقاول خارج بيته في اولاد هداج ولما شاهدته خارجا من بيته متوجها إلى المسجد لاداء صلاة الظهر، دخل شخصان من العصابة إلى بيته عن طريق التسلسل فيما بقي الثالث في الشارع لمراقبة المحيط، حيث أن البنائين الأولين قاما بالدخول إلى غرفة النوم أين وجدوا الزوجة وكبلوها وأغلقوا فمها بشريط لاصق وانتظروا بالداخل إلى غاية عودة زوجها، الذي بمجرد دخوله إلى غرفة النوم انقضوا عليه وربطوه أيضا كما ضربوه باستعمال أداة حادة وضربوا زوجته أمامه بمطرقة لأنها حاولت التدخل لإنقاذ زوجها منهما لكنها لم تستطع، ليغمى عليها بسبب قوة الضربة. وفي هذه الأثناء كان الشخصان يتصلان بشريكهم الثالث الذي كان يراقب الأوضاع في الشارع، ليستمروا في ضرب المقاول مطالبين إياه بمكان الأموال والمجوهرات لكنه رفض أن يبوح لهم ليستمروا في تعذيبه مدة طويلة حيث كانوا يضربونه بأدوات حادّة منها أداة تستعمل في البناء «راشكلو»، إلى غاية أن لفظ أنفاسه الأخيرة أمام زوجته الثانية التي لم تستطع فعل أي شيء بسبب وحشية هؤلاء الأشخاص،وبعد قتلهم للمقاول أرادوا قتل زوجته أيضا والتي اعتدوا عليها وتعرّضت إلى عدة جروح لكنها توسّلتهم بعدم قتلها مقابل أن تريهم مكان المال والمجوهرات أين أخذوا مبلغ 130 مليون سنتين ومجوهرات بقيمة 100 مليون سنتيم ثم لاذوا بالفرار وتركوا الزوجة مكبلةز والتي لم تستطع الحراك من مكانها إلى أن تغلبت على نفسها ونهضت وهي مكبلة خارجة إلى الشارع للاستنجاد بالجيرانز الذين ساعدوها ونقلوها إلى المستشفى رفقة زوجها المقتول. وبعد فتح تحقيق معمّق تم الوصول إلى هؤلاء الفاعلين عن طريق خصلات الشعر والبصمات التي تُركت في مسرح الجريمة وكذا الاتصالات الهاتفية بالإضافة إلى استعمال الهواتف النقالة التي سُرقت من المقاول وزوجته، حيث أفضى التحقيق إلى الوصول إلى المجرمين وهم العمال الذين اشتغلوا عنده في البيت، الذين لا يزالون في المؤسسة العقابية ولم يحاكموا بعد وقضيتهم ستبرمج أمام محكمة الجنايات بعد رفض الطعون من قبل المحكمة العليا.