القاعدة خطّطت لدمج جيشي «أنصار الدين» و «تحرير الأزواد» وإقامة «مجلس انتقالي لدولة أزواد الإسلامية» يسعى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلى التشويش وإفشال مبادرة السلام التي تقودها الجزائر في مالي، بمحاولة الضغط على زعيم الحركات الأزوادية والأمين العام لتنسيقية الحركات الأزوادية بلال آغ غالي، ودفعه إلى الامتناع عن توقيع اتّفاق السلام المقرر، في منتصف شهر ماي المقبل، الذّي اقترحت الجزائر 15 ماي موعدا له، وذلك بعد أن تراجع الأخير عقب اجتماع طارئ للحركات المسلحة المتشدّدة بموريتانيا في 10 أفريل، عن توقيع الاتّفاق بعد أن أعطى موافقته المبدئية في 4 مارس.ونشر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، بيانا للتّشويش على جهود الجزائر في إقناع الحركات المسلحة بشمال مالي للتّوقيع على اتّفاق السلام النّهائي، وأظهر البيان أنّ الأمير المزعوم للتّنظيم، عبد المالك درودكال، بدأ مراوغة جديدة لمنع التّوقيع على الاتّفاق، حيث نشر التنظيم في بيانه وثيقة ظلّت غامضة، منذ ماي 2012، في محاولة للضغط على أهّم الحركات المسلحة بشمال مالي وثنيها عن التّوقيع على الاتّفاق، وممارسة دعاية في الوقت بدل الضائع لاسترجاع قواعدها التّي فقدتها بالإقليم.وزعم التنظيم في البيان الذّي اطّلعت "النهار" عليه، أنّ إقليم أزواد لن يحكم إلا وفق الشريعة، موجّها رسالة مشفرة لحركة تحرير الأزواد التّي يتزعّمها بلال آغ غالي قرار تنسيقية الحركات الأزوادية بالتّوقيع على اتّفاق السلام مع الحكومة المالية.وتلعب القاعدة آخر أوراقها في شمال مالي من خلال الضغط على حركة تحرير الأزواد، حيث أظهر البيان أنّ التنظيم فقد حلقة الوصل بالإقليم، الذّي وافقت فيه الحركات المسلحة على وقف إطلاق النّار أوّلا، ثمّ وقف الأعمال العدائية ثانيا، امتثالا لما تمخّض عن جولات المفاوضات التّي احتضنتها الجزائر، وتتّجه نحو التوقيع على اتّفاق السلام، وزعم التنظيم فإن اهتزاز تأثيره بالإقليم سببه حرب الزعامات والتنظيمات –حسبه-واتّهم مواقع جهادية وبعض التنظيمات الإرهابية بأنّها سبب «نفور النّاس من التنظيم».وكشف التنظيم عن وثيقة الاتّفاق بين الحركة الوطنية لتحرير أزواد وجماعة «أنصار الدّين» المحسوبة على القاعدة، في مراوغة لليّ ذراع بلال آغ غالي زعيم المتمردين، الذّي يوجد بين يديه قرار وقف الحرب بالإقليم، وزعم البيان أنّ قرار الكشف على الوثيقة التّي ظلّت غامضة منذ 26 ماي 2012 ونشر التّوقيع الخطي لبلال آغ غالي إلى جانب توقيع إياد آغ غالي، الذّي ناب عنه العباس آغ إنتالا عن جماعة «أنصار الدّين»، جاء لأنّ «مرسوم الاتّفاق» بين الحركتين تعرض ل«التّحريف».ولا تعد الدعاية الجديدة للقاعدة باسم حركة تحرير الأزواد أمرا غريبا، حيث سبق لدرودكال في تسجيل صوتي أنّ أوصى قائلا: «تجنّبوا قدر المستطاع الصدام مع حركة تحرير الأزواد وابتعدوا عن استعدائها». وفي تقاصيل الاتّفاق الذي نشر مع البيان، يشير تنظيم درودكال إلى أنّ الطرفين اتّفقا كأوّل بند على «التمسك باستقلال أزواد» وهو ما ترفضه الوساطة، فضلا عن الاتّفاق على الالتزام بالعمل على إقامة وبناء دولة اسلامية في أزواد، على أن تحكّم الشريعة في جميع مناحي الحياة، ومنه دمج قواتهما المسلحة على الفور لإنشاء جيش موحد، والاتفاق على تشكيل هيئة تنفيذية انتقالية تحت مسمى «المجلس الانتقالي لدولة أزواد الإسلامية»، ثم الاتفاق على علم واحد مميّز ل«دولة أزواد الاسلامية»، ودعوة كلّ المجموعات الأزوادية ذات الطابع التنظيمي إلى ضرورة المبادرة والعمل على الإنضمام إلى الإطار الجديد، وتوثيق الاتفاق في دستور يتفق على صياغته لاحقا.