تحادث احد قادة الطوارق المتمردين في الحركة الوطنية لتحرير ازواد في شمال مالي ليل الجمعة إلى السبت مع زعيم جماعة أنصار الدين، وأثارت شكوكا حول تخلي الطرفين عن مشروعها المعلن سابقا من اجل الاندماج. وقال آغ شريف، احد المقربين من قيادي في جماعة أنصار الدين لوكالة فرانس برس في باماكو، ان "بلال آغ شريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير ازواد واياد آغ غالي زعيم جماعة أنصار الدين، يجريان حاليا محادثات في غاو حول قضية الاندماج الذي أعلنته الحركتان في السابق"، بدون أن يضيف أي تفاصيل. وأكد الوفد المرافق لبلال آغ شريف انعقاد الاجتماع بين الرجلين في غاو من دون تحديد هدفه، بينما صدر بيان مقتضب عن الحركة الوطنية لتحرير ازواد يستنكر مذكرة التفاهم المرتبطة بهذا الاندماج والموقعة قبل أسبوع. ويثير البيان الصادر في غاو والموقع من طرف حمة آغ محمود، عضو المكتب السياسي للحركة خلافات حول تطبيق الشريعة الإسلامية التي تريد جماعة أنصار الدين فرضها في جميع أنحاء مالي، في حين تتبنى حركة الأزواد العلمانية وتدعو إلى إنشاء دولة ضمن حدود المنطقة الطبيعية للأزواد تمتد من الشمال الشرقي الى الشمال الغربي لمالي. وقال مصدر مقرب من الأمين العام للمتمردين الطوارق ليل الجمعة الى السبت، ان بلال آغ شريف تلقى خلال اليومين الأخيرين رسائل من أعضاء الحركة المقيمين في الخارج يعارضون فيها المشاركة في الاندماج مع جماعة أنصار الدين. وأضاف أن بلال آغ شريف "لم يتخذ بعد موقفا" في الموضوع لأنه "ينتظر انتهاء محادثاته مع اياد آغ غالي" للقيام بذلك. وأكد مقربون من اياد آغ غالي وجود مأزق مع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، دون استبعاد إمكانية الاندماج. وبالنسبة لأنصار الدين فانه "من المستحيل التخلي عن الشريعة الاسلامية" و"إذا كانت الحركة الوطنية تقبل بذلك فلتنضم (لأنصار الدين)" حسبما قال وليل آغ شريف. وأثار الاتفاق بين أنصار الدين الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة ازواد مفاجأة، بتوقيعهما "مذكرة تفاهم" للاندماج في "مجلس انتقالي لدولة أزواد الإسلامية". ورفضت هذا الاتفاق كل من حكومات مالي وغرب إفريقيا والاتحاد الإفريقي، في الوقت الذي عزز فيه الإسلاميون سيطرتهم على شمال مالي الشاسع خلال الشهرين الأخيرين، بمساعدة حركة ازواد وغيرها من الجماعات المسلحة. وقال المتحدث باسم حركة ازواد في باريس، موسى آغ الطاهر، أن حركة الطوارق "وافقت على كلمة الدولة الإسلامية، لكن كان عليها تضمين الاتفاق أننا نمارس الإسلام المعتدل والمتسامح، مع تجنب ذكر تطبيق الشريعة في أي من بنوده". وأضاف "لسنا على استعداد لتطبيق الشريعة الإسلامية بين ليلة وضحاها"، وهي اختلافات نشأت بعد وقت قصير من توقيع الاتفاق.