صرّح رئيس ''المجلس الانتقالي لدولة أزواد''، بلال أغ الشريف، ضمنيا، أن المسلحين التوارف سيحاربون قوة عسكرية يحتمل أن توفدها الأممالمتحدة إلى شمال مالي لحسم الموقف. وفي حال وقع هذا السيناريو، سيطلب الأزواد دعم جماعة ''أنصار الدين''، التي تملك صلات قوية مع ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''. قال بلال آغ الشريف لمجلة ''جون أفريك'' الفرنسية، أول أمس، بخصوص مدى استعداد الأزواد للانخراط في الحرب ضد ''القاعدة''، إن الانفصاليين ''يحاربون دولة مالي، لأنها لم تعلن وقف إطلاق النار، عكس ما طالبت به الأممالمتحدة''. وأوضح بأن الأولوية، بالنسبة للأزواد، ''هي البحث عن سياسة واضحة تجاه مالي والمجموعة الدولية، ثم يأتي بعدها حل مشكل انعدام الأمن واستقرار الأزواد''. ويتحاشى آغ الشريف الرد، بوضوح، إن كان التنظيم المسلح الذي يقوده يتعهد بمحاربة السلفيين الجهاديين النشطين ضمن ''القاعدة''، إذ يقول: ''القاعدة المغاربية مشكل دولي، وسننضم إلى المعارك الجهوية والدولية ضد القاعدة''. وفي حال ما إذا طلب ''أنصار الدين'' من ''القاعدة'' الدعم لمواجهة قوة عسكرية أممية محتملة، قال آغ الشريف: ''هذا شأن أنصار الدين''. معنى ذلك أن الانفصاليين الأزواد قد يقاتلون جنبا إلى جنب مع ''القاعدة'' ضد الأممالمتحدة، التي تعتبر التنظيم الذي يقوده عبد المالك دروكدال منظمة إرهابية. ودعا الشريف، الذي كان أمينا عاما ل''حركة تحرير الأزواد''، إلى ''محاسبة الذين تركوا تنظيم القاعدة يستقر هنا (شمال مالي)، وأعطوه المال في شكل فدى مقابل إطلاق سراح رهائن. بهذه الطريقة أصبحت القاعدة قوية''. وعلى عكس ما صرّح به قياديون من ''حركة تحرير الأزواد''، ذكر الشريف أن الانفصاليين، الذين أقاموا دولة في الشمال، ليسوا لائكيين. وقال أيضا إنهم ليسوا متطرفين، ''بل نحن معتدلين''. وأضاف: ''كلمة لائكية غير مكتوبة في أي وثيقة من وثائق الحركة الوطنية لتحرير أزواد. ومن يقول بأننا لائكيون لا يعرف الميدان على حقيقته''. وأشيع، قبل أسبوعين، أن قيادات من الأزواد يعارضون التحالف الذي عقدته الحركة بقيادة آغ الشريف و''أنصار الدين'' بقيادة إياد آغ غالي. والسبب أن ''الأنصار'' متحمسون لتطبيق الشريعة الإسلامية بحذافيرها. وقال الشريف، في حواره مع المجلة الفرنسية، بخصوص هذا التحالف، إن الداعي إليه هو ''البحث عن أمن منطقة الأزواد''. وأضاف: ''لقد لاحظنا أن بعض القياديين لم يفهموا الاتفاق (المبرم مع أنصار الدين في 26 ماي الماضي)، فنقص التواصل جعل بعض إطاراتنا يفهمون بأننا وقعنا في الإرهاب والسلفية''. مشيرا إلى أن الاتفاق يبقى قائما، وأن الحوار مع جماعة غالي متواصل بخصوص تطبيقه. وكشف الشريف بأن عدد مقاتلي الأزواد يصل إلى 10 آلاف مقاتل. وأوضح بأن بعضهم التحق ب''أنصار الدين'' والعكس صحيح، وأن الجميع أصبح في خندق واحد بعد اتفاق الوحدة. وتابع، وهو يصف المشهد الحالي في شمال البلاد: ''تنقل الأشخاص بين الجماعات لا يخيفنا. فحركة تحرير الأزواد وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا (التي تبنت خطف قنصل الجزائر في غاو)، وجبهة تحرير الأزواد، جميعها تنتمي إلى الأزواد وتحبّ وطنها''.