الموقوفون الخمسة أودعوا الحبس المؤقت أمر قاضي التحقيق لدى محكمة بئر العاتر، في ساعة متأخرة من نهار أول أمس، وتحت حصار أمني مشدّد وحضور المئات من المواطنين أغلبهم من سلك التعليم، بإيداع الحبس المؤقت لخمسة أشخاص بينهم متهم رئيسي ومرافقه يبلغان من العمر 20 و24 سنة، بالإضافة لأستاذة مستخلفة من دون منصب «ش.ف»، ومدير متوسطة ومقتصدة، بتهمة محاولة القتل باستعمال سائل خطير، والتسبب في عاهة مستديمة وذلك على خلفية الاعتداء على أستاذة في العقد الثالث من عمرها، تعمل بمتوسطة «حي السوق»، بسائل مادة روح الملح أصيبت بحروق خطيرة على مستوى الوجه والعينين، حيث أصبحت لا تبصر حسب تصريحات أهلها ل «النهار». وقائع الاعتداء الذي تناولته «النهار» في عدد سابق، كانت على إثر خروج الأستاذة بعد انتهاء فترة تدريسها بالمتوسطة، بحر الأسبوع الماضي، متجهة نحو منزلها العائلي، أين كانت سيارة نوع «إيبيزا» على متنها ثلاثة أشخاص بينهم امرأة في انتظارها، ليترجّل أحدهما بسرعة فائقة بعد تلقّيه إشارة من المرأة التي بقت متخفية داخل السيارة وبيده قارورة معبأة بسائل روح الملح، قام برش الأستاذة في كامل وجهها وعينيها، فصاحت بأعلى صوتها وسقطت أرضا ليلوذ بعدها رفقة شركائه على متن السيارة بالفرار إلى وجهة مجهولة. وتجمع العشرات من التلاميذ والمواطنين، بعد قدوم عناصر الأمن والحماية المدنية لعين المكان، حيث اضطر أهل الضحية إلى تحويلها على جناح السرعة إلى مستشفى مدينة سوسة بتونس، بعد تلقيها الإسعافات الأولية بقسم الاستعجالات الطبية ببئر العاتر. وبمباشرة التحريات تم الكشف عن هوية المرأة التي أشارت لها «النهار» في عددها السابق، والتي سبق لها وأن عملت مستخلفة بذات المتوسطة وتوقفت لأسباب لم تذكر، وبعد توقيفها والتحقيق معها انتهت بالاعتراف بأنها تلقت رفقة شركائها التحريض من مدير المتوسطة وآخرين بغية التخلّص من الأستاذة، ومواصلة للتحقيق تم توقيف جميع المتهمين بينهم قريبها والذين أحيلوا أمام وكيل الجمهورية، وبدوره حوّل ملف القضية أمام قاضي التحقيق. وفي ذات السياق، أفادت مصادر $ أن النقابة المحلية لمستخدمي التربية ببئر العاتر، قررت تنظيم احتجاج أمام المتوسطة تضامنا مع الضحية وتنديدا بالاعتداءات المتكرّرة على المعلمين والأساتذة في بئر العاتر، ويأتي الاحتجاج الثاني من نوعه بعد التلاميذ وأوليائهم. وينتظر تحويل الضحية من طرف عائلتها إلى إحدى المستشفيات بالأردن خلال الأسبوع القادم.