في اليوم الثامن من استجواب قاضي المحكمة الجنائية، عنتر منور، للمتهم «أمغار محمد أرزقي»، بدأت تظهر على القاضي علامات العياء، حيث بدا أن المتهم «دوّخ» رئيس الجلسة خلال رده على الاسئلة المطروحة، لدرجة أن القاضي صاح قائلا «لقد أتعبتني يا امغار.. هل أنت لم تفهم اللهجة.. هيا أخبرني بأي لهجة سأخاطبك بها». في البداية، قام القاضي بالمناداة على المتهم أمغار محمد أرزقي ليتفضل أمام خشبة المحكمة ويوجه له التهمة المنسوبة إليه، وهي جناية تكوين جماعة أشرار والسرقة المقترنة بظرف التعدد، والنصب والاحتيال وخيانة الامانة، وقبل البدء في الاسئلة حول موضوع القضية، سأله عن مستواه الثقافي؟ المتهم : عندما كان عمري 15 سنة توجهت إلى فرنسا أين درست المحاسبة، ثم درست سنتين تخصص تجارة، وتلقيت تكوينا خاصا بالمحاسبة، وفي تلك الفترة كنت أتربص ببنك الجزائري BNA سنة 1970، حيث أنني عملت 30 سنة في مجال البنوك، وخرجت من البنك بمنصب مدير مركزي للبنك الجزائري، وقمت بعدة دورات بفرنسا وتونس. القاضي: متى خرجت من البنك الجزائري الخارجي؟ المتهم: سنة 1998 لماذا خرجت؟ جاءني عرض من الخليفة من أخبرك به؟ عندما كنت أعمل بالبنك، كان خال الخليفة غازي كباش يعمل بمعرض «صافاكس»، وكان مقر البنك أيضا بصافاكس، وتعرفت عليه وهو من قام بإيصالي لبنك الخليفة. عندما خرجت من البنك كم كنت تتقاضى كمرتب شهري؟ 50 ألف دج، وكنت أيضا أعرف قاسي علي الذي عملت معه بالبنك الخارجي، والذي كان مديرا مركزيا في البنك، بعدها توجه إلى غرفة البرلمان واقترح علي العمل. هل أخبروك عن التحفيزات؟ اقترحوا عليّ مرتبا شهريا بقيمة 80 ألف دج، ثم عينت مديرا عاما مركزيا بمبلغ 100 ألف دج. عندما خرجت من البنك الخارجي سنة 1998 كان خروجك بسبب التقاعد؟ نعم. ما هو المنصب الدي شغلته في بنك الخليفة؟ بدات أعمل بالإدارة العامة ثم أصبحت نائب مدير، بعدها تم تعييني مديرا لشركة تأجير السيارات في 15 /11 /2000. هل قاموا بتكليفك بفتح شركة تأجير السيارات للخليفة؟ نعم وأصبحت مديرا بالشركة. أين يقع مقرها؟ بالشراڤة. يعني أنها شركة «sarl» أي 50 من المائة؟ نعم. لديها فرع بباريس؟ نعم. من هو المكلف بتسيير فرع باريس لشركة الخليفة لتأجير السيارات؟ «brandila» وهو فرنسي الجنسية . هل كان هناك تنسيق بين الفرع والشركة الموجودة بالجزائر؟ لم يكن هناك أي تنسيق. الفرع المفتوح بفرنسا هو يمثل نفسه مجمع الخليفة بباريس الذي كان تحت إشراف شاشوة أمين وسولمي حسين وكساجا ميساك الذي تم توقيفه بمطار هواري بومدين؟ لاأعلم، أنا كنت أرسل أوراق المحاسبة للمجمع. من كان المكلف بشراء السيارات؟ لقد قاموا بإحضار السيارات مصحوبة بفواتير وبعدها انطلق العمل. لكن أنت قلت إن شعشوع بدر الدين هو المكلف بشراء السيارات، وإذا كان هو فعلا، من أين قمت بشراء السيارات هل من «تويوتا» و«سيتروان»؟ أنا دوري كان ينحصر في مراقبة الوثائق المحاسيبة فقط. القاضي يعيد عليه نفس السؤال: قلت إن شعشوع بدر الدين هو المكلف بشراء السيارات؟ المتهم : لا يجيب . متى غادرت شركة تأجير السيارات للخليفة؟ حتى قدوم المصفي. يعني أنه يأتي أناس يقومون باستئجار السيارات؟ عندنا اتفاقيات مع مؤسسات أجنبية، كانت هناك أموال بالبنك وكنت أقوم بالحسابات وأدفع الضرائب. عندما كنت على رأس خليفة لتأجير السيارات، هل أخذت قرضا؟ المتهم: نعم. كم كان المبلغ؟ مليار ونصف، وهذا بموجب صك. كيف أخذت القرض؟ أردت شراء شقة كبيرة وأخبرت الخليفة عبد المؤمن وطلبت منه إمكانية اخد قرض، فقبل بشرط أن لا يفوق 15 مليون دج، فتوجهت مباشرة إلى المكتب وأخبرت المحاسب لتحرير صك بالمبلغ المطلوب وأخذته. هل عندك حساب في بنك الخليفة؟ نعم . لمادا لم تأخد القرض من حساب البنك؟ وبصفتك إطار متكون في الخارج هل من الناحية القانونية تستطيع أخد الصك من شركة تأجير السيارات؟ نعم أستطيع . هل قدمت ملفا؟ لا، لأنه سلفة. والسلفة لا تتطلب ملفا؟ يسكت . الأموال التي تدخل شركة خليفة لتأجير السيارات أين تذهب؟ تدخل إلى البنك. لقد تكلمت مع الخليفة شفويا وقال لك إن تاخذ مبلغ 15 مليون دج؟ نعم . هل أخبرته بأنك ستأخذ القرض من الشركة؟ لم أقل له . وماذا فهمت من كلامه؟ أنا فهمت أن آخذ من شركة تأجير السيارات التي أنا مدير فيها. هل من الناحية القانونية يجوز؟ نعم. هل يجوز لجميع العمال أن يأخذوا قروضا؟ نعم. كيف سددت القرض؟ وكأنني أتكلم مع إنسان ليست له علاقة بالبنوك، سوف أتكلم معك باللغة المحلية، في هذه الحالة ما هي الضمانات المفروضة؟ إداريا، عندما أرسل الكشوفات في نهاية السنة حول وضعية الشركة، يتم إطلاعهم على القرض الذي قمت بسحبه والموقع من قبل مجلس الإدارة مكتوب عليه سحب مبلغ 15 مليون دج. ألم تكن هناك طريقة أخرى للحصول على القرض من البنك ما عدا شركة تأجير السيارات؟ وهل هناك إطارات أخذوا قروضا بنفس الطريقة؟ نعم. ما هي الضمانات؟ هو المرتب الشهري. لم يعطيك خليفة عبد المؤمن موافقة كتابية؟ لا. ماذا فعلت بمبلغ القرض؟ إشتريت به شقة. عندما قدم جلاب محمد المتصرف الإداري ألم يخبرك عنه؟ لا. والمصفي هل أخبرك به؟ لقد منحته جميع الوثائق وقال لي إنه لابد علي أن أسدده. لكن أنت اخدت القرض في 2002 والمصفي جاء في 2003، يعني متى كنت تنوي تسديده؟ يسكت. هل قمت بتسديد القرض؟ قمت بييع الشقة لتسديد الدين. لديك شقة في سيدي امحمد؟ نعم . الشقة التي اشتريتها بالقرض، اشتريتها بمبلغ 900 مليون ومع الأشغال وصلت التكاليف إلى مليار؟ نعم . لقد عملت مع المصفي؟ نعم. قلت في التحقيق أنك منحت للمصفي صكا في جانفي 2005 بمبلغ 11 مليون دج، وبقي في ذمتك 400 مليون سنتيم، لكنك تجادلت مع المصفي بسبب الفوائد هل هذا صحيح؟ أنا قدمت 3 صكوك وسددت المبلغ فيما بعد. في أي سنة أكملت تسديد القرض؟ المصفي منحني 3 سنوات، وقد سددت المبلغ كليا. كان بحوزتك سيارتان وهاتف نقال «سامسونغ» وخط هاتف «جازي»، هل قمت بإرجاعها؟ نعم. لقد أخدت قرضا بقيمة 450 مليون سنتيم في 01 /08 /1999، ماذا فعلت به؟ لشراء شقة. لكنك أخدت قرضا ب 450 مليون سنتيم بنسبة فوائد 3 من المائة ؟ لقد قمت بتسديده. هل كنت محتاجا لشراء شقتين؟ لقد سددته عندما أخذت قرض 15 مليون دج والباقي اشتريت به الشقة. يعني أنك أخدت القرض الثاني لتسديد القرض الأول؟ لكنك سحبت المبلغ قبل إمضاء مجلس الإدارة عليه؟ لقد أعلمتهم بأنني أخذت القرض. كان من المفروض أن تنتظر موافقة مجلس الإدارة؟ يسكت ويهز رأسه، إنا بالنسبة إلي هذا قانوني. لكن «كان قادر مجلس الأدارة يرفض»؟ «اسمحلي القانون يسمح لي وفي نهاية السنة ستصله كشوفات». لكن أنت عندما سألوك خلال التحريات في 17 /10 /2004 قلت إن الخليفة منحك الموافقة شفهيا؟ نعم. هل ساهمت في قيام المؤسسات العمومية بإيداع أموالها ببنك الخليفة؟ أنا كنت قد خرجت من البنك في 2000. هل قمت بإرجاع الهاتف النقال؟ نعم. كم يبعد مقر شركة تأجير السيارات عن المديرية العامة؟ كيلومتر واحد. هل حدث أن توجهت للبحث عن خليفة عبد المؤمن؟ لا، أنا كنت أذهب حتى أقول له «صباح الخير»، وتعاملاتي كانت مع عمروش. هل ذهبت إلى مكتب الخليفة؟ لم يكن لديه مكتب. أين يستقبل الأشخاص في «الطحطاحة»؟ يستعمل أي مكتب داخل المديرية. «فهّمني.. مدير عام، ليس له مكتب للاستقبال؟» يعجز عن الاجابة. أمغار «يدوخ» القاضي خوفا من الأسئلة المفخخة. القاضي : ألم تكن لديه سكرتيرة خاصة؟ وهنا يثور القاضي على المتهم ويقول: أنت خائف من الأسئلة المفخخة، وأنت خائف هل أسألك عن السكرتيرة الخاصة لخليفة عبد المؤمن عيواز نجية. المتهم: لقد تقدمت عيواز نجية عندما كنت أعمل بالبنك وعملت رفقتي وكذا رفقة عمروش ونانوش وقليمي جمال، وكانت تعمل عندنا بالمكتب، وكل من يحتاجها تقوم بتلبية مطالبهم، وحتى عبد المؤمن كان يطلب منها أن تقوم له بعدة خدمات. هل يعقل أنه لمدة عام لم تكن له سكرتيرة خاصة لتنظيم مواعيده؟ لا أعرف. هل كان خليفة يترأس اجتماعات؟ لقد خرجت من البنك. القرض الذي أخذته قمت بتسديده في 2005 هل هذا صحيح؟ لا أتذكر. هل عمال شركة تأجير السيارات أخذوا قروضا؟ لا أتذكر، المهم الذي يأخذ يقوم بالتسديد. كم لديك من سنة في العمل؟ لا أتذكر. لقد أتعبتني يا أمغار، ألم تفهم اللهجة التي أخاطبك بها، سأتكلم معك بالعامية، عندما يأخذ الموظف قرضا، ماذا عليه أن يفعل؟ «الشركة تاعي..» ويقاطعه القاضي «عندك يسمعك الخليفة فهي شركته؟ المتهم: يضع طلبا ثم تتم دراسته. متى غادرت شركة تأجير السيارات؟ في 2003 بمجيء المصفي. عندما تمنح شركة تأجير السيارات قروضا في أي إطار تدخل؟ في مداخيل شخصية. الحد الأدنى للقرض؟ حسب الطلب. هل البنك الذي عملت به من قبل كان يقوم بنفس الطريقة في منح القروض؟ لا بد من وضع طلب. هل كان خليفة عبد المؤمن يوجهك إلى البنك لأخذ القرض؟ لا. كم هي فوائد القرض؟ المجمع الذي يحددها. القروض التي تؤخذ من شركة تأجير السيارات فيها فوائد؟ من دون فوائد. هل خليفة عبد المؤمن يعلم بالقروض التي تخرج من الشركة؟ يعلم بها أثناء الكشوفات. هل كانت شركة تأجير السيارات تحقق أرباحا؟ عندما غادرتها تركت بها 20 مليون دج وكانت تحقق أرباحا كثيرة. هل في السنة الأولى من تأسيس الشركة قمتم بإعداد الكشوفات؟ نعم. هل طلبتم آجالا لتمديد إعداد الميزانية؟ لا. بعدها يفسح القاضي المجال للمحامي أمزيان الموكل في حق الخليفة في التصفية . القاضي على لسان المحامي: كيف عملت لسحب القرض؟ المتهم: سحبته من حساب شركة تأجير السيارات ببنك الخليفة. هل أنت من أمضى على الصك؟ نعم هل تستطيع أن تكون أنت من يأمر بإصدار الصك والإمضاء عليه والاستفادة منه في نفس الوقت؟ نعم . هل المحاسب يخضع لتعليمات شفهية؟ يعجز عن الكلام. لنفترض جاء جلاب محمد أو المصفي وقال لك أعطني تفسيرا عن السحب ماذا تقول؟ الصك باسمي، وقد أعلمت خليفة عبد المؤمن. إذا طلب منك الخليفة أن تاخذ أكثر من المبلغ الذي أخذته هل تأخذه؟ لا. هل هناك اتفاقية بين شركة تأجير السيارات والعمال تتضمن منح القروض؟ المجمع هو من يقوم به. هل تعلم أن الشركة التي كنت تسيرها حدثت بها خسائر كبيرة وتم تصفيتها ووضع الأموال في المحكمة؟ لا أعلم. وهنا يتدخل النائب العام الذي بدا هو الآخر مستغربا من أجوبة المتهم أمغار، الذي لم يعط أي تفسيرات للنائب العام عن أسئلته. النائب العام: أخبرني عن المنصب الذي شغلته في البنك الجزائري؟ المتهم: مدير مركزي بمصلحة مراقبة القروض. هل هي نفسها القروض الممنوحة بشركة تأجير السيارات؟ لا. نلاحظ أن شركة تأجير السيارات krc تحمل نفس العلامة التجارية لشركة البناء التي يديرها غازي كباش الذي تعرفه أنت؟ هل الأسماء جاءت متعمدة أم ماذا؟ ويضيف النائب العام في تدخلاته كيف للمصفي أن ينتقل إلى فرنسا وبالضبط إلى فرع شركة تأجير السيارات بباريس، لو لم يكن ذلك الفرع تابع لشركة تأجير السيارات بالجزائر؟ كل هذه الأسئلة لم يتم الجواب عليها. النائب العام: هل ذهبت إلى فرنسا؟ المتهم: نعم. لقد ذهبت إلى فرع باريس، ماذا يوجد به؟ لا أعرف ولا دخل لي فيه. المصفي «تكمنير ابراهيم» المكلف بتصفية شركة تأجير السيارات، أبديت معه مقاومة ولم تسهّل عليه مهمته؟ يسكت . لماذا قمت ببيع الشقة التي أشتريتها من مبلغ القرض عندما أراد المصفي حجزها وقمت بشراء شقة في سيدي يحيى؟ لا. كم تتواجد من سيارة تابعة للمصلحة؟ واحدة. المصفي يقول سيارتان؟ لا. توجد في الملف مراسلة أرسلتها للمصفي «تكمنير ابراهيم» تقول فيها إن المبلغ الذي أخذته وهو مليار ونصف، كان عبارة عن هدية من مؤسسي الشركة؟ إذا ليس قرضا؟ يهز كتفيه ويسكت ويتمتم. هل خليفة لتأجير السيارات تم إنشاؤها بهدف إغراء ورشوة المؤسسات العامة والخاصة لإيداع أموالها؟ لا. أعطني عدد المؤسسات التي قامت بإخراج السيارات؟ لا أعرف. الجهة المنظمة لسنة الجزائربفرنسا أخذت 10 سيارات من شركة تأجير السيارات، هل هذا صحيح؟ نعم . والبستاني الدي يعمل بمنزل الخليفة أخد سيارة؟ لا أعرفه. فيدرالية إطارات المالية أخذوا أيضا سيارات وكذا جمعية راديو؟ لا أعرف. تبين من التحقيق أن 40 سيارة خرجت من شركة تأجير السيارات ولم تظهر؟ وسيارة c5 ذهبت إلى مؤسسة عمومية هل هذا صحيح؟ لا أعرف، والسيارات كانت تخرج بالأسماء. لقد تم استرجاع سيارتين من عند والدتك؟ لم تكن سيارتين. بعدها تدخلت المحامية دحماني الموكلة في حق المتهم أمغار والتي بأسئلتها ورطته مع قاضي الجلسة الذي شدد عليه الخناق في سؤالها حول صلاحياته حول منح القروض. القاضي على لسان محامية المتهم: هل لديك صلاحيات واسعة حتى تأخذ قروضا ثم بعدها تتحاسب مع المجمع؟ نعم . وهنا يتدخل القاضي ليسأله من جديد: بما أنه لديك صلاحيات واسعة، فلماذا قمت باستشارة خليفة لأخذ القرض؟ المتهم: يهز يديه. القاضي يعود لطرح الأسئلة على لسان موكلة المتهم: هل سألت خليفة كون المبلغ كبيرا؟ لا أستطيع أن آخذ لوحدي. لقد أخذت مبلغ القرض لتسديد القرض الأول؟ أخبرني إذا ما هو الحد الأقصى للقرض الذي أخذه العمال؟ 50 مليونا. كان بإمكان العامل أن يطلب مليار ويأخذ القرض؟ يسكت. المحامي مجحودة في حق خليفة عبد المؤمن يتساءل: هل شركة تأجير السيارات لها اكتفاء ذاتي أم لها تموين من شركة الخليفة؟ المتهم: أبدا. من أين يأتي مصدر تلك الأموال الخاصة بشركة تأجير السيارات؟ من الزبائن. هل الخليفة اتفق على أن ينصب أو يحتال على أشخاص؟
أبدا. موضوع : مدير عام الخليفة لتأجير السيارات يحفظ الميم يرفض الرد على الأسئلة و يدوّخ القاضي 1 من 100 | 1 تقييم من المستخدمين و 1 من أراء الزوار 5.00