استياء وتذمّر وسط العائلات المعوزة بسبب تأخر توزيع قفة رمضان لم توزع بعدُ معظم بلديات العاصمة قفة رمضان على العائلات المعوزة بالرغم من التعليمة التي بعثت بها وزارة الداخلية والجماعات المحلية من أجل توزيعها أسبوعين قبل حلول شهر رمضان المعظم، وذلك بسبب دفتر الشروط التعجيزي وقلّة الممولين من أجل إحضار المواد الغذائية لملء هذه القفة، بالإضافة إلى الزيادة في أسعار المواد الغذائية، خاصة وأنه تم تحديدها على شكل مواد غذائية بدل الصكوك التي كانت تمنح سابقا، الأمر الذي لقي استياء واسعا من طرف العائلات المعوزة التي كانت في انتظار هذه القفة. وقد أحدثت التعليمة التي بعثت بها وزارة الداخلية والجماعات المحلية من أجل الشروع في التنسيق مع رؤساء البلديات لإيصال قفة رمضان إلى مستحقيها في منازلهم قبل بداية الشهر الفضيل، بلبلة وفوضى وسط السلطات المحلية، خاصة وأنه تم تحديدها على شكل مواد غذائية بدل الصكوك التي كانت تمنح سابقا. ورفض بعض رؤساء البلديات هذه الفكرة بشكل قاطع بسبب ضيق الوقت في ترتيب الأمور، حيث كشف العديد من أميار العاصمة الذين تحدثت إليهم «النهار»، أن قرار وزارة التضامن ووزارة الداخلية الذي يقضي بضرورة توزيع قفة رمضان هذه السنة على شكل مواد غذائية أسبوعين قبل رمضان سيحدث فتنة وبلبلة، خاصة وأنه تمت مراسلتهم منذ مدة زمنية قصيرة، وهي المدة التي اعتبروها غير كافية لتطبيق تلك التعليمة. وأكد ذات المتحدثين أن العديد من البلديات تأخرت في توزيع هذه القفة على غرار بلديات تسالة المرجة، الحمامات ودالي إبراهيم، بسبب الإجراءات القانونية لتطبيق قانون الصفقات بدفتر الشروط، خاصة بالبلديات التي خصصت أكثر من 800 مليون سنتيم لهذه القفة، من أجل اقتناء المواد الغذائية التي تتطلب وقتا كبيرا، ناهيك عن مدة دراسة الملّفات وتحيين قوائم المعوزين، بالإضافة إلى دفتر الشروط الذي سيبرم مع الموزعين للمواد الغذائية، وهذا ما لا يتوافق وإمكانيات البلديات، بالإضافة إلى قلّة الممولين الذين رفعوا من سعر هذه المواد وخالفوا الأسعار الموجودة في دفتر الشروط. وأضاف ذات المتحدثين، أن توزيع قفة رمضان على شكل مواد غذائية عقّد الوضع على رؤساء البلديات، خاصة وأن أغلب البلديات تفتقر إلى مقرات التخزين والتي من شأنها أن تنتهي صلاحية المواد الغذائية التي تحتويها القفة قبل إيصالها إلى أصحابها، مشيرين إلى أن هذه التعليمة ستصنع فتنة خاصة وأنها قد أحدثت زوبعة خلال السنوات الماضية لدى السلطات المعنية، والتي لم تجد العائلات من حل لأخذ تلك الإعانة سوى الإحتجاج والخروج إلى الشارع، خاصة بعد أن تفاوتت قيمة الصكوك من بلدية إلى أخرى، والتي يتم دائما تبرير الفارق بالإمكانيات المادية التي تحوزها كل بلدية، مجمعين على أن أفضل حل لمساعدة العائلات المعوزة هو تقديم صكوك ومبالغ مالية من أجل الحفاظ على كرامة المواطنين. من جهتها تلقت «النهار» العديد من الشكاوي من طرف العائلات المعوزة بسبب تأخر توزيع قفة رمضان لهذا العام، حيث عرفت هذه العملية استياء وسخطا كبيرين وسط العائلات المعوزة التي كانت تنتظر في هذه الإعانة أياما قبل حلول الشهر الكريم من أجل سد رمق عيشها، لتفاجأ بحلول الشهر الكريم دون منحهم هذه الإعانات، خاصة أنها وضعت الملفات منذ بداية شهر أفريل الفارط . رئيس بلدية سيدي موسى... بوثلجة علال: إجراءات قانون الصفقات أخّر توزيع قفة رمضان قال رئيس بلدية سيدي موسى، بوثلجة علال، إن قرار وزارة الداخلية ووزارة التضامن بشأن تحويل قفة رمضان من مبلغ مالي إلى مواد غذائية، جاء متأخرا نوعا ما، لأن إجراءات الصفقة بطيئة وتتطلب وقتا كبيرا، مشيرا إلى أنه تم تخصيص 750 مليون سنتيم من أجل توزيعها على ألفين و200 مسجل في قوائم المعوزين. وأضاف بوثلجة في حديثه ل«النهار»، أنه تمت مباشرة عملية توزيع قفة رمضان على شكل مواد غذائية، وأن قانون الصفقات يستلزم وقتا طويلا خاصة إذا كانت الميزانية المخصصة لهذه الإعانة تفوق 800 مليون سنتيم. رئيس بلدية دالي إبراهيم كمال حمزة ل "النهار": تحديد الأسعار في دفتر الشروط وراء تأخر توزيع قفة رمضان ومن جهته أرجع رئيس بلدية دالي إبراهيم، كمال حمزة، سبب تأخر توزيع قفة رمضان هذه السنة إلى تحويل المساعدات من مساعدات مالية إلى مواد غذائية، مشيرا إلى أن مشكل الأسعار كان أكبر عائق، حيث تم تحديد أسعار المواد الغذائية في قائمة دفتر الشروط، وهو الأمر الذي دفع الكثير من تجار الجملة إلى رفض بيع المواد الغذائية المحددة في القائمة حسب ذات المتحدث. وأكد رئيس بلدية دالي إبراهيم ل «النهار»، أن مصالحه ستباشر بتوزيع هذه القفة خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرا إلى أنه تم إحصاء 650 مستفيد في البلدية. رئيس بلدية تسالة المرجة.. محمد ننوش: قلة الممولين وأماكن التخزين وراء تأخر توزيع قفة رمضان من جهته أكد رئيس بلدية تسالة المرجة، محمد ننوش، أن قلّة الممولين وافتقار البلدية لمخازن المواد الغذائية، كان العامل الرئيسي للتأخر في توزيع قفة رمضان، مشيرا إلى أن البلدية قامت بتنظيم مناقصتين، إلا أنه تم إلغاؤها بسبب قلة الممولين، وفي هذا السياق قال ننوش إن كل الممولين الذين دخلوا في المناقصة فضلوا الانسحاب بسبب دفتر الشروط الذي كانت الأسعار به منخفضة. وفي سياق آخر، قال ذات المتحدث إنه تم تخصيص ملياري سنتيم من أجل توزيع 3 آلاف قفة على العائلات المعوزة، مشيرا في حديثه ل«النهار»، إلى أن قرار توزيع قفة رمضان على شكل مواد غذائية جلب الكثير من المشاكل إلى البلديات. رئيسة اللجنة الولائية للشؤون الإجتماعية والثقافية.. جبالي فريدة: وزعنا أكثر من 5 ملايير و500 مليون سنتيم على العائلات المعوزة كشفت، جبالي فريدة، رئيسة اللّجنة الولائية للشؤون الإجتماعية والثقافية، أنه قد تم تخصيص أكثر من 5 مليار سنتيم و500 مليون من قبل وزارة التضامن ووزارة الشؤون الدينية من أجل توزيعها على البلديات المعوزة، مضيفة أن سبب تأخير البلديات في توزيع قفة رمضان يرجع إلى غياب الخريطة الإجتماعية للعائلات المعوزة. وقالت أمس جبالي في تصريح ل«النهار»، إن مساهمة البلديات تضاف إلى أغلفة مالية أخرى، رصدت لتقديم المساعدات للعائلات المحتاجة خلال الشهر الكريم من قبل الولاية، ومكتب المساعدات الإجتماعية والكشافة الإسلامية والهلال الأحمر الجزائري وصندوق التضامن الوطني، مضيفة أن مساهمة الولاية في الأعمال التضامنية المقررة خلال شهر رمضان، ستقدم لمستحقيها على شكل إعانات مالية ناهزت 500 مليون سنتيم، سيتم توزيعها على 25 بلدية بالعاصمة لديها دخل محدود وأضافت ذات المتحدثة، أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف قد خصصت قرابة 3 مليار سنتيم، بالإضافة إلى 4 آلاف عائلة استفادت من صكوك مالية عن طريق القروض، مشيرة إلى أن وزارة التضامن منحت أكثر من 2 مليار سنتيم من أجل توزيعها على العائلات المعوزة في شكل قفة رمضان، أما مكتب النشاط الإجتماعي على مستوى ولاية الجزائر فقد خصص 500 مليون سنتيم من أجل توزيعها على 25 بلدية فقيرة بالعاصمة.
موضوع : دفتر الشروط وقلّة الممولين يؤخرون توزيع قفة رمضان بالعاصمة 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0