مداخيل العيادات الخاصة تنتعش لأن المواعيد في المستشفيات كومبلي »نختن لكم أطفالكم.. لكن اقتنوا خيط الجراحة من جيوبكم»، هذه الإجابة التي تتردد على مسامع الآباء الذين يتوجهون إلى المستشفيات، من أجل الحصول على مواعيد لختان أطفالهم، بمناسبة الشهر الفضيل، التي تعد في الوقت الحالي «كومبلي»، ليجد الخواص ضالتهم وختان الأطفال مقابل 5 آلاف دينار. وحسب شهادت أولياء الأطفال، الذين قصدوا المؤسسات الاستشفائية عبر مختلف ولايات الوطن، على غرار مستشفى بني مسوس، بارني ومصطفى باشا، طلب المشرفون على التسجيل لإجراء عمليات الختان من الأولياء إحضار الخيط الجراحي معهم، رغم أن مثل هذا النوع من المستهلكات الطبية ليس متاحا لعامة الشعب، إلا أن الأولياء وجدوا أنفسهم أمام موقف غريب، هو ضرورة جلب الخيط أو عدم القيام بعملية الختان. أما في حال ما كان الخيط متوفرا، فإن الموعد هو الذي يطرح مشكلا، إذ أنها «كومبلي» إلاّ إذا توفرت الوساطة التي تشق الطريق في البحر، كما علق متهكما أحد أولياء الأطفال الذي توجه إلى أحد المستشفيات بالعاصمة، للحصول على موعد لختان ابنه فأجابته السكرتيرة بأنها غير متاحة لأنها حجزت قبل شهر رمضان، ليكون الحل حسبه هو القطاع الخاص الذي يجري عمليات الختان مقابل 5 آلاف دينار. من جهته، أكّد سليم بلقسام، المكلف بالإعلام على مستوى وزارة الصحة، أن مواد التخدير اللازمة لإجراء كل العمليات الجراحية متوفرة سواء على مستوى المؤسسات الاستشفائية أو الصيدلية المركزية للمستشفيات، أما فيما يخص المستلكات الطبية، فهي متوفرة، وخير دليل على ذلك هو إجراء البرامج العادية والجراحية، مشيرا إلى أن كل تصرف من طرف أي كان، كطلب خيط الجراحة من الأولياء قبل إجراء عملية الختان، هو عمل غير مقبول، ويعرض صاحبه إلى أقصى العقوبات، لذا تطلب وزارة الصحة والسكان من كافة الأولياء التبليغ عن كل التجاوزات المسجلة، سواء على مستوى إدارة المستشفى، مديرية الصحة أو الوزارة. وفي سياق متصل، قال ذات المتحدث، بأن عملية الختان عمليات مقننة وتتم برمجتها من قبل إدارة كل مؤسسة استشفائية، ولا يمكن أن تجرى إلا على مستوى مؤسسات مكيفة أو مهيئة لإجراء مثل هذه العمليات. الختان ممنوع على الأطباء العامين وعلى الصعيد ذاته، أكد بلقسام، أن تعليمة منع الأطباء العامين من إجراء عملية الختان لا تزال سارية المفعول، مشيرا إلى أنه تم توجيه تعليمات صارمة وجهتها إلى جميع مدراء الصحة، وكافة المؤسسات الاستشفائية الجامعية من أجل تطبيقها. وقال بلقسام أن التعليمة تقضي بمنع إجراء عمليات الختان خارج المؤسسات الاستشفائية العمومية وشبه العمومية والعيادات الخاصة، والتي يجب أن تتوفر على كافة شروط السّلامة اللاّزمة لنجاح العملية الجراحية وضمان سيرها الحسن. ويترتب على الجراح الممارس لهذه العملية، التأكد من الموانع الطبية المسبقة قبل إجرائها، لتفادي وقوع مضاعفات لا تحمد عقباها، خاصة بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري والهيموفيليا، والتي تستدعي متابعة خاصة قبل الختان، كما ينبغي على الطبيب الجراح مراعاة قواعد وشروط النظافة، والتأكد من استخدام علبة أدوات جراحية، القفازات، وإزار معقم لكل طفل، مشددة على عدم استخدام العتاد الكهربائي كالمشرط والمكواة الحرارية، التي تنجم عنها مضاعفات خطيرة لا يمكن إصلاحها كالالتهابات الموضعية التي تصيب الأطفال بعد الختان بمرور 15 يوما، بالإضافة إلى ذلك، أمرت وزارة الصحة بأن يشرف الطبيب الجراح الذي قام بالعملية على متابعة الطفل المختون إلى غاية التئام جرحه بشكل نهائي.
موضوع : نختنولكم ولادكم بصّح جيبو الخيط معاكم 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0