أصدرت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، تعليمات صارمة وجهتها إلى جميع مدراء الصحة وكافة المؤسسات الاستشفائية الجامعية، بإدراج إجراءات حول عمليات الختان لهذه السنة، تفاديا للوقوع في كارثة جديدة كالتي حدثت في الخروب بولاية قسنطينة، والتي كانت وبالا كبيرا على الأطفال، وكادت أن تقضي على مستقبل العشرات منهم. ولهذا الغرض؛ أصدرت الوزارة الوصية قرارا يقضي بمنع إجراء عمليات الختان خارج المؤسسات الاستشفائية العمومية وشبه العمومية والخاصة، والتي يجب أن تتوفر على كافة شروط السلامة اللازمة لنجاح العملية الجراحية وضمان سيرها الحسن. وفي سياق متصل؛ تقرر إجراء عملية الختان من طرف طبيب جراح، وإقصاء الأطباء العامين من القيام بها، ووفقا لما جاء في نص التعليمة، فإنه يترتب على الجراح الممارس لهذه العملية، التأكد من الموانع الطبية المسبقة قبل إجرائها، لتفادي وقوع مضاعفات لا تحمد عقباها، خاصة بالنسبة للأطفال المصابين بداء السكري والهيموفيليا، والتي تستدعي متابعة خاصة قبل الختان، كما ينبغي على الطبيب الجراح مراعاة قواعد وشروط النظافة، والتأكد من استخدام علبة أدوات جراحية، القفازات، وإزار معقم لكل طفل، مشددة على عدم استخدام العتاد الكهربائي كالمشرط والمكواة الحرارية، التي تنجم عنها مضاعفات خطيرة لا يمكن إصلاحها كالالتهابات الموضعية التي تصيب الأطفال بعد الختان، بعد مرور 15 يوما ، بالإضافة إلى ذلك، أمرت وزارة الصحة بأن يشرف الطبيب الجراح الذي قام بالعملية على متابعة الطفل المختون إلى غاية التئام جرحه بشكل نهائي. بقات بركاني:'' تعليمة وزارة الصحة غير مقبولة وجائرة في حق الأطباء العامين'' أكد بقات بركاني؛ رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن التعليمة التي أصدرتها وزارة الصحة، والقاضية بمنع الأطباء العامين من إجراء عملية الختان، هي قرار جائر في حقهم ولا أساس له من الصحة، لاسيما وأنها عملية بسيطة وسهلة الإجراء، ولا تستدعي حصرها في جراحين للقيام بها على حد قوله، خاصة وأنه لكل طبيب الحق في إجراء الجراحة البسيطة كالختان، في ظل توفر الشروط الملائمة لإجرائها كالتخدير الموضعي والتعقيم، مشيرا في ذات السياق؛ إلى أن استخدام العتاد الكهربائي قد ينتج عنه حدوث مضاعفات لا عد ولا حصر لها. وعلى صعيد متصل؛ أكد ذات المتحدث في اتصال مع ''النهار''، أن معظم الأخطاء الطبية تقع في الختان الجماعي، محذرا في ذات السياق، من التزاحم الكبير الذي تشهده المصالح الاشتشفائية، بالخصوص في الليلة 27 من رمضان لما تتسبب فيه من ضغط على الأطباء يدفعهم إلى الإسراع في إجراء العمليات، والتي تتسبب في ارتكابهم لأخطاء فادحة. كما حذر محدثنا من الأخطاء المرتكبة في الختان الجماعي، مستشهدا بحادثة الخروببقسنطينة، التي ألمت 13 طفلا، وتسببت في حدوث مضاعفات خطيرة، على الرغم من إجرائها من طرف أطباء جراحين. مشيرا إلى أن الظروف المصاحبة لعملية الختان، هي التي تتسبب في وقوع ما لا يحمد عقباه.