فتح نجم المنتخب الوطني الجزائري ، مراد مغني،قلبه ل"النهار"، على هامش تربص ناديه شباب قسنطينة بمدينة سوسة التونسية، حيث عاد بذاكرته إلى أيامه الرائعة في ملاعب أوروبا وتجربته في البطولة القطرية، إضافة إلى إصابته التي دفعته لإعلان اعتزاله الميادين في وقت سابق، كما تحدث مغني عن الخضر وطموحاته المستقبلية وعدة أمور شيقة نترككم تكتشفونها في هذا الحوار... بداية، كيف يسير تربصكم في سوسة؟ الحمد لله، كل شيء على ما يرام فالكل سعيد ومرتاح بتواجدنا هنا والإمكانيات الكبيرة الموفرة لنا والتي تدفعنا للعمل بجدية والسعي لإنجاح التربص لدخول البطولة بكل قوة. كنت على وشك الانضمام إلى مولودية الجزائر قبل أن تفاجئ الجميع بالتوقيع لشباب قسنطينة، كيف حصل ذلك؟ المولودية أول فريق اتصل بي وكنت في مفاوضات معه، ولكن شباب قسنطينة كان أكثر جدية وإصرارا على خدماتي، وهو ما شجعني على الالتحاق به وحمل قميصه، القدر قادني إلى «السياسي»، والقدر كما تعلمون يفعل فعلته في كثير من الأحيان. نعلم أن الفوارق بين الكرة الجزائرية والأوروبية كبيرة، فما هي الأشياء التي شدت انتباه مراد بعد التحاقه بالبطولة المحلية؟ صراحة لا أعلم، فأنا لم أكتشف البطولة الجزائرية بعد، وعليّ خوض المباريات حتى أستطيع إجابتك، ولكن المهم أنني هنا في شباب قسنطينة وأهدف إلى مساعدة الفريق بقدراتي وخبرتي للعب الأدوار الأولى والعودة إلى منصة التتويجات الموسم المقبل. قبل التحاقك ب«السياسي» لعبت 6 أشهر في الأقسام السفلى الفرنسية لكرة الصالات، هل انعدام العروض أو الإصابة سبب ذلك؟ في الحقيقة لقد أجريت عملية جراحية على مستوى الركبة ولم ألعب لمدة سنة كاملة، ما جعل الشك يتسرب إلى نفسي حول قدرتي على العودة إلى المستطيل الأخضر مجددا، لذلك توجهت للعب «الفوتسال» لعدم قدرتي على الابتعاد عن مداعبة الكرة من جهة، ولاكتشاف هذه الرياضة من جهة أخرى، هذه هي الأسباب ولا علاقة لها بالعروض لا من قريب ولا من بعيد. هذا ما دفعك لإعلان اعتزالك كرة القدم في وقت سابق إذن؟ ليس سهلا أن تبتعد عن الميادين سنة كاملة، ثم إن إصابتي معقدة وعانيت منها سنوات طويلة، وهذا ما دفعني لطرح عديد الأسئلة إن كان لابد لي من التوقف عن ممارسة الكرة، لقد عانيت كثيرا نفسيا وهذه المعاناة دفعتني لاتخاذ هذا القرار في وقت سابق، ولكن بعد مشاركتي في كرة الصالات استعدت ثقتي في نفسي وعدت للميادين من بوابة «السياسي». هل هذا يعني أنني سنرى مغني الفنان مجددا وأن الإصابة أصبحت من الماضي؟ لا، الإصابة لم تعد من الماضي، فما زلت أعاني في ركبتي بعض الشيء، ولكن الحمد لله استطعت التغلب عليها والعودة إلى الميادين وأنا ألعب بصفة عادية الآن. كثر الحديث عن رابح سعدان وتسببه في تحطيم مشوارك بعد إقحامك خلال «كان» 2010 بأنغولا، ما حقيقة ذلك؟ الحقيقة أن سعدان راح ضحية الإشاعات والحديث الذي لا أساس له من الصحة، فهو بريء مما نسب إليه، فأنا السبب في ما حدث لي وأنا من أصررت على اللعب مع المنتخب الوطني والدفاع عن ألوانه في كأس أمم إفريقيا، كما أن إصابتي قديمة وسعدان لا علاقة له بها. لكنه كان الناخب الوطني وصاحب القرار الأخير وكان بإمكانه اتخاذ قرار منعك من اللعب حفاظا على صحتك.. هو أخبرني بنيته في عدم الاعتماد عليّ واتخذ قراره، لكنني أصررت على اللعب إصرارا كبيرا وأقنعته بالأمر بعدما خضت بعض المباريات رفقة فريقي «لازيو» الإيطالي آنذاك، ورفقة الخضر أيضا قبل المنافسة القارية. بالحديث عن المنتخب، ما هي الأشياء التي ندمت عليها وتحسرت عليها طيلة تواجدك مع الخضر، وما هي أجمل الذكريات؟ مع المنتخب الوطني ليس هناك مجال للندم والحسرة، كلها كانت ذكريات رائعة، كنت أشاهد منتخب بلدي على شاشة التلفاز ووجدت نفسي بعد سنوات أحمل قميصه رفقة جيل رائع من اللاعبين، نجحنا في تحقيق تأهل تاريخي إلى المونديال بعد 24 سنة من الغياب عن العرس العالمي، وهي أفضل ذكرى بالنسبة لي في مشواري الكروي. لكنك غبت عن المونديال الذي ساهمت في التأهل إليه بسبب الإصابة، ألم يخلف لديك هذا نوعا من الحسرة؟ عندما أقول أنني لم أتحسر على شيء مع الخضر فأنا أعي ما أقول، لأن النهاية لم تكن بالحسرة التي شعرت بها في بداية الأمر، لكنني جئت إلى تربص «كرانس مونتانا» مصابا ورغم بعض الأمل الذي كان يحذوني للمشاركة في المونديال إلا أنني كنت أضع استحالة المشاركة في جزء من رأسي، وهو ما خفف عني الأمر، ثم أن إصابتي عاودتني وأنا أحمل قميص المنتخب ومن أجله، وهذا كفيل بجعل مشاعر الفخر تتغلب على الحسرة. تتحدث عن الخضر بكثير من الفخر إلا أن البعض يحاول ربط حملك وبقية المحترفين قميص الخضر بفشلكم في حجز مكانة مع فرنسا، ما تعليقك؟ هذا مجرد حديث لا معنى له، فأنا اخترت الجزائر واتبعت خيار القلب وحققت حلمي باللعب مع منتخب بلدي الذي راودني منذ طرقي أبواب الاحتراف، وليس بسبب فشلي في فرض نفسي في المنتخب الفرنسي، لأنني لم ألعب له أصلا حتى أفرض نفسي ولعبت في الأصناف الصغرى فقط قبل اختياري المنتخب الجزائري عن قناعة. لقد اخترتم الجزائر عكس فقير الذي تلاعب بمشاعر الجزائريين واختار في النهاية اللعب لفرنسا، ما خلف موجة استياء كبيرة.. نحن نتمنى أن نتمكن من ضم كل لاعب جيد قادر على تقديم الإضافة للمنتخب، لكن في النهاية هي حريات واختيارات شخصية علينا احترامها، لذلك علينا احترام قرار فقير، وتألق الخضر لم يتوقف عليه، فالمنتخب عليه الاستمرار وهو في تحسن مستمر حتى دون فقير. المنتخب في تطور مذ نجحتم في التأهل إلى مونديال 2010 قبل أن يتغير التعداد بصفة كبيرة، فما هو الفرق الذي تلاحظه بين جيلكم والجيل الحالي؟ ليس هناك فرق كبير، فروراوة واصل على ذات النهج رغم تغير اللاعبين والمدربين، بضم لاعبين موهوبين ذوي التجربة في أوروبا، والخضر حاليا في نسق تصاعدي كبير. من هو اللاعب الذي يلفت انتباهك من الجيل الحالي لمحاربي الصحراء؟ هناك براهيمي الذي يقدم أداء رائعا، كما هناك فيغولي وبن طالب، الجميع جيدون ولا يمكننا التفضيل بينهم واختيار لاعب على حساب آخر، كلهم رائعون والمهم أن المنتخب الوطني هو المستفيد الأكبر ويسير من حسن إلى الأحسن بفضل هؤلاء. لو تتلق استدعاء من الناخب الوطني غوركيف للعودة إلى الخضر مجددا بعد عودتك إلى الملاعب، كيف سيكون موقفك؟ هذا أمر شبه مستحيل ولا أفكر فيه، فالمنتخب الوطني ليس ضمن اهتماماتي حاليا، وتركيزي منصب على العودة بقوة واللعب بطريقة عادية وأداء موسم مقبل كبير، أما العودة إلى صفوف الخضر فهذا أمر بعيد ولا أفكر فيه. وهل يمكن أن نراك في الطاقم الفني للمنتخب الوطني مستقبلا؟ حاليا لا يمكن ذلك ولا أفكر فيه أيضا، لكن مستقبلا لا نعلم ما يخبئه لنا القدر، وسنرى في وقتها إن تلقيت عرضا لتولي منصب في الطاقم الفني. لو نعود إلى مشوارك الطويل في القارة العجوز، من هو الفريق الذي تعتبره أفضل محطة في مشوارك؟ بدون تفكير هو «بولونيا» الإيطالي، الذي عرفت فيه معنى الاحتراف الحقيقي وطرقت أبوابه، «بولونيا» هو الفريق الذي فتح لي أبواب التألق على مصراعيه وصنع لي اسما في عالم كرة القدم وأوصلني إلى ما وصلت عليه. هذا غريب بعض الشيء، فالجميع يظن أن «لازيو» هو الفريق الذي يحمله مراد في قلبه؟ أنا فعلا أحمل «لازيو» في قلبي، وحملي قميص هذا الفريق سيبقى من أفضل محطات مشواري، لكن «بولونيا» هو من بعثني إلى الأمام وهو الفريق الذي يصنف على رأس قائمة الأندية التي سعدت باللعب لها. ماذا اكتسبت من لعبك لسنوات طويلة في المستوى العالي في «الكالتشيو» وأوروبا؟ كانت تجربة رائعة وذكريات لا تنسى، لقد عشقت «الكالتشيو» مع «لازيو»، وهي البطولة التي حلمت باللعب فيها منذ صغري وخصوصا بعد دخولي عالم الاحتراف، لقد كانت سنوات وتجربة جميلة جدا، لكن تبقى الإصابات النقطة السوداء التي عكرت بعض الشيء هذه الذكريات. في الأخير ماذا يمكنك القول عن تجربتك في البطولة القطرية؟
لعبي في البطولة القطرية مع نادي لخويا كان ذكرى جميلة وتجربة أعتز بها، لكن دائما الإصابة تأخذ مكانا ضمن هذه الذكريات. موضوع : معاناتي نفسيا سبب اعتزالي سابقا وطموحي العودة للخضر كمدرب وليس لاعبا 1.50 من 5.00 | 2 تقييم من المستخدمين و 2 من أراء الزوار 1.50