المنتخب مقدس والانتقال من المونديال إلى أدغال إفريقيا كلفنا غاليا بعد أن فضل البقاء بعيدا عن الأضواء منذ عدم استدعائه لمباراة لوكسمبورغ الدولية الودية، يستعد الدولي الجزائري عبد القادر غزال للعودة إلى الميادين، وبالمناسبة خرج عن صمته وكشف عديد الحقائق عن ناديه باري والمنتخب الوطني وكذا عن الانتقادات التي وجهت له.غزال المعروف بعطائه وسخائه فوق المستطيل الأخضر كان كذلك في حوار مطول خص به موقع "فوت أفريكا 365" ونورد اليوم الجزء الأول منه. *عبد القادر كيف هي أحوالك وماذا عن الإصابة التي تعرضت لها؟ لقد تحسنت حالتي كثيرا، وأنا حاليا في المرحلة الأخيرة وبدأت أداعب الكرة والقيام بالتمارين. وهنا أشير إلى أنه لم يسبق لي وأن تعرضت لإصابة بهذه الخطورة، والآن عرفت مدى صعوبة العودة إلى أجواء المنافسة بعد هذا النوع من الإصابات. *ما هو نوع الإصابة التي تعرضت لها، وكيف عشت بسيكولوجيا فترة غيابك الطويلة، وكذا الوضعية الصعبة لناديك باري في الدوري الإيطالي؟ لقد تعرضت لتمزق على مستوى العضلة المقربة، وبعد أن عدت من الإصابة تعرضت لإصابة ثانية في نفس المكان ، وعليه عانيت كثيرا في تلك الفترة القاسية، فأنا وصلت منذ فترة وجيزة إلى باري والنادي بذل جهودا جبارة لانتدابي وبعدها وضعني في ظروف مثالية. وللأسف بعد ثمانية لقاءات أتعرض لإصابة في الوقت الذي نجحنا في أداء بداية موسم مشجعة. وفي فترة إصابتي تحديدا دخل الفريق دوامة النتائج السلبية، واليوم نحن في الصف الأخير. وأن ترى فريقك في وضع حرج ولا تستطيع مساعدته، حينها عشت مرحلة غاية في الصعوبة. *لقد صرحت مؤخرا لإذاعة مونتي كارلو بأنك لن تغلق باب العودة إلى الدوري الفرنسي ( تم الحديث عن لانس وبوردو) فما هي نواياك الحقيقية في هذا الموضوع؟ مغادرة باري؟ صراحة الأمر لا يروقني ولن يكون جديا من طرفي قياسا بما راهنوا به علي . فكل يوم يسأل المدير الرياضي عن أخباري وهذا أمر يسعدني كثيرا وأنا أريد أن أرد ولو جزءا مما أعطاني هذا النادي وأسعى لاستثمار كامل إمكانياتي وقدراتي ومعارفي لفائدة باري. والآن الأمور واضحة في حال وصول عروض من فرنسا فلن أغلق الباب ، لكن الأمور ليست بالبساطة والوضوح الذي قد يعتقدها البعض، لأنني في نادي باري منذ فترة وجيزة وعقدي يمتد على مدار أربع سنوات . وضع يجعل مصيري بيد مسؤولي النادي ، وحتى في حال قررت دراسة أي عرض فإنني أعود إلى وكيل أعمالي الذي يتابعني عن كثب. *لقد عشت بداية موسم معقدة مع ناديك، وهناك أيضا قضية عدم استدعائك للمشاركة رفقة الخضر في لقاء لوكسمبورغ، في الوقت الذي كنت لاعبا أساسيا خلال تصفيات كان ومونديال 2010 فكيف عشت فترة ابتعادك عن المنتخب؟ لقد أصبت بالإحباط، وتنرفزت بعض الشيء كوني لاعبا تنافسيا ولا أرضى أبدا بمثل هذه الوضعيات. لكن قبل كل شيء يجب احترام خيارات الناخب الوطني وأفكاره الجديدة. كما أن حدة خيبة أملي تضاءلت بفعل تعرضي لإصابة يوما واحدا قبل الإعلان عن قائمة المشاركين في لقاء لوكسمبورغ، ما يجعلني في كل الحالات غير جاهز للمنافسة ، لكن الأكيد أنه بعد سنتين من التواجد داخل المنتخب وبعد أن تمر بمراحل صعبة وأخرى رائعة على غرار التأهل لكأس العالم وبلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا فلن تكون إلا حزينا ومحبطا. *فهل يمكن القول أنك دفعت ثمن مهزلة بانغي في لقاء إفريقيا الوسطى (2/0) وكيف تفسر تلك الخسارة؟ لا، لا أعتقد ذلك كما أن هذا الأمر من صلاحيات المدرب وليس من حقي كلاعب قول هذا. فالناخب الوطني استخلص الدروس من تلك الهزيمة وقرر عدم استدعائي لاحقا وانا احترم خياراته وقراراته، ولو احمل مسؤولية الخسارة سيكون الأمر صعب الهضم، لأنني أعطيت الكثير لبلدي خلال السنتين الماضيتين. وفي لقاء إفريقيا الوسطى أعتقد أننا مررنا جميعا جانب الموضوع لأن الإفلاس كان يومها جماعيا، فبين الحرارة المرتفعة جدا والرطوبة العالية لم يكن الأمر سهلا ، كما أنه يصعب التأقلم مع تلك الأجواء في ظرف 48 ساعة فقط . وفوق كل هذا لا يجب تجاهل أننا عدنا إلى الواجهة، فنحن عدنا من بعيد جدا ولم يعد يرى إلينا على أننا بلد صغير كرويا. وعليه يمكن القول أن الأمور الصعبة بالنسبة لنا قد بدأت، وحينما تواجه منتخبات بحجم إفريقيا الوسطى ينظر إليك على أنك "سمكة كبيرة" وهو ما يصب من المهمة ويدفعنا إلى القيام بردة الفعل اللازمة. *بعض الإشاعات رددت بأن اللاعبين كانوا يأتون إلى المنتخب الوطني وكأنهم قاصدين مخيمات صيفية، فما ذا يمكنك قوله في هذه النقطة؟ ( غضب...) مخيمات صيفية؟ إنه أمر يصعب مجرد التفكير فيه ، فنحن أول من يرغب في الالتحاق بالمنتخب الوطني وعندما لا يتم استدعاؤنا صدقني أننا نغضب ، وشخصيا لا أعرف بلدا في العالم يقصد لاعبيه المنتخب بنية دخول مخيمات صيفية، فقبل كل شيء نحن لاعبون تنافسيون والمنتخب الوطني شيء مقدس وحتى أؤطر النقاش جيدا أرى بأننا قضينا سنتين رائعتين والآن نواجه بعض الصعوبات هذا كل ما في الموضوع، وبالنسبة لي أرى ذلك عاديا ولا يحتاج لتهويل فالتعداد عرف بعض التغييرات بقدوم لاعبين جدد يحتاجون لمزيد من الوقت للتأقلم مع الحقائق الإفريقية ولهذا ستعود الأمور تدريجيا إلى مجرياتها الطبيعية . *وكيف ترى وصول ناخب وطني جديد له أساليب عمله وخطاباته؟ لقد أعجبت بخطاب عبد الحق بن شيخة وأحسست بحافز قوي ورغبة جامحة في تحقيق الانتصار، وبالطبع طموحه في تطوير تنظيمنا الهجومي الذي يعد ربما الورشة الأهم في الظرف الراهن. فبعد لقاء إفريقيا الوسطى قصدنا الناخب الوطني للتعبير عن أسفنا وتقديم اعتذاراتنا عن الهزيمة والتأكيد له أن هذه الخسارة لا علاقة لها باعتلائه العارضة الفنية الوطنية، خاصة وأن طريقة عمله أعجبتنا وأننا قمنا رفقته بحصص رائعة. *وهل اتصل بك الناخب الوطني منذ لقاء بانغي بإفريقيا الوسطى؟ لا لم يتصل بي. رئيس الفيدرالية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) كلمني هاتفيا في عدة مناسبات للاطمئنان على صحتي وقد سررت كثيرا بمكالماته . والآن أنا انتظر بفارغ الصبر الإعلان عن القائمة المقبلة. فالفريق الوطني هو هدفي الأسمى وسيظل كذلك فأنا أحترق شوقا للعودة إلى صفوف الخضر وحمل القميص الوطني وعموما اشتقت كثيرا للعودة إلى الميادين وأتمنى العودة إلى المنافسة في أقرب وقت ممكن (الحوار أجري يوم 11 جانفي الجاري). *ولزملائك في المنتخب... ( تحدث بحماس...) نعم بالطبع فمع كريم زياني أو مجيد بوقرة مثلا نحن نشكل عائلة حقيقية، خاصة بعد الأوقات الرائعة التي قضيناها مع بعضنا على مدار سنتين ، فقد تولد رباط متين وعندما يصاب أحدنا أو يمر بفترة صعبة نتصل به في كل مرة للاطمئنان عليه وتشجيعه والرفع من معنوياته. ففي مصر والخرطوم والكان عشنا سويا أوقاتا رائعة لا تنسى. * فهل من الصعب أن تغادر المنتخب بعد كل هذا؟ نعم هذا أمر في غاية الوضوح ، فعلى مدار سنة واحدة عشنا تقريبا جميع الوضعيات، من شهر نوفمبر إلى جوان عشنا فترة مكثفة وحافلة بالأحداث شملت كل ما يمكن للاعب كرة أن يعيشه في مشواره. وهو ربما ما يفسر بدايتنا الصعبة في تصفيات كان 2012 حيث دفعنا ثمن المجهودات المبذولة في الفترة السالفة الذكر. كما انه من الصعب جدا الانتقال من ملاعب المونديال الرائعة (يضحك) إلى الملاعب الإفريقية. * خلال كأس أمم إفريقيا بأنغولا أعجب كلود لوروا كثيرا بعطائك وإصرارك في الجبهة الهجومية، في الوقت الذي احتفظ الرأي العام بعدم تسجيلك الأهداف، فهل أنت كريم جدا أم أناني؟ كلمات كلود لوروا أسعدتني لأنها صدرت عن شخص يعرف جيدا كرة القدم. لأن العطاء والجري وتبليل القميص من صفاتي. وأنا أفضل هذه الصفات على الغش وتسجيل عدد أكبر من الأهداف لأن هذا طبعي و لا يمكنني التصرف بصفة مغايرة. كما أن كرمي يعد أحد أبرز خصالي، فأحيانا أقول في قراره نفسي سأقتصد في الجهد، لكنني لا أستطيع فعل ذلك، وبعد حينما أقوم بمجهود مضاعف ليستفيد جبور أو بوقرة أو عنتر ويمنحنا ذلك التأهل للمونديال فإنني أقبل الأمر بصدر رحب وأشعر بأنني تصرفت بطبعي ، فأنا دائما مع اللعب الجماعي وقد لعبت في منصب ظهير أيمن رفقة المنتخب الوطني . في المطلق أفضل لعب حوالي أربعين مباراة ما بين النادي والمنتخب الوطني ، على أن ألعب لقاءات أقل وأسجل أكبر عدد من الأهداف.