كشف طبيبان دانماركيان عن طبيعة السلاح الجديد الذي تستخدمه إسرائيل في حربها على قطاع غزة والتي دخلت أسبوعها الرابع وأودت بحياة أكثر من 1200 شهيد و5300 جريح. ونشرت صحيفة العرب القطرية، تحقيقا موسعا عن السلاح الإسرائيلي الجديد، المسمى "متفجرات المعدن الكثيف الخامل"، والمعروف اختصارا باسم "دايم" والذي نقلت "النهار" حقائق عنه بداية الأسبوع الماضي، شهادات عن طبيبين دانماركيين زارا قطاع غزة مؤخرا وأجريا عدة عمليات جراحية هناك. وحسب شهادة الطبيب ماديس غلبرت، وهو أحد الطبيبين اللذين زارا غزة، فإن الذخيرة المتفجرة في هذا السلاح تتفاعل مع المادة المخدرة وتفجر جسد الجريح، ويمكن أن تسبب انتشارا لمرض السرطان. حسب تقرير مفصل للطبيب غلبرت، فإنه في عام 2004 أجرى مختبر أبحاث القوات الجوية الأمريكية اختبارات على نوع جديد من الذخيرة المتفجرة يطلق عليه اختصارا اسم "دايم"، مشيرا إلى أن إسرائيل استخدمت هذا السلاح في حربها على لبنان عام 2006. ويقول غلبرت إن بعض أطباء غزة أطلقوا تحذيرا في منتصف جويلية الماضي بعد أن شاهدوا جروحا غريبة لأول مرة تسببت على الأقل في 62 حالة بتر للأطراف السفلى. وقد طلب الأطباء في أغلب الأحيان مساعدة المجموعة الدولية لفهم أسباب هذه الجروح الغربية التي أظهرت أجزاء صغيرة غير مرئية بالأشعة السينية. ويضيف الطبيب الدانماركي أن "نوع الإصابات التي أوردتها تقارير الأطباء في كل من لبنان وغزة تتطابق مع الإصابات التي تسببها ذخائر "دايم" التي تستخدم في التدمير المباشر المنخفض، وهي نسخة من القنابل الصغيرة القطر المستخدمة حاليا في العراق من قبل القوات الأمريكية. ويتابع الطبيب أن لسلاح "دايم" قطرا انفجاريا صغيرا ولكنه فعال وللقنبلة غلاف معدني ليفي كربوني يتحول إلى غبار بدلا من أن يتحول إلى شظايا خطيرة. ويبين أن مصطلح "معدن خامل" يشير إلى المعدن غير المشترك في الانفجار، وتخلط حشوة المتفجرات مع خليط "التنغستين" المعدني الثقيل مثل الكوبالت والنيكل أو الحديد. ويتحول بعد ذلك خليط التنغستين الثقيل مع الانفجار إلى شظايا صغيرة قاتلة من المسافات القريبة حتى أربعة أمتار، ولكنه يفقد الزخم بسرعة جدا بفضل مقاومة الهواء له، والاتجاه السفلي للانفجار يعني أن الناجين القريبين من منطقة الانفجار ربما تبتر سيقانهم، بحيث تقطع العظم والنسيج الناعم، ويمكن أن تسبب السرطان بعد ذلك، بفعل بقايا المادة المتفجرة في الجسد. ويشير الطبيب الدانماركي إلى أنه "تمت دراسة تأثير خليط التنغستين الثقيل من قبل الجيش الأمريكي منذ عام 2000 مع اليورانيوم المنضب، ووجد على إثر هذه الدراسة أن هذه الخلطات من المعادن تسبب أوراما خبيثة في الخلايا البشرية".