رئيس مجلس الأمّة قدّم لي جوابا معلّقا على طلب سوري لتخزين النفط الفنزويلي بمستودعات الجزائر»أحزنني الشباب الجزائري الذين سافروا للقتال في سوريا حينما اعتقلوا وراحوا يبكون في المعتقلات»قلت لبعض مشايخ الجزائر «إرفعوا كلمة الاسلامية عن البنوك ولا تخطئوا هذه الخطيئة»هذا ما نصحت به وزير الشؤون الدينية بخصوص مفتي الجمهورية»على علماء الدّين بالجزائر النّزول إلى الدكاكين والفنادق ليقولوا للنّاس أنّ الإسلام دين الحياة وليس دين المسجد والعبادة فقط»هناك خلايا نائمة لأبناء الجزائر تدجّنهم السعودية ويجب على الدّولة أن تبحث عنهم»على فركوس وعلي بلحاج عدم الخلط بين السياسة والعقيدة ولا يحاكموا النّاس بأهوائهم»كشف مفتي الجمهورية السورية، أحمد بدر الدّين حسّون، في حوار حصري مع «النّهار»، أن الكثير من الجزائريين الذين تنقلوا للقتال في سوريا اغتيلوا على يد الجماعات المتطرفة بعد أن قرّروا العودة إلى الجزائر، وأفاد أنّ الجزائريين الذين اعتقلوا أبلغوه أنهم كانوا يتقاضون ألف دولار لقتل الفرد الواحد، واعترفوا أنّ رفقائهم اغتيلوا بعد انشقاقهم عن «داعش» ومحاولتهم الفرار بعد أن اكتشفوا كذب من نقلوهم إلى سوريا للقتال.قال الشيخ، أحمد بدر الدّين حسّون، إنّ سوريا تنتظر مساعدة من الجزائر لتزويدها بالنفط، مشيرا إلى أن سوريا طلبت من الجزائر استقبال السفن الفنزويلية المعبّأة بالنفط وتخزينها في مستودعاتها لنقلها إلى سوريا، موضحا أنّه تم تقديم اقتراح ثان في حالة تعذر الحل الأول، وهو في شكل قرض ائتماني طويل المدى.وأشار أنّه اقترح على وزير الشؤون الدينية، عدم الاعتماد على مفت للجمهورية ومنع الفتوى الفردية، داعيا الشيخين فركوس وعلي بلحاج وبعض السلفيين، إلى عدم خلط السياسة بالعقيدة، وعدم محاكمة النّاس بأهوائهم وحسب مذاهبهم وأفكارهم، محذّرا ممن قال إنهم «بعض أبناء الجزائر الذين تدجنهم السعودية»، واصفا إياهم ب «خلايا نائمة»، داعيا القادة الدينيين إلى التجديد في الفكر. سماحة الشيخ، قادتكم زيارة إلى الجزائر، هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الأزمة في سوريا، وكان لكم اتصالات بمسؤولين جزائريين وبعامة الشعب، كيف تقيّمون هذه الزيارة خاصة؟ زيارتي تأخرنا بها كثيرا، وتعدد أطياف المجتمع الجزائري من أمازيغي وعربي ومالكي وإباضي، هي ثروة رائعة للثقافة الجزائرية، فاستثمروا هذه الروعة في التعدّد، ولهذا كنت أوّد أن ألتقي بالقادة الدينيين من جهة، لأقول لهم حقيقة ما يحدث في العالم العربي وأنّ المستهدف هو الدين، لكن لن يستطيعوا أن يهدموه، فالله قال «إنّا نحن نزّلنا الذّكر و إنّا له لحافظون»، وإنّما أخاف أن يهدم أصحاب الدّين من خلال تفريقهم إلى مذاهب وطوائف يشتغل بعضها ببعض عن بناء الأمة والأوطان، وكنت أتمنى أن ألتقي أيضا بمن هم بعيدون عن الساحة الدّينية لأقول لهم إنّ الدّين قيم وأخلاق ووطنية وفكر وعلم، قبل أن يكون سورة صلاة وسورة صوم، فكثير ممن أخذوا الدين سورا لم يخدموا أوطانهم وكثير ممن لم يأخذوا الدّين سورة فقد خدموا الوطن بصدق، بقي عليهم أن يتطابق هدف الصدق في خدمتهم للوطن مع الإخلاص في عبادتهم. كان لكم أن التقيتم رجال الدين وبعض العلمانيين، فماذا دار بينكم؟ التقيت بمن لا يميلون إلى الناحية الدّينية، فرأوا أن الدين يستوعبه ويحبه ولا يكرهه، وقلت لمن يحمل الدّين «اجعل الدّين حاضنة لكلّ أبناء المجتمع لا لك فقط». هل هذا يعني أنّكم لمستم تقصيرا لدى بعض رجال الدين بالجزائر لما تقولون أنكم دعوتموهم لعدم احتكار الدين؟ أجد التقصير مني أولا، أول تقصير في أن أحمل هذا الفكر الرّوحي والاسلامي إلى العالم بصورته في القرن 21، وليس أن أنقله كما نقله الإمام مالك والشافعي في زمانهم لطاقات زمانه، فأنا أبني على أساس ما بنوا عليه، ولكن أرفع بناء جديدا يتلاءم مع أبناء عصري ممن خافوا من الدّين أن يقيّدهم، «فقلت لهم لا، الله ذكر في آية واحدة الماضي والمستّقبل، فقال «والخيل والبغال والحمير لتركبوها» وزينة و هذا لأجدادنا، «ويخلق ما لا تعلمون» الطيران والصواريخ، وهذا الذي يجب في زماننا، أين نجد الفكر الجدّيد، لذلك يقولون لي عن البنوك الاسلامية والبنوك التّقليدية، أقول «أرجوكم إرفعوا كلمة الاسلامية عن البنوك وقولوا بنوك تشاركية». هل طرحتم فكرة البنوك الاسلامية خلال لقاءاتكم مع بعض المشايخ في الجزائر؟ نعم طرحتها مع بعض الإخوة، فقلت لا تخطئوا هذه الخطيئة، ما علاقة الإسلام بالبنك؟ بل علاقة الإسلام في الانسان حينما يأخذ مالا حلالا أو مالا حراما، ونقول هنا، نملك بنكا تقليديا يعتمد على الفائدة وأنت يا مسلم حرّمت عليك الفائدة، فإذا يا غنّي ويا دولة «ابنوا بنوك تشاركية تعتمد على الشركات»، و هذه هي الفكرة التي تتجه إليها أوروبا، ولكن ما أخشاه أن يعلنوا بنوكا إسلامية غدا تصل إلى حدّ الإفلاس، فيقولون، أنظروا إلى الاسلام لا يستطيع أن يستوعب الإقتصاد العالمي، لهذا أقول أنّ الذي يستوعب الاقتصاد هو المسلم والإسلام استوعب الكون. وبخصوص إشاعة تعرضكم للرّشق بالحجارة؟ خلال زيارتي لقسنطينة ووهران ومدينة الجزائر، اكتشفت أنّ الشعب الجزائري طيب، لكن يتأثر كثيرا بالإعلام، وقد تكلموا عن تعرضي للرّشق، فهذه إشاعة كاذبة، تصوّروا أنّ هذا الخبر الكاذب نقل 4 آلاف مرّة خلال 48 ساعة. كان لكم لقاء مع وزير الشؤون الدّينية على غرار وزيري الثقافة والتضامن الوطني والأسرة ماذا طرحتم من أفكار بخصوص مفتي الجمهورية ؟ أنا أولا أميل للفتوى الجماعية وليس للفتوى الفردية، ولا أميل لأن يكون هناك مفت للجمهورية، وإنّما بأن يكون هناك مفت بكلّ ولاية. وربما هذا ما نصحتم به وزير الشؤون الدّينية؟ نعم، ووجدت هذا الفكر عنده، لكن قلت لا تصدر فتوى فردية، فنسمح للأئمة بفتوى الأفراد، أمّا فتوى تهم الأمة كلّها، فلا يجوز أن تصدر إلا من مجلس فتوى يجتمع فيه مفتو الولايات ولا يجوز لمفت واحد أن يصدر فتوى بأمر يهم الأمة كلها، فأنا أسمح لإمام المسجد في أن يفتي في زواج أو طلاق وفي عقود خاصة، أمّا حينما يرتبط الأمر بالأمة، فعلى الأمة أن تهيئ مجموعة علماء ليجلسوا للفتوى ويكون بين هؤلاء مدنيون، فمثلا مجلس الإفتاء الأعلى، يجب أن يكون فيه وزير الصحة ووزيري التربية والمالية، لأنّ الفتوى تتصل بالاقتصاد والصحة أحيانا. ما هي باقي المسائل التّي طرحتموها على الوزير؟ سعدت جدّا فيما رأيته من توجّه في بناء مساجد مركزية تجمع الأمّة، وأن لا تتعدد خطب الجمعة في مساجد صغيرة. هل قدّمتم اقتراحات للوزير بخصوص خطبة الجمعة؟ الوزير هو ابن المؤسسة الدّينية، وتفاجأت أنه يخطط لشيء رائع، لكن أرجو من أصحاب الإفتاء وعلماء الأمّة أن يساعدوه، حيث أرى في الزاوية والرّباط المدرسة التربوية، ويجب أن نعيد النظرة إليها في تأهيل التربية السلوكية والأخلاقية. هناك فكر متطرف تتزعمه الجماعات الارهابية وما يسمى «داعش»، غزا فعلا ويهدّد بغزو أدمغة الشباب..هل لكم من تعليق؟ أولا، لتعرفوا أنّ الجماعات الارهابية نشأت في أوروبا قبل أن تنشأ عندنا، ولكن مشكلتنا أنّنا لم نقم بأخذ هذه الإيديولوجية لنعيد تكوين فكر جديد، فلا يوجد تطرف في أبنائنا، بل نحن قصّرنا في ذلك إعلاميا ودينيا وسياسيا، علينا أن لا ندع أبناءنا يستمعون إلى قنوات مدجّنة، علينا أن نسمح لهم بحوار فكري وأن يكون علماء الدّين فد فتحوا صدورهم قبل سطورهم للنّاس، وأن يتحركوا اليوم في المجتمع، لا أن ينتظروا النّاس أن يأتوا إلى المسجد، يجب أن ننزل إلى الدكان والفندق والمطعم وكل النوادي، ونقول للناس، إن الإسلام دين الحياة وليس دين المسجد والعبادة فقط، وبأنّه دين يدفع أبناءه دائما ليقودوا لا أن يقادوا وأن يكونوا أحرارا لا عبيدا وأن يكونوا مبدعين لا مقلّدين. فالتقليد في ديننا يدل على ضعفنا، أنا حتّى في المذاهب الأربعة أو الخمسة أو الستة، لا أرضى أن أكون مقلدا و متبعا، فالتقليد صفة الطفل الصغير والببغاء، فأقول «أقلد الشافعي، لا، بل أنا مسلم على الفقه الشافعي»، لكن لا يجب أن أنسى أنني مسلم قبل أن أكون مالكيا أو شافعيا أو إباضيا. ماذا عن الجزائريين الذّين سافروا إلى سوريا للقتال في صفوف الجماعات المتطرفة ك «داعش» ؟ أحزنني هؤلاء الشباب حينما اعتقلوا وراحوا يبكون في المعتقلات، ويقولون «قالوا لنا إنّ سوريا بلد كافر وجئنا لنقاتل الكفّار، فوجدنا قرى سوريا كلّها مآذن و مساجد، فقلنا لهم، لماذا جئتم بنا، فقالوا لتغيير النّظام».وأراد هؤلاء الشباب الجزائري أن يعودوا قبل أن يعتقلوا، فمنعوهم وهدّدوهم بالقتل لأنهم سيفضحون الكذب، الذّي جاؤوا به إلى سوريا، و بدأوا يعطونهم مالا كثيرا، فقالوا «نحن ما جئنا للمال»، الشعب الجزائري حقيقة عقائدي لكن عندما وقع هؤلاء الشباب في الفخّ فما العمل، خصوصا مع وجود قنوات إعلام تدّعي الإسلام وتكذب على الناس، ورأيت في الجزائري صفة أنه إذا رأى الكذب انتفض وغضب، وحتّى غير الملتزم دينيا يرفض الكذب لأنّه يجده جبنا.وحين اكتشف هؤلاء الشباب الجزائريين أن الذين جاءوا بهم باسم الاسلام، كانوا يكذبون عليهم، لأنّهم وجدوا أبناء سوريا مسلمين وملتزمين حقا، وأن التعدد في سوريا تعدّد قوّة وثراء، لا تعدّد صدام وقتال واختلاف، لذا أرادوا العودة، ولكن أعرف عددا من الشباب قتلوا وهم في طريق العودة، أعلم ممن اعتقلوا، أنّه كان لهم رفقاء أرادوا العودة فاغتالتهم هذه المجموعة المقاتلة. كم عدد الجزائريين الموجودين في المعتقلات السورية؟ هذا سؤال يبحث مع الأجهزة الأمنية، أنا مهمتي الفتوى. بودّنا لو تنقل لنا تفاصيل كيف هم الشباب الجزائري الآن في السجون السورية ؟ نحن نقلنا لكم صورة ندمهم وننقل لكم صورة تسامحنا، قلنا لهم ستعودون إلى الجزائر متّى شئتم، لكن صحّحوا فكركم قبل أن تعودوا إلى وطنكم، فأنتم جئتم من وطنكم وأنتم تكفّرون نصف شعبكم، حيث قلت لهم لماذا اغتلتم فلان أو علان؟ فقالوا لنا إنّه كافر، ولما قتلناه دفعوا لنا ألف دولار، فهل القتل لأنه كافر يدفع لهم ألف دولار، فقلت لهم إنّهم يدفعون لكم لكي لا يسألوا هل هو مسلم أم كافر، وإنما ليستثمروا ويكونوا «بلاك ووتر».قلت لهم، نحن يا شباب الجزائر استقبلناكم طلابا ومجاهدين أيام الفرنسيين، ودعمناكم مقاتلين، فاليوم إن جئتم إلى سوريا بنائين سنستقبلكم بنائين معنا لتبنوا سوريا الجديدة والجزائر الجديدة، فالوطن ينتظركم ونحن متسامحون مع كلّ واحد يعلن عن خطئه ويستسلم أو يسلّم نفسه للسلطات السورية، وأنا أضمن له إن أعلن استسلامه وعودته عن هذا الخطأ أن يعود إلى الجزائر سالما معافى. هذا يعني أنّهم يخضعون إلى مراجعات فكرية أو إصلاح ديني؟ نعتبرهم أبنائنا الذين غرّر بهم وضلّلوا، لا ننتقم منهم، ولهذا أقول لكلّ الشباب، إن سلمتم أنفسكم نحن نهيّئ عودتكم السليمة إلى بلدانكم. نفهم من قولكم أنّكم مستعدون لتهيئة عودة المقاتلين الجزائريين؟ إن شاء الله إن كانوا أحياء وما اغتالهم أولئك المتطرفون لأنهم أرادوا العودة إلى بلادهم. وماذا عن المعتقلين ؟ إن شاء الله يصلون سالمين معافين إلى الجزائر. هل من المقرّر قضاؤهم فترة عقوبتهم قبل العودة للجزائر؟ حين ينتهي إطلاق النّار، سنتّفق مع الحكومة الجزائرية على ذلك. زيارتكم للجزائر لم ترق لبعض المشايخ، كبعض السلفيين ما تعليقكم؟ لم أشهد ذلك، و رأيت السلفيين في الجزائر وقلت لهم أنا سلفي في جذوري وصوفي في حبي ونقائي، أما الذين لم ألتقهم فهذا شأنهم. مع من التقيتم من السلفيين؟ بعدد من الإخوة في قسنطينة ووهران والجزائر من الأئمة والخطباء. هل التقيتم الشيخ فركوس؟ لا لم ألتق به، فهذا الشيخ وغيره نحن نلتقي على مشتركات وإن اختلفنا فهذا اختلاف اجتهادي فقهي لا عقائدي. ما رأيكم في فكر الشيخ فركوس وعلي بلحاج.. ؟ أنا آخذ بأقوال النبي صلى الله عليه وسلم، بإصلاح الحاكم وليس قتله، وأرجو من الدعاة أن لا يخلطوا السياسة بالعقيدة، فمهمتهم دعاة لا قضاة، فلا تحاكموا الناس بأهوائكم وعلى مذاهبكم وأفكاركم. قلتم لنا سماحة الشيخ قبل بداية الحوار أنّ «السعودية تدجّن بعض أبناء الجزائر» ماذا تقصدون؟ هناك خلايا نائمة والدّولة يجب أن تبحث عنهم، فهم موجودون. وحدّثتمونا عن طلب سوري لنقل النفط الفنزويلي عبر الجزائر إلى سوريا؟
أتمنى أن لا يمرّ علينا الشتاء المقبل بسوريا ونحن في برد قارس، لأنّ هناك هدف أمريكي وسعودي بأن لا تصل قطرة نفط إلى سوريا، وفنزويلا أبدت استعدادها لتزويدنا بكلّ ما نحتاجه، لكن طلبنا من الجزائر توفير مستودعات لتخزين النفط غير الخام «وقود»، الذين تأتي به السفن الفنزويلية قبل نقله إلى سوريا، ويبدو أنّ هذا الحل صعب على الجزائر، لهذا اقترحنا حلا ثانيا وهو في شكل قرض إئتماني طويل المدى، لكن جواب رئيس مجلس الأمة كان جوابا معلّقا، وأشار إلى الرقابة الدولية، لكن بمجرد وصولي إلى سوريا سأبعث برسالة إلى الرئيس بوتفليقة ورئيس مجلس الأمة ووزير الطاقة حول الأمر. موضوع : جزائريون أرادوا العودة فاغتالتهم داعش وآخرون تسلّموا ألف دولار عن كل عملية اغتيال 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0