مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    استقبل وفدا عن مجلس الشورى الإيراني.. بوغالي: الجزائر وطهران تربطهما علاقات تاريخية    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    عبد المجيد زعلاني : مذكرة الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت زلزال قانوني وقضائي    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    ساعات عصيبة في لبنان    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية : "يجب قطع الشريان الاقتصادي للاحتلال المغربي"    الرابطة الثانية: إتحاد الحراش يتعادل بالتلاغمة ومولودية باتنة تفوز على جمعية الخروب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    الدكتور أوجرتني: "فتح الأرشيف وإعادته للجزائر مطلب الكثير من النخب الفرنسية"    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    بوغالي يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    مولوجي ترافق الفرق المختصة    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    معرض وطني للكتاب بورقلة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حضور قوي وتأثير في الناس وفتاوى مثيرة للجدل
الشيخ محمد علي فركوس
نشر في الشروق اليومي يوم 14 - 01 - 2013

ما هي العوامل التي جعلت الشيخ محمد علي فركوس، يؤثّر في الناس بهذه الطريقة رغم ابتعاده عن الأضواء، وحذره الشديد في التعامل مع جمهور الناس؟ ولماذا يرفض هذا الرجل العمل في بيئة مغلقة؟ وما هي آراء الذين درسوا في حلقاته في علمه وشخصيته؟ ولماذا تصنع فتاويه الحدث في كل مرة؟ هي أسئلة تحاول "الشروق" الإجابة عنها في هذا الملف الذي يتناول شخصية دينية أثارت جدلا كبيرا في الجزائر.
.
فتاوى تميز بها الشيخ فركوس عن غيره من الشيوخ
المظاهرات والإضرابات حرام .. وثورات الربيع العربي غزو فكري
زواج المسيار جائز والمجالس المنتخبة مخالفة للدين لأنه اشتراك في الحاكمية مع الله
يرفض الشيخ محمد علي فركوس نسبة أي فتوى له فضلا عن إشاعتها والتّرويج لها إذا لم تنشر على موقعه الرّسمي سدا لذريعة التلاعب بما يقول أو تلفيق شيء لا أساس له أصلا كفتوى تحريم الزلاّبية التي كتب على موقعه في تكذيبها، إلا أنّ هذا لم يمنع من بروز فتاوى له من حين إلى آخر أثارت جدلا كبيرا في الأوساط العلمية أو السياسية الجزائرية لما فيها من تنظيرات قد تخالف ما عليه أهل البلد أو بعض التيّارات الدّعوية .
فسياسيا أفتى بتحريم أية وسيلة ديمقراطية للاحتجاج كالإضرابات والاعتصامات والمظاهرات معتبرا إيّاها وسائر أساليب الديمقراطية من عادات الكفار وطرق تعاملهم مع حكوماتهم، وليست من الدين الإسلامي في شيء، بل أكثر من ذلك هي من إحدى صور الشرك في التشريع ليعتبر أنّ إذن الحاكم بها لا يؤثِّر في الحكمِ بالتحريم.
أمّا عن موقفه من الثورات الشعبية فيرى أنّ عامّة المظاهر الثوريّة والاحتجاجيّة في العالَم الإسلاميّ متولّدةٌ من الثورة الفرنسيّة محذرا من أنّها تدعّم التغريب وتفتح باب الغزو الفكري وأنّها تحمل في طيّاتها الفتن والمضارّ النفسيّة والماليّة والخُلُقيّة معتبرا ضحاياها ليسوا من الشهداء مطلقًا كما ذكّر أن الإسلام ينهى أشدّ النهي عن دعوة الجاهليّة وعليه فإنّ الموت في سبيلها أعظمُ خطرًا وأكبرُ جُرْمًا وأسوأُ مصيرًا.
ولم تكن الصراعات الطلاّبية على قيّادة الأحياء الجامعية غائبة عنه ليجوّز اختيار لجنة مكونة من الطلبة للقيام بشؤون الطلبة، وحاجياتهم بالتنسيق والتعاون بصورة رسمية مع الإدارة في الإقامات الجامعية ما لم يكن يندرج ذلك تحت إطار حزبي، إسلاميًا كان أو غير إسلامي، أو يساير النظام الديمقراطي أو الاشتراكي في عمله التنظيمي.
وعند سؤاله عن حكم مشاركة المرأة في الانتخابات البلدية أو الولائيّة بيّن حرمة ذلك سواء للرجل أو المرأة وأنّه ليس من البرِّ والتقوى المشاركةُ في البرلمانات، سواء في عضويتها أو انتخاب أعضائها لِما فيها من مخالفاتٍ شرعيةٍ ومحاذيرَ شركيةٍ كالوقوع في شرك الحاكمية وذلك بجَعْل الشعب شريكًا مع الله في الحكم وهو من شرك الربوبية في حين جوّز للمرأة المسلمة المشاركة من بُعدٍ في أعمال مجلس الشورى القائم على أركان الحكم في الإسلام.
وسياسيا أيضا ندّد فركوس بحادثة تدمير مسجد بآغريب بتيزي وزو الذي يَنِمُّ عن حقد وبغض للمقدسات الإسلامية الواجب تشييدها وإعمارها بالإيمان وأنه لم يعهد إلا من طباع أعداء الله المبغضين للإسلام والمسلمين ناصحا سكّان المنطقة بأن لا يقابلوا العنف الحاقد بعنفٍ مثله، وأن يكِلوا أمرهم إلى الله تعالى، ثمَّ إلى ولاة أمرهم لتغيير المنكر بالسبلِ المشروعةِ .
و ما تعلّق بما أثير قبل مدّة من جواز القيّام للعلم الوطني من عدمه فنّد الشيخ فركوس ولثلاث حلقات متتالية ما سمّاها شبهات مثارة حول حكم القيام للجماد وجدها مفرَّغَةً عنِ الدّليلِ والحجّةِ وما هي إلا شُبَهٍ متهافِتَةٍ ليخلص إلى الجزم يتحريمها وأنّها مخلّفات للدّساتيرِ والقوانينِ الغربيّةِ الأجنبيّةِ التي تُعَدّ امتدادًا للوثنيّاتِ اليونانيّةِ والرّومانيّةِ القائمة على تأليهِ الهوى لذلك كانتْ مقدَّساتُها الوطنيّةُ أقوى تعظيمًا وأشدَّ عقوبةً مِنَ المقدّساتِ الشّرعيّةِ .
أمّا دعويا فلم يخرج الشيخ فركوس في الغالب عن النمط التقليدي للتّيار الذي ينسب إليه ..
فاستنكر استعمال الأناشيد الخالية من آلات الطرب التي يقصد بها إظهار السرور أو قطع المسافات في الأسفار، أو ترويح النفس في مجال الدعوة وأن ذلك أشبه بالتغبير الذي ذمّهُ الشافعي وأحمد وغيرهما من الأئمة المتقدمين فلا يخفى على عاقل عدم مشروعيته كما يقول.
وفي خصوص إنشاء جمعية لإثبات وجود قراء بالجزائر فقال بغض النظر- عن المحاذير الشرعية التي قد ترافقها "فإني لا أعلم حكمًا شرعيًّا يعطي صفة المشروعية على هذا العمل لأنّ الأصل في العبادات التوقيف، وكل ما أضيف إلى الحكم الشرعي يحتاج إلى دليل ولا يشرع إلا به، والمقتضي كان موجودًا في زمانه ولم يفعله فضلا عن أنّه لا يستبعد أن تتحول إلى جمعية كسبية. ولم تكن بعض الأمور الإدارية التي تعلنها السلطة من حين إلى آخر بمنأى عن فتاويه.
فخلافا لما ينظّر له بعض علماء الحجاز ويسايرهم عليه الكثير من الأتباع في العالم الإسلامي من عدم جواز نصح ولاة الأمور في العلن والإنكار على من فعل ذلك، نشرت إدارة موقع الشيخ مقالا بعنوان نصيحة من الشيخ محمد علي فركوس وإدارة موقعه إلى ولاة الأمر على الإجراءات الإدارية الخاصة بجواز السفر وبطاقة التعريف البيومتريين جاء فيه أنّهم يتفهَّمون تلك الإجراءات إلا أنهم لا يقرّون ما تعتزمُ الجهاتُ الرسمية فرضَه من تخفيفِ لحيةِ الرجلِ، وكشفِ شعرِ المرأةِ وأذنيها في الصورِ الشمسيةِ ليختم بحض أصحاب القرارِ على العدولِ عمّا يصادمُ شرعَ الله ويشينُ بكرامةِ المرأةِ وشرفِها وهو ما تراجعت عنه السلطات في ذلك الوقت.
كما أفتى بحرمة التعامل مع البناء والسكن التساهمي المدعوم الذي تتكفل الدولة فيه بدفع الفوائد الربوية عن المستفيد لنصوص الوعيدية الواردة في هذا التعامل بغض النظر عن مسدده سواء المستفيد أو غيره .
كما أخذت الخلافات الفقهية المطروحة على المستوى الأكاديمي والنخبوي حيزا مما يطرحه. فأفتى أنّ زواح المسيار إذا كان مستوفيا لشروطه المعتبرة شرعًا فذلك يجعله عقدًا صحيحًا منتجًا لآثاره، إلا أنّه حذّر من التوسُّع فيه خصوصا للقادر على تحقيق المقاصد الشرعية بالزواج المعروف لكونه - أي زواج المسيار - لا يسلم من مآخذ وهناتٍ.
.
.
الشيخ محمد علي فركوس في سطور
علم غزير..تواضع نادر وقوة خارقة في التأثير والإقناع
ولد الشيخ محمد علي فركوس بالقبة القديمة في 25 نوفمبر 1954، أي في شهر وسنة اندلاع الثورة التحريرية، وتدرَّج في تحصيل العلم على الطريقة التقليدية حيث حفظ نصيبا من القرآن الكريم في مدرسةٍ قرآنيةٍ على يد الشيخ محمَّد الصغير معلم، ثمَّ التحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتمَّ فيها المرحلة الثانوية، وواصل دراسته النهائية بكلِّية الحقوق والعلوم الإدارية غير أنه كان يميل بشدة إلى العلوم الإسلامية، لذلك عمل جاهدا للالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية.
وفي أثناء مرحلته الدراسية بالمدينة النبوية استفاد من العديد من الأساتذة والشيوخ منهم الشيخ عطية محمد سالم، حيث درس عنده الموطأ، كما درس الفقه وأصوله عند الشيخ عبد القادر شيبة الحمد، وجلس كذلك في حلقات الشيخ أبو بكر الجزائري، والشيخ محمد المختار الشنقيطي، وكان حريصًا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تُناقَش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ، وقد أكسبه ذلك منهجيةً قوية في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
وفي سنة 1982 عاد الشيخ محمد علي فركوس إلى الجزائر، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميًّا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه -بعد ذلك- مُديرًا للدراسات والبرمجة.
وفي سنة 1990 سجل في قسم الدكتوراه بجامعة محمَّد الخامس بالرباط ثمَّ حوَّلها إلى الجزائر، فكانت أوَّلَ رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلِّية العلوم الإسلامية، سنة1997 ولا يزال إلى اليوم مدرِّسًا بهذه الكلِّية.
واتخذ الشيخ محمد علي فركوس من المساجد فضاء للتعليم من طلبة العلم المتوافدين عليه، حيث شرح العديد من أمهات الكتب الفقهية، وأقام الشيخ مجالس علميةً متنوِّعةً أجاب فيها عن عِدَّة أسئلةٍ في مختلف العلوم الإسلامية وجُمعت له في أشرطةٍ وأقراصٍ سمعية.
وخلال مرحلة التسعينيات فُرضت على الشيخ محمد علي فركوس قيود إدارية على حلقاته في المساجد، فانتقل إلى إقامة حلقاتٍ على رصيف الشارع المجاور لبيته، ثمَّ إلى المكتبة المجاورة لمسجد "الهداية الإسلامية" بالقبَّة كلَّ يومٍ بعد صلاتَيِ الفجر والعصر، ثمَّ ما لبثت أن انتشرت دروسه على الأنترنت في الجزائر.
وقد ألّف الشيخ فركوس كتبا تنوَّعت بين تحقيقٍ وتأليفٍ وشرحٍ، وتمتاز مؤلَّفاته بالأسلوب العلمي القوي الذي يغلب عليه الطابع الأصولي، وعباراته دقيقةٌ خاصَّةً الفقهية والأصولية.
ويقول المقربون من الشيخ محمد علي فركوس إن الرجل شديد التواضع ويتميز بأخلاق عالية، وكثيرا ما يقول لتلاميذه "إني لأرجو أن أكون درجًا يرتقي عليه طلبة العلم ليعلو في مدارج الكمال". ويحظى الشيخ محمد علي فركوس باحترام العلماء والشيوخ، كالشيخ عبد المحسن العباد، والشيخ ربيع بن هادي المدخلي.
.
.
تلاميذ الشيخ فركوس للشروق:
عالم جليل بشهادة شيوخ الحجاز
طالب في الشريعة: مفت سعودي "عندكم الشيخ فركوس وتأتون لسؤالي"
يُعتبر الشيخ محمد علي فركوس أحد المرجعيات الأكثر شعبية عند بعض التيّارات الدعوية بالسّاحة الجزائرية، حتى أصبح عند البعض رمزا يختبَر به ويوالى ويعادى من أجله، الأمر الذي قادنا إلى كلّية العلوم الإسلامية بخرّوبة في الجزائر العاصمة حيث درّس لمحاولة صبر آراء الطّلبة؛ علّنا نظفر بما يرشد إلى معرفة الأسباب التي جعلت من اسمه علماً على ما يراه البعض فهما صحيحا لنصوص الشرع، فكانت الآراء على اختلاف نظرتها لمكانة فركوس العلمية تُجمع على اعتباره شخصية ملّمة بالدّين وخصوصا منه ما تعلّق بالجوانب الفقهية، فالطالب كوارية عيسى سنة أولى شريعة إسلامية يعتبر فتاواه مبنيّه على "تأصيل وتفصيل مؤثٍّر حتى على المخالفين"، بل "وجد من لا يذهب إلى المحاكم لفض نزاعاته ويأتي إليه لطلب الفتوى"، وفي خصوص واقعيّة ما يطرحه قال محمد أمين بعزيز سنة ثالثة كتاب وسنة بأنه "يتطرق لعّدة مسائل بدليلها فيقنع الطالب" ما جعله محل "حب عند شباب وطلبة الجامعة"، في حين ذهب الطالب شكري عبد الله سنة أولى شريعة أبعد من ذلك عند اعتباره "أحد علماء العصر" مستدلا لذلك بذهاب أحدهم إلى عالم بالحجاز مستفتيا فقال له باستنكار "عندكم الشيخ فركوس وتأتون لسؤالي"، كما بيّن أنه صاحب "سبق كبير في الدعوة والخير بالجزائر كالدّعوة إلى السلفية ما جعل النّاس لا تضل الطريق باتباع الفرق الأخرى" وأنّ "اتباعه للحق جعل النّاس يتأثّرون به"، وقالت إحدى الطالبات التي فضلت عدم ذكر اسمها أنّ "قدراته العلمية تجعله يفيد الأمّة وخصوصا الطلبة في الجامعة"، كما تحدّثت عن "الهيبة التي يحظى بها عند دخوله المدّرج"، مبدية اقتناعها بما يقوله "مائة بالمئة" إلا "أنّه يبقى عالما يخطئ ويصيب"، لتتحدّث عن عمق تأثيره في المجتمع النّسوي متقاطعة في ذلك مع إحدى الطالبات التي قالت بأنّ شعبيته بينهنّ "لا مقارنة لها في جامعات الجزائر"، الطالبة صحراوي مريم سنة الثانية دراسات قرآنية قالت إنّ "السعودية اعترفت بأنّ فركوس عالم الجزائر" وأن تأثيره مقتصر على "التيّار السلفي" رغم تأكيدها على "واقعيّة فتاواه في الشارع الجزائري". وعند الاستفسار عن الموقف من فركوس في حال خالف مرجعيات كبرى، أوضح أحد طلبة قسم البيطرة بجامعة البليدة الذي يحضر له بعض الدروس أنّه "بلغ درجة المجتهد" و"سمعته طيّبة في المجتمع"، وكان للطالب إلياس آكلي سنة الرابعة علوم إسلامية من البويرة رأي آخر في هذا ممّا جاء فيه "أنّ الإنسان يجب أن يسأل لأنّ في العالم الإسلامي من هو أعلم من فركوس". ومن جهة أخرى جاء على لسان طالب عقيدة سنة ثانية ماستر أن "فركوس ظُلم لأنّ طلبته لم يعرفوا كيف يسايرون الواقع من خلال ما كتبه وبحث فيه "ليتمنّى عليهم" الوسطية والاعتدال علّهم يبلّغون الرسالة".
.
.
السلطة استعانت بالتيار السلفي عندما لم يجد "الكل أمني" لحل الأزمة
مع اشتداد الأزمة الأمنية وتوسع دائرة العنف، ومعهما سقوط المئات من القتلى، ظهر أن المقاربة الأمنية التي عرفت ب"الكل أمني" غير كافية لمواجهة الجماعات المسلحة، والتي سلكت نهجا تكفيريا ضد الحاكم والمحكوم على حد سواء. ومع ذلك الظرف، تبين للسلطات أنه من الأصح أن تستخدم طرقا أخرى هي ورقة "المراجعات الفكرية" مثلما حصل في دول أخرى على غرار مصر السودان، موريتانيا والسعودية، ولم يكن من سبيل لذلك سوى الاستعانة بمن يعرفون بأهل العلم، كما هو الحال مع الشيخ العيد شريفي، الذي التقى الجماعات المسلحة في سنة 1997، وهي الفترة التي سبقت إقرار قانون الوئام المدني.
ولم يكن اختيار الشيخ العيد شريفي، وهو أحد أقطاب التيار السلفي اعتباطيا، فكون الشيخ خريج المدينة المنورة وأخذ العلم منها على يد شيوخ كأبي بكر جابر الجزائري وربيع بن هادي المدخلي، سيكون له أثر في نفس المحاور- بفتح الواو-، و غالبيتهم "يميلون" لكل ما هو آت من السعودية، شخصا أو علما.
وتفيد المراجع أن الشيخ العيد شريفي، كان له دور هام وبارز في إطفاء نار الفتنة من خلال مناصحة من حملوا السلاح، فكانت جلساته مشهورة ومناظراته معلومة معروفة أثمرت في رجوع الكثير منهم إلى جادة الصواب، ومن الأسماء التي استثمرتها السلطات في إقناع المسلحين بالجنوح للسلم، الشيخ عبد المالك رمضاني، وهو أحد الشخصيات المعروفة في التيار السلفي، وأن يحاور المسلحين وجحها لوجه، فقد تم الترويج لكتابه "فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائر"، الذي جمع فيه فتواى العلماء كالألباني وربيع بن هادي المدخلي، لاثبات مدى خطأ الجماعات المسلحة وتكفيرها للجزائريين وحرمة الدماء.
كما تبرّأت السلفية من التطرف والغلو، في بيان جمع 12 من أهم وجوهها على رأسهم محمد علي فركوس، اسمه "هل السلفية خطر على الجزائر"، وجاء فيه "من وسائل صدِّ هذا الزَّحف السَّلفي خَلْطَ الأوراق ومزجَ المعاني والتَّعميةَ والمغالطةَ، للتَّضليل والتَّلبيس، وتسويغَ محاربة السَّلفيَّة تحت مسمَّى تجفيف منابع الإرهاب وقطع دابِرِه"، للدلالة أن لا علاقة للتيار السلفي بالإرهاب.
.
.
يوميات الشيخ محمد علي فركوس
يلتقي بالناس كل يوم بعد الفجر والعصر
انتقلت الشروق اليومي إلى الحي الذي يقطن فيه الشيخ علي محمد فركوس بحي المنظر الجميل بالقبة، وبالتحديد بالقرب من مسجد الهداية، أين يقع منزله ومقر الموقع الإلكتروني للشيخ، التقينا بأحد "الإخوة" القائمين على الموقع الإلكتروني والذي رحب بنا، وأكد أن الشيخ محمد فركوس تربطه علاقة وطيدة بالناس لدرجة أنه خصص حلقة يومية بعد الفجر والعصر ليستقبل المواطنين في مقر الموقع الإلكتروني الذي هو عبارة عن محل محاذ للمسجد، أين يتحدث للناس ويستقبل أسئلتهم وانشغالاتهم اليومية، ويحدثهم في مختلف قضايا الدين والدنيا، وأضاف أنه بعد صلاة الفجر مباشرة يتوجه الشيخ للناس ويجلس معهم أحيانا أزيد من ساعتين، وبعد الانتهاء من الإجابة على أسئلة المواطنين يتوجه الشيخ فركوس إلى الجامعة، أين يلتف حوله هناك عدد كبير من الطلبة المتعطشين لعلمه وأخلاقه، حيث تمكن الشيخ من كسب قلوب كل من عرفوه في الجامعة بسبب تواضعه وطريقة تعليمه، وبعد الجامعة يعود الشيخ إلى الالتقاء بالناس بمقر الوقع الإلكتروني، وذلك بعد صلاة العصر، ويستغرق الوقت أحيانا إلى صلاة المغرب، وبعدها يتفقد الشيخ أسئلة المواطنين في الموقع الإلكتروني أين يجتهد للإجابة عليهم، وإصدار فتاويه التي تتعلق بأسئلة الناس، وبعد صلاة العشاء يتفرغ الشيخ للذكر والدعاء والعبادة وطلب العلم، وبعدها يخلد للنوم، ويستيقظ من جديد عند سماع الأذان الأول لصلاة الفجر، أين يقصد المسجد وبعد الانتهاء من الصلاة يذهب لاستقبال الناس ويصغي بإهتمام إلى أسئلتهم وانشغالاتهم، وأكد أحد المقربين من الشيخ أن هذا الأخير يهتم كثيرا بإصدار الفتوى الفردية التي تتعلق بحالة كل إنسان، ويبتعد قدر الإمكان على الفتاوى الجماعية، وبالنسبة للفتاوى التي يصدرها الشيخ في موقعه الإلكتروني فإنها تتعلق بالأسئلة اليومية للمواطنين الذين يستقبلهم في مقر الموقع بعد صلاتي الفجر والعصر، بالإضافة إلى الأسئلة التي يرسلها المواطنون لإدارة الموقع الإلكتروني للشيخ محمد فركوس الذي يستقبل يوميا ألاف الزوار من داخل وخارج الوطن.
.
.
الشيخ محمد فركوس ممنوع من التدريس في المساجد
أكد تلاميذ وجيران الشيخ محمد فركوس أن هذا الأخير لا يقدم الدروس في المساجد بل يستقبل المواطنين في مقر الموقع الإلكتروني لإفادتهم بعلمه الغزير، واستغرب المواطنون الذين تحدثنا إليهم عن السبب من منع الشيخ فركوس من اعتلاء المنبر أو التدريس في المساجد بالرغم من قدرته على الخطابة البليغة وأسلوبه السلس في الدروس المتعلقة بالسيرة والعقيدة والفقه والحديث..، وأضاف بعض المقربون من الشيخ فركوس أن هذا الأخير يكن احتراما كبيرا للمسجد والقائمين عليه لدرجة أنه يتفادى لقاء تلاميذه والمواطنين الذين يقصدونه داخل المسجد، ويوجههم مباشرة إلى مقر موقعه الإلكتروني، وفي حديثنا مع صاحب محل للمواد الغذائية العامة القريبة من منزل الشيخ فركوس أكد أن الشيخ كسب قلوب جيرانه بتواضعه الكبير وابتسامته الدائمة،"من يراه يرى وجه عالم جليل ومن يحدثه يحس بالأمان والسكينة، لم يتكبر يوما على أحد ولم يصرخ في وجه أحد، يحب مساعدة الناس والإصغاء إلى مشاكلهم ولو استغرق الأمر ساعات، قصده علماء ودعاة من السعودية ومالي والمغرب وتونس للاستفادة من علمه، يبدأ من يلتقيه بالسلام ويلين له بالكلام..." خرجنا من المحل والتقينا بأحد جيرانه سألناه عن علاقته بالشيخ فقال"لايمكنك أن تعرف الشيخ فركوس ولا تحبه، أخلاقه تماثل تماما أخلاق الصحابة، لم نشهد منه أذية قط ولم يقصده أحد وأرجعه خائبا، الشيخ فركوس هو مفخرة لسكان القبة وللجزائر ..." وفي ختام حديثه طالب محدثنا من وزارة الشؤون الدينية السماح للشيخ من التدريس في المساجد لتعم الفائدة وينهل الجزائريون من علمه وتواضعه وأخلاقه التي تبقى فريدة في هذا الزمان.
.
.
الشيخ أبو عبد الباري المشرف العام على منتدى أهل السنة
"الشيخ محمد فركوس لا يمثل السلفية في الجزائر"
أكد الشيخ أبو عبد الباري، المشرف العام علي نتدى أهل السنة في الجزائر، في اتصال ب"الشروق اليومي" أن المنهج السلفي في الجزائر يعاني من غياب مرجعيات حقيقية تمثله حق التمثيل، ومن وجد من هذه المرجعيات فهو غير معروف بسبب التعتيم الإعلامي وبروز أشخاص ادعوا تمثيل السلفية في الإعلام والمواقع الإلكترونية، وفي الحقيقة هم أناس بدون علم ولا فكر وهم يسيئون للمنهج السلفي أكثر مما يخدمونه، وفيما يتعلق بالشيخ علي محمد فركوس، الذي يعتبره الكثيرون منظّر السلفية العلمية في الجزائر، أكد المتحدث أن فركوس لا يمثل إلا نفسه ومن يدّعون أنه يمثل المنهج السلفي فهم على خطأ وضلال، وتساءل المتحدث "أين كانت فتاوى الشيخ فركوس في التسعينيات حينما كان الجزائريون يذبحون ويقتلون بالألاف"، وقال الشيخ أبوعبد الباري، أن المنهج السلفي أكبر من أن يمثله أشخاص لا يهتمون سوى بإصدار الفتاوى ولا يخرجون من المساجد، وأضاف أن كل شخص يطلق لحيته ويرتدي قميصا في الجزائر يعتبر سلفيا، وهو أمر خاطئ لأن المنهج السلفي لا يتمثل في المظهر فقط بل يتعدى ذلك إلى العلم والأخلاق والإيجابية في المجتمع، وأكد المتحدث أنه يقدّم دروسا إذاعية وتلفزيونية في بعض دول المشرق العربي، في حين لا يحق له الكلام بحرية في الإعلام الجزائري الذي يعتمد على أشخاص عاطفيين يدّعون تمثيل السلفية، وهم في حقيقة الأمر يحبّون الظهور لا أكثر.
.
.
مجلة "الإصلاح" لسان حال السلفية في الجزائر تؤكد في افتتاحيتها:
"السلفية" مصطلح أسيئ فهمه وتوظيفه في الجزائر
أكدت مجلة "الإصلاح" التي تعتبر لسان حال المنهج السلفي المعتدل بالجزائر في افتتاحيتها للعدد الثانية والثلاثون أن مصطلح "السلفية" أسيئ توظيفه وفهمه في الجزائر، وبينّت أن المسيئين لهذا المصطلح هم من "الثوار والتكفيريين والحزبيين" الذين لا تصلح نسبتهم إلى هذا المنهج الذي هو في الحقيقة مصطلح يعتمد على منهج علمي عملي مصدره الوحي من الكتاب والسنة، ويقوم على فهم السلف رضي الله عنهم، والدعوة إلى إخلاص العبادة لله وحده، ولزوم الجماعة ونبذ الفرقة وطاعة ولي الأمر، وأكدت المجلة أن كل من يتبنى فكرا وأسلوبا مخالفا لهذا المنهج لا يمكن وصفه بالسلفية، خاصة أولئك الذين اتخذوا أسلوب التكفير والقتل، التفجير، الاختطاف والترويع وسلية للدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المكر هؤلاء يسيرون في طريق خاطئ مواز للسلفية ولا يلتقون بها أبدا.
وتتميز مجلة "الإصلاح" باعتمادها على تناول مواضيع دينية واجتماعية هادفة يحررها علماء ومختصون مشهود لهم بالعلم والمنهج المعتدل، وفي عددها الثاني والثلاثون تناولت المجلة مواضيع اجتماعية تتعلق بأسباب الطلاق وأدآب استعمال الهاتف النقال، وتطرقت إلى مواضيع دينية على غرار "جزاء المحسنين من سورة الأنعام" و"مصدر تلقي العقيدة الإسلامية"، كما سلطت المجلة الضوء على فتوى إباحة زواج المسيار للشيخ محمد علي فركوس، وعرّجت في هذا العدد على حياة "محمد بن صالح العثيمين" في مقال عنوانه "ريحانة العلماء" وفتحت المجلة الباب للراغبين في المشاركة بمواضيع هادفة بشرط أن تكون معتدلة ومفيدة.
.
.
توجس من الإعلام ومقاطعة للصورة
يشير متابعو الشيخ فركوس، أن طبيعة تكوين شخصيته تتحاشى الظهور ومواجهة الجماهير وأن له حسابات سياسية وتخوفات أمنية رغم أنه لم يتعرض إلى السجن كباقي الدعاة، الا ان الشيخ فركوس يحمل نظرة سلبية عن الصحافة، وقد تعرض في عديد المرات الى الهجوم و التعليق على الفتاوى الشيء الذي لم يرق للشيخ فركوس، وجعله يتخذ مواقف عدائية من الصحافة والصحفيين، ويمتنع عن الرد على أسئلتهم وتساؤلاتهم ويرفض حضور الندوات ويتهرب من الاحاديث الصحفية، وحتى محرك البحث "ڤوڤل" لا يملك صورة للشيخ فركوس. مما جعل الأسئلة تتكاثر حول تأقلم هذا التيار مع متطلبات العيش في هذا العصر، وهل يمكن أن يجد هؤلاء أجوبة لأسئلة عصرية في ظل تحريمهم للصورة والتصوير، ولعل من أهم المآخذ على طريقة تعامل الشيخ فركوس مع الصحافة ووضعها في سلة واحدة رغم اختلاف اتجاهاتها، هو تعرضه شخصيا والتيار السلفي الذي يتزعمه الى الكثير من القصف المركز من خصومه على صفحات الجرائد، وعلى القنوات التلفزيونية الخاصة خاصة من طرف الشيخ شمس الدين، الذي يقود لواء معاداة السلفية في الجزائر، دون ان يستعمل حقه في الرد والتوضيح مما اوحى الى الجزائريين في ظل تخلف السلفيين عن احتلال الساحة الاعلامية، انهم بدون حجة مما زاد في توجيه التهم لهذا التيار، بل وصل الامر الى حد التشكيك في ولائهم للسعودية على حساب وطنهم الجزائر، ويعتقد المتابعون انه في ظل تقدم السلفيين في مختلف الدول في مجال الاعلام وإنشاء قنوات خاصة بهم، وجرائد تدافع عن افكارهم وتفتحهم في مناقشة الاخر بات من الضروري ان يراجع الشيخ فركوس، استراتيجيته الاعلامية حتى لا يتحول عمله الى مونولوغ يحاور بعضهم بعضا في غرف مغلقة.
.
رسالة إلى الشيخ فركوس
لا أحد يمكن أن يشكك في علمك وأخلاقك وتواضعك، ولا أحد يمكن أن يطعن في إخلاصك وحبك للدين والوطن، بل لا أحد في الجزائر وخارجها يمكن أن يملأ مكانك في الجامعة والجامع وكرسي الفتوى والوعظ والإرشاد.
لكن هل تسمح لي فضيلة الشيخ أن أتساءل بين يديك عن الطريقة التي تسلكونها في الدعوة والتواصل مع العامة، إذ لا أفهم ولا يفهم محبوكم لماذا تتوارون عن الأنظار وترفضون استغلال التكنولوجيا الحديثة في التواصل مع الأمة من جرائد وتلفزيونات وانترنت وإذاعة وفيسبوك وتوتير، أم أن كل هذه الوسائل هي بدعة يحرم التواصل بها مثلما يشاع حولكم من أنكم تبدعون وتحرمون من وسائل العصر ما يدمن عليه الشباب دون حدود ولا ضوابط.
ودعني فضيلة الشيخ أسألك، لماذا أبحث عن صورتك لأتعرف عليك فلا أجد لها أثرا، بينما أجد صور علماء السعودية والأزهر والزيتونة والقيروان؟ ولماذا أرى هؤلاء على شاشات التلفزيون يربون الأمة ويعلمونها دينهم ولا أجد لك أثرا؟ لماذا تكتفي بمخاطبة العشرات والمئات فقط وأنت تستطيع أن تخاطب الملايين عبر شاشات التلفزيون وصفحات الجرائد؟ لماذا أجد الملايين يتواصلون عبر الفيسبوك والتويتر مع علماء الأمة وتغيب فضيلتك عن هذه الساحات التي يفترض أنها الساحات الأمثل للدعوة؟
وهل ما أنت فيه "تقصير" أم ما نحن فيه حرام؟
فضيلة الشيخ، إن حبنا لك وثقتنا في علمك هو الذي يدفعنا إلى هذه التساؤلات، راجين أن نجد عندك جوابا يشفي الغليل، آملين أن نراك تستغل الوسائل التكنولوجية الحديثة إلى الدعوة والتواصل مع المتعطشين للعلم والمعرفة.
مواطن محب لك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.