لم تقتصر خلفيات قرار غلق نفق مسمكة وهران الذي يعد المعبر الوحيد لبلديات الجهة الشمالية لوهران التي تعج بالكباريهات، على شل حركة المرور والراجلين على حد سواء، وخلق فوضى عبور تسببت في كثير من الأحيان في نشوب خلافات بين الناقلين، وصلت تبعات ذلك إلى تدني رهيب في الخدمات السياحية بالبلدية رقم واحد من ضمن مناطق الكورنيش التي تعرف انتشارا كبيرا للفنادق والملاهي الليلية، وكذا الحانات التي كانت عقب قرار الغلق منذ شهرين، أول متضرر نتيجة عزوف الزوار والسياح التوجه عبر طريق الطنف الوهراني لوعورة مسالكه الجبلية، الأمر الذي أسهم وبشكل مباشر في هبوط أرقام أعمال مسوقي الخمور وكذا مروجي الرذيلة على مستوى أغلب الفنادق، خصوصا تلك التي تعمد إلى تأجير الغرفة الواحدة ب 1000 دج للظهيرة، نفس الشيء ينطبق على المركبات السياحية من فئة 4 و5 نجوم التي عادة ما تعتمد في تحقيق أرقام أعمالها على فصل الشتاء إلا أن واقع الحال يبين عكس ذلك، كما هو بالنسبة للعديد منها.... كباريهات ومركبات لشخصيات بارزة تفقد سمعتها بسبب غلق نفق المسمكة تحولت العديد من المركبات والكباريهات إلى مراقد وهي التي يعرف عنها أنها كانت في وقت غير بعيد شركات لصنع نجوم الراي، كما هو الحال بالنسبة لمركب المنارة الذي يعد بوابة المدينة من ناحية المسلك المؤدي إلى النفق المذكور، حيث بعدما كان منذ أشهر معدودات قبلة لعديد الزبائن، أضحى خاويا على عروشه ولم تعد الأرباح التي كان يحققها كافية لتسديد نفقاته غير بعيد عن مركب المنارة يتواجد فندق بمنحدرات منطقة سان روك الجبلية على ضفاف البحر هو ملك للشخصية السياسية البارزة مولود حمروش، حيث تم تدشين هذا الأخير منذ سنوات إلا أن الفندق أضحت خدماته مقتصرة على موسم الاصطياف، وما زاد الطين بلة هو أن هذا الأخير فقد الكثير من الزبائن الأوفياء بفعل غلق الطريق الرابط بين وهران وسان روك باعتبارها المنطقة الفاصلة بين بلدية عين الترك وطريق الكورنيش الوهراني، في حين تبقى احتفالات رأس السنة الميلادية خير دليل على ما يذكر، فلم تحف المركبات وجل الملاهي بالتدفق الكبير للزبائن كما هو معروف خلال السنوات السابقة، إذ حقق مركب المنارة على سبيل المثال لا سبيل الحصر عائدلات في رأس السنة 2008 فاقت 250 مليون سنتيم. قرار غلق النفق يدفع مالكي الملاهي إلى تخفيض سعر الجعة من 500 دج للقارورة إلى 100 دج أمر طبيعي أن يلجأ مالكو الملاهي والحانات إلى تخفيض سعر الجعة بمختلف أنواعها من سقف 500 دج للقارورة إلى أدنى المستويات الذي وصل، أسبوع بعد قرار الغلق، وانطلاق الأشغال بالممر، إلى 80 دج للجعة، هذا من جهة جو غلب عليه طابع المنافسة الأمر الذي جعل العديد من الحانات والكباريهات تفقد طابعها الريادي كما هو الحال بالنسبة لملهى المرجاجو ببوسفر شاطئ الذي كان يعاني في وقت سابق من قلة الزبائن إلى استقبال أعداد قليلة من خفافيش الليل تزامنا مع قرار غلق النفق. أصحاب المطاعم الليلية والوجبات السريعة مهددون بغلق محلاتهم يشكل عالم التجارة في ليالي عين الترك حلقة متسلسلة تربط بين سماسرة الخمور وتجار المأكولات، هؤلاء الذين غالبا ما يستقبلون الزبائن بعدما يتم توجيههم باتفاق مع مالكي الملاهي إلى عناوين تحدد مكان السهر وللمجتهدين في ذلك نصيب من المال من مداخيل التبراح والرشقة، إلا أن الأمور انقلبت رأسا على عقب منذ الوقت الذي تضاءل فيه عدد الزوار، ولنفس السبب المذكور آنفا، وعلى إثر جولة قادنا فيها أصحاب هذا النوع من المحلات إلى مسؤولي مديرية الأشغال العمومية لوهران التي، حسبهم، تماطلت في إعادة فتح النفق لنوايا مسبقة.... رغم أنه ومنذ أسابيع لجأت السلطات المحلية والولائية لوهران إلى اتخاذ قرار الفتح الجزئي للنفق ومع ذلك يبقى المواطن البسيط ولاسيما طلبة الجامعة يدفعون فاتورة الإهمال الذي طال أهم الجوانب من النسبة التحتية للنفق الذي يعود تاريخه للحقبة الاستعماري.