مر مايسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب التنظيم عبر عدة مراحل، برزت جلها من خلال التصريحات التي أدلى بها تائبين أو المتابعين في القضايا الإرهابية، ممن كانت لهم الشجاعة في تحمل المسؤولية التامة، على الأفعال التي ارتكبوها خلال فترة عملهم تحت لواء هذه التنظيمات، و التي بينت اتساع الهوة بين المراحل الأولى والمستقبل الذي يؤول إليه التنظيم. كشفت شهادات لتائبين سلموا أنفسهم لمصالح الأمن، عن الظروف المعيشية التي آل إليها حال التنظيم المسلح المنضوي تحت لواء أبو مصعب عبد الودود، والتي تبين بوضوح الإنتقال المستمر لمستوى المعيشة في صفوف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من السيئ إلى الأسوأ، وهذا بالنظر إلى اعترافات شهود عايشواالوضع وسلموا أنفسهم، بناء على التحول الرهيب الذي شهدته أوضاع التنظيم، وهذا منذ بداية عهد دروكدال وبروز اسم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. ومن هذا الجانب أشار الإرهابي "ق.ج" أحد قدامى الإرهابيين، إلى الأوضاع المعيشية التي كانت تعيشها جماعته قبل ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهذا سواء من الناحية الصحية أو الجانب المادي، فقد قال أنه عرض على أخيه قبل إلقاء القبض عليه سنة 2005 أن يمده بقطيع البقر لأجل الإستفادة منها أو بيعها، وهو ما يعكس بطريقة غير مباشرة الحالة التي كان يتميز بها الإرهابيين، كما يمكن إضافة مؤشر الإلتحاق بالتنظيم دون الهروب منه وتسليم أنفسهم كما هو الحال اليوم، حيث كشف إرهابي آخر نشط لمدة 13 سنة ضمن صفوف الجماعات المسلحة سلم نفسه مؤخرا، أن الحالة التي يعيشها الإرهابيين حاليا لا تبعث على التفاؤل ولا يمكن أن تغري أي شاب على الإلتحاق، هذا فضلا عن السياسة التي تنتهجها في تقتيل الأبرياء والحياد عن الفكرة الأولى التي أدت بهم إلى الإلتحاق والمتمثلة في استعادة الحق السياسي. من جهة أخرى أشارت عناصر إرهابية سلمت أنفسها مؤخرا على غرار "ف.م"،"المكنى العزيمة"و "ك.م" الذين أصروا على تسليم أنفسهم مباشرة بعد ولوج معاقل القاعدة، العملية التي وصفوها بغيرالسهلة حيث استمرت محاولات "ك.م" شهرا كاملا، ليتمكن من الإفلات من أيديهم إلى أقرب مقر لمصالح الأمن، في حين قال "ف.م" أن محاولاته استمرت ثلاثة أشهر باءت اثنين منها بالفشل، ليتمكن في الثالثة الإفلات وتسليم نفسه، بعدما ادعى أنه سيقضي حاجته في مهمة كانت خارج المعاقل، وهو ذات الشأن بالنسبة للإرهابي المكنى "العزيمة" الذي استمرت محاولاته سنة كاملة، قال فيها أنه لم يتمكن من الفرار بسبب المراقبة اللصيقة بمن لا يثقون بهم، إلا أن الأمر الذي تطابقت حوله تصريحاتهم حول سبب الفرار هي الأوضاع الصحية المزية التي كان يعيشها هؤلاء والتي نجمت عن سوء التغذية، مؤكدين بذلك ما نشر في الصحف حول إستغاثة عناصر القاعدة بالفطريات، مما يجعلهم في كثير من الأحيان يقعون على الفطريات السامة، زيادة على مرض الطاعون الذي حل بالمناطق التي يقيمون بها والذي يعد نتيجة حتمية لسوء الأوضاع وإزديادها في كل مرة.