كشف أمير مايسمى بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دركدال وجود مقاتلين من دول المغرب العربي وكذا مالي والنيجر في صفوف هذا التنظيم الإرهابي الذي توجد قيادته بالجزائر ، كما أكد في حوار مسجل هو الأول من نوعه مع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وجود دعم مباشر وغير مباشر من تنظيم القاعدة لهذه المجموعة الدموية. * نشرت صحيفة نيويورك تايمز الثلاثاء حوارا مسجلا من عشرين سؤالا مع عبد المالك دروكدال المدعو ابو مصعب عبد الودود أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ، أكد فيه لأول مرة وجود عناصر إرهابية من دول مغاربية ودول الساحل الإفريقي بالتنظيم ، كما كشف النقاب عن وجود عناصر أخرى قادمة من العراق ممن جندوا للقتال هناك غير أنه تحاشى التطرق إلى قضية استغلال الجماعة السلفية لورقة " الجهاد في العراق " لدعم صفوفها التي تعرف نزيفا في السنوات الأخيرة بسبب استجابة العديد من العناصر لميثاق السلم والمصالحة فضلا عن الضربات الموجعة التي وجهتها مصالح الأمن للتنظيم ، وهذا في الوقت الذي أشارت مصادر عسكرية رسمية للصحيفة الأمريكية أن عدد عناصر التنظيم بالجزائر يتراوح بين 300 و 400 إرهابي في معاقله شرق العاصمة إلى جانب 200 عنصرا يتوزعون على مناطق أخرى . * وتكتم أمير قاعدة المغرب الإسلامي عن طبيعة الدعم الذي تتلقاه الجماعة من تنظيم القاعدة العالمي واكتفى بالقول أن هذا الحلف الذي أعلن عن حدوثه مطلع العام 2006 جاء لتحقيق الوحدة بين المسلمين والدفاع عن قضاياهم ضد " جرائم الصليبيين " في فلسطين والعراق و دول أخرى غير انه لم يقل لماذا لم يعلن هذا التنظيم الجهاد في فلسطين مادام هدفه استرجاع حقوق المسلمين كما نفى دروكدال وجود مصالح بين الطرفين عجلت بهذا الحلف وقال " لم يكن ذلك صفقة كما يروج له من يسمون أنفسهم بخبراء الجماعات الجهادية وهم بعيدون كل البعد عن الفهم الحقيقي للتيار الجهادي السلفي " . * وكشف أمير الجماعة السلفية لأول مرة خيوط الاتصالات مع تنظيم القاعدة وقال أن قنوات الاتصال لم تكن مقتصرة فقط على ابومصعب الزرقاوي أمير التنظيم بالعراق سابقا بعد اكتشاف اتصال الكتروني له معه بين عامي 2004 و 2005 مضيفا " ولكن مع ذلك لا نقلل من مجهودات الكثير من الإخوة ، إذ أن عملية الانضمام اعتمدت على قنوات أخرى أيضا و اتصالات ساهم فيها إخوة آخرون جزاهم الله عنا خيرا وعن الإسلام خيرا " ، و لم ينف أمير هذا التنظيم الدموي دور أمير الجماعة الليبية المقاتلة ابوالليث الليبي وعطية عبد الرحمن علي في ربط هذه الاتصالات مع بن لادن والتي قاد خطواتها الأولى الزرقاوي و تحاشى دروكدال ذكر أسماء العناصر التي فتحت قنوات الاتصال وقال " لا نريد ذكر أشخاص بعينهم ، لكن كانت مساهمة من طرف كثيرمن الاخوة في ربط الاتصال بإخواننا في القاعدة وهناك قنوات متعددة تمكننا من ذلك .. " كما أعلن عن اتصالات مع نشطاء التنظيم في أفغانستان والعراق و مناطق أخرى من العالم . * ابومصعب عبد الودود الذي تحدثت تقارير إعلامية مؤخرا عن وجود معارضة داخلية لإمارته و حالة تململ في قيادة التنظيم نفى تأثر الجماعة السلفية بالضربات الموجعة لمصالح الأمن ووجودها في حالة ضعف وقال أن ذلك غير صحيح مستدلا بالعمليات الإرهابية الأخيرة داخل الجزائر وخارجها مهددا بالتعرض مجددا للمصالح الأجنبية وخاصة المصالح الأمريكية في الجزائر وخارجها بعد أن صنفت الإدارة الأمريكية تنظيمه ضمن قوائم الإرهاب الدولي . * وحاول دروكدال تبرير تعرض التنظيم للأبرياء في عملياته الإرهابية ووصف ذلك بالتضليل رغم أن الجميع لاحظ سقوط أبرياء في التفجيرات الانتحارية التي استهدفت عدة مواقع بالعاصمة وهي مواقع يقول دروكدال أنها رسمية أو عسكرية ، كما أكد وجود تغيير مستمر لإستراتيجية التنظيم " نحن نقوم بتعديل إستراتيجيتنا حسب كل مرحلة ولنا مجلس شورى ومجلس أعيان يعقد جلساته في كل مرة لوضع الخطط والاستراتيجيات المرحلية كما يقوم بتقييم المراحل السابقة وتدارك النقائص ويضع في الحسبان المستجدات على الساحة الجهادية " ودلك رغم أن التقارير الإعلامية وشهادات العناصر التائبة من التنظيم تؤكد وجود تململ في قيادته بسبب تهميش ابومصعب عبد الودود لمجلس الأعيان .