بدأت حكايتي بزواج سعيد وكانت ثمرة حبنا المتواصل إبنتين وولد، كانت حياتي مليئة بالحب والهناء كنت أتقاسم مع زوجتي كل المشاعر الزوجية الصادقة لم يكن لي صديق غيرها ولم أكن أقدر على فراق بيتي وأولادي كنت أعامل زوجتي كطفلة أخاف عليها من النسيم، وأنصحها وأرشدها دائماً للتمييز بين الخطأ والصواب، كنت لها حبيبا وزوجا وأخا وأباً، وللأمانة كانت تبادلني نفس الشعور، كانت عندما أغيب عن البيت لا تلبث أن تتصل ولا تستطيع فراقي، حتى إن هذا كان يزعجني ولكن في نفس الوقت كنت ممتناً من أن هذه هي الزوجة الأمينة على محبة زوجها، كانت الثقة بيننا عالية جداً لدرجة أنني لم أفكر في الشك أو الغيرة عليها، وبعد ثماني سنوات من زواجنا المثالي فوجئت بأنها تحب رجلاً آخر غريب عنا غريب عن بيتنا، رغم إكتشافي لهذا الأمر عدة مرات وإعطائها الفرصة للرجوع عن ذلك والإحتفاظ بكرامتها وكرامة زوجها، ولكنها إستمرت في الكذب والخداع على أساس أنه لن ينكشف أمرها ولم تشعرني أبداً بوجود إختلاف في حياتها، وكانت مع ذلك ثقتي بها كبيرة وخصوصاً أنها مرت بهذه التجربة في السابق وعانت من عواقبها ولكن لم يكن هذا رادع لها بل إستمرت وبطريقة أقوى مما سبق وعندما إكتشفت المرة الأخيرة، كانت الفاجعة لي حيث كنت أعتقد أن كلامها مع هذا الشيطان لم يتعدى كلام الإعجاب والغزل، ولكنني فوجئت بأنه قد وصل إلى مرحلة الحب والغرام، ولا أريد أن أدمر هذه الأسرة وفى نفس الوقت عقلي يحاول أن يبعدني عنها ويقول لي أنها خانتك، أريد حلاً منطقياً لمشكلتي وشكي في زوجتي، وعدم غفران ما فعلته بهذه الأسرة، الأمر الذي حول حياتي إلى جحيم والذي قد يدمر بيتي وبناتي، وفى نفس الوقت أن أبقى معها فلا أستطيع أن أسامحها أو أغفر لها أنها أحبت شخصاً آخر، علماً بأنها الآن نادمة وتكرهه بشدة خصوصاً أنه تخلى عنها عند إكتشاف المشكلة، أرشدوني إلى حل أستطيع به أن أعيد حياتي التي سلبت مني بالغش والخداع طوال هذا الوقت أنا مكسور ومجروح ولا يفارقني التفكير في هذا الموضوع . الرد: شغلتني قصتك كثيراً، لأنها قصة غريبة رغم تكراراها كثيراً في حياتنا لكن الغريب فيها هو رد فعلك السلبي جداً تجاه موقف زوجتك، فقد تصرفت وكأنها ليست زوجتك ولا يعنيك أن تحب آخر، وكل رد فعلك نحوها، أنك واجهتها فإعترفت لك ببعض الحقيقة بدليل كلامك الذي يؤكد لك أنها لم تعترف بالحقيقة كاملة وأنها كذبت. أخي العزيز كلنا نخطئ لأننا بشر ولسنا ملائكة منزهين أو معصومين، لكن ليس هذا هو المهم ، المهم هو الإعتراف به والتوبة عنه وعدم العودة إليه، هل تأكدت أن زوجتك ندمت علي خيانتها لك أم أنه مجرد كلام يقال لإرضائك، فمن الواضح أنها شديدة التأثير عليك بدليل رسالتك التي تخلو من أي نبرة غضب أو كره لها.. ويبدو أن لب المشكلة يكمن هنا، فمن المؤكد أن زوجتك تعرفك جيداً وتعرف أنه من السهل عليها إرضائك مهما أخطأت في حقك فهي تخطيء ولا تخاف أن تخفي عليك لأن معرفتها بك تؤكد لها أنك ستسامحها مهما وصلت، فظني إذن أن ما وصلت إليه زوجتك هو نتيجة طبيعية لضعف شخصيتك معها ذلك الذي جعلها تبحث عن شخص آخر تشعر برجولته، وظني أنها لن تقلع عن عادتها طالما بقيت أنت على هذه الحالة من الطيبة والتسامح والتخاذل الشديد أمامها، يجب أن تغير تعاملك معها قبل فوات الأوان. ردت:أم الخير