المتهمان غيّرا مضمون عقد بتشييد بناية جديدة بدل ترميمها بدون الحصول على رخصة من البلدية تابعت، أمس، محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، مديران سابقان للشؤون الدينية لولاية الجزائر العاصمة، وهما على التوالي «موسى عبد اللاوي» و«ميسعدي لزهاري» إلى جانب رجل أعمال وشقيقه المقاول، بتهم تنوعت بين مخالفة الأحكام المتعلقة بالبناء والتعمير والتعدي على الملكية العقارية، وكذا الاستفادة من تأثير الأعوان العموميين للمتهم الثالث، والرابع المشاركة في الجرم مع إبرام عقود بطريقة مخالفة للأحكام التشريعية والتنظيمية بغرض إعطاء امتيازات غير مبررة للغير بالنسبة للمتهم الأول والثاني، بعدما تبين أنه منح صفقة لترميم أحد البنايات الوقفية بطريقة ملتوية وتحويل الصفقة عن أصلها من خلال تشييد بناية جديدة بدون الحصول على رخصة مصالح بلدية بئر مراد رايس.تفجير ملف القضية، انطلق بموجب رسالة مجهولة مفادها قيام أحد رجال الأعمال بتشييد بناية على أرض وقفية تقع بحي «لاكونكورد» ببئر مراد رايس، بدون الحصول على رخصة من مصالح البلدية، وبعد التحريات التي باشرتها الجهات الأمنية خلال سنة 2012، وخروج جمعية «الرشاد» وهي مصلحة تابعة لمديرية الشؤون الدينية، تبين أن هناك مخالفة في بنود العقد المبرمة معهم بتاريخ 2 جانفي2011 لمدة 3سنوات، في خصوص أشغال الترميم من خلال تشييد بناية جديدة على أرض وقفية بدون الحصول على رخصة، مع عدم احتساب سنوات الإيجار لاستغلاله البناية، الاستمرر في البناء إلى حين صدور قرار الهدم. كما كشفت التحريات أيضا أن العقد المبرم بين المدير الأسبق «ميسعدي لزهاري» وبين رجل الأعمال «س.ج» تم الموافقة عليه بذات تاريخ إيداع طلب ترميم البناية الوقفية، قبل استخلاف «موسى عبد اللاوي» منصب المدير العام.حيث صرح هذا الأخير خلال محاكمته، أنه لم يلتق بالمقاول وشقيقه إلا في المحكمة ولاعلاقة له بالقضية، كون العقد المبرم كان خلال فترة إدارة «مسيعدي لزهاري»، مضيفا أنه من سعى لمراسلة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بعدما كثرت البلبلة حول الأرض محل متابعة، ورفع إليهم تقرير الجمعية الذي يؤكد التعدي على الأرض الوقفية بنيّة استرجاعها، وبدورها تحركت وأصدرت تعليمة لوقف الأشغال وتحيين الكراء مع تحويل القضية على العدالة، أين دخلت البلدية في الخصام وطلبت هدم البناية بعدما رفض الأطراف الامتثال للقرار، قبل أن يصدر مجلس الدولة أمرين، الأول يتعلق بالهدم، والثاني بوقف الأشغال.في حين حاول المدير الأسبق التملص من مسؤولية موافقته على طلب المقاول بذات اليوم، بدون دراسة الملف ومراعاة مصالح مديرية الشؤون الدينية، وإلقائها على عاتق رئيس المصلحة، موضحا أنه قام فقط بتجديد العقد باعتبار أن المقاول وشقيقه كانا يستغلان العقار منذ 1999، وطالبا بتسوية الوضعية، وهو الأمر الذي أكده بقية المتهمين، ناكرين بذلك تعديهم على الأرض الوقفية باعتبار أنه يوجد عقد صحيح مبرم معها ولم تتعرض لأية أضرار مادية على حد ما صرحه الممثل القانونية لمديرية الشؤون الدينية، الذي أكدا أيضا أنه لم يحرك شكوى في ذلك الخصوص، ليتنازل عن التعويضات المادية، فيما طالبت بلدية بئر مراد رايس بالعاصمة، بتعويض بقيمة 500 ألف دج، أما الوكيل القضائي فقد طالب بتعويض بقيمة 1 مليون دج. وعليه التمست النيابة تسليط عقوبة عامين حبسا نافذا وغرامة بقيمة 100 ألف دج في حق جميع المتهمين.للإشارة، فإن المدير السابق لمديرية الشؤون الدينية لولاية الجزائر «موسى عبد اللاوي» سبق له التورط في قضية رشوة مؤذن بالمسجد الكبير مقابل تنازله عن مسكن وظيفي.
موضوع : مديران سابقان للشؤون الدينية بالعاصمة متهمان بنهب أراض وقفية في بئر مراد رايس 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0