أنا زوجة وأم من حوالي 10 سنوات، زوجي متزوج بأخرى، ولأني من النوع الجبان، ولعدم حبي للتغيير قررت البقاء معه ومع أولادنا ومع أنه عادل ولا يقصر معي ولا مع أولاده، إلا أن مشكلتي تكمن بأني أشعر بالندم الشديد لأني اخترت الاستمرار، وأقول في نفسي بأني ضيعت على نفسي فرصة في حياة جديدة مع شخص آخر. إني حزينة لما أنا فيه، فبعد أن وقفت بوجه العالم وأردت أن أكون معه ومع أولادنا حتى بالرغم ما فعله إلا أنني الآن نادمة وأشعر بالخسارة. وأشعر أن كل ما أنا فيه من تغير بالسلوكيات وابتعاد عن الدين، وتقصير بأولادي بسبب ما فعله معي، الآن أصبحت نظرات الرجال إلي في أي مكان تغريني وتعجبني حتى لو لم أبادلهم أي نظرة أو إشارة، المهم إحساسي بأني مرغوبة يجعلني بحالة سعادة.. مشكلتي أني لا أعرف هل ما أفكر فيه لي فيه عذر أم أن عليّ تقبل حقيقة واحدة مؤلمة، أني جعلت لزوجي معي شريكة وأعيش على أساس أن الحياة نصيب وفقط، لا أعرف إذا كنت قدرت على أن أوصل لك ما أنا فيه من حيرة بين أن أكون زوجة مع شريكة وزوج عادل، وبين أن أتخلى عن كل هذا من أجل أن أبحث عن حياة جديدة غير متوفرة، لكن بنفس الوقت ممكن تجعلني راضية وسعيدة. الرد: هناك فارق كبير بين الاختيار الحر والاختيار الاضطراري الذي لجأت إليه قسراً لأنه ليس لديك بديل، وهو ما جعلك تشعرين بضياع وزهرة شبابك التي تتحدثين عنها رغم أن شيئاً لم يضيع فقد تزوجت وأنجبت، أما قرار زواج زوجك من أخري فأنا لا علم لي بأسبابه لأنك أيضاً لا تعلمين لماذا تزوج، ومع ذلك فقد قبلت الاستمرار لعدم قدرتك على التغيير، إلا أن سكوتك كان إشارة واضحة له بتقصيرك في حقه، وبأن ما ينقصه عندك وجده لدي الأخرى، كل ذلك مجرد استنتاجات، المهم الآن ليست الأسباب بل النتيجة التي وصلت إليها وهي أن زواجه بأخرى طعنك في كيانك وأفقدك ثقتك بنفسك وأفقدك توازنك، وقد جعلك ذلك تبحثين عمن يبثك هذه الثقة من جديد. وبدلاً من أن تحولي دفة الأمور لصالحك، وتعززي ثقتك بنفسك وتبحثين على عيوبك وراء الأسباب التي دفعت زوجك لإصلاحها وترميم ما قد انكسر في نفسيتك، انتقمت من نفسك ظناً منك أنك تبحثين عن الحب والثقة، لأن البداية الخاطئة تؤدي دائماً إلى نتائج خاطئة، ووضعت نفسك في دائرة من الحماقة وسوء التصرف. كان يجب عليك أن تتعلمي من التجربة وتستثمري طاقتك بشكل إيجابي لتحسين حياتك، واستغلال طاقتك بشكل سليم دون إهدارها في علاقات خاطئة تفتقد للحكمة والصواب. أنت أخطأت ويجب أن تعترفي بذلك ولا تلقي باللوم على آخرين، لأن إلقاء اللوم على الآخرين وتحميلهم مسؤولية أخطائنا حيلة طفولية ساذجة تلغي شخصيتك، وتفقدك الصدق مع النفس والقدرة علي تحمل المسؤولية، ولا تتركي نفسك رهناً للظروف ولأهواء الغير، وأنت بلا قرار، إن اعترافك بالخطأ يعني تحملك المسؤولية، ويعني أنك إنسانة ناضجة تختار وتتحمل نتيجة اختيارها، اختاري وقرري مصيرك وتحملي النتيجة لأنها اختيارك، فالحياة يجب أن تستمر وأنت لديك أطفال يجب أن تكون لهم الأولوية في النشأة السوية، وهو حقهم الذي يجب أن تفكري فيه قبل أن تفكري في نظرات الرجال أو كلمات الإعجاب التي تبحثين عنها، أعتقد أن الوقت قد جاء للالتفات لرسالتك المقدسة كأم ترعى مصالح أبنائها وتأثرهم على نفسها وعلى اعتباراتها الشخصية، والأهم من كل ذلك أن تعودي إلى ربك وتصححي مسار حياتك وتستعيدي علاقتك مع الله سبحانه وتعالى لأنه القادر على أن يبدل حالك إلى الأحسن إذا صدقت معه سبحانه. ردت: أم الخير