مشاريع أنبوب مياه الصرف الصحي توقفت عند مدخل المنطقة الفلاحية وشُح الخزينة يؤجل بناء مصفاة روائح كريهة، مياه قذرة وحيوانات نافقة.. هو واقع أكثر من 60 مستثمرة فلاحية بالشبارق بلدية عين وسارة ولاية الجلفة، وهي التي تمون أغلب أسواق الجزائر بكل أنواع الخضر والمنتجات الفلاحية التي تعتبر مياه «الزيڤو» القذرة القادمة من قنوات الصرف الصحي لسكان البلدية المنبع الأول لسقي محاصيلهم .وفي استطلاع قامت به " النهار" بمنطقة «الشبارق» الواقعة بإقليم بلدية عين وسارة، فقد أصبحت هذه المنطقة منكوبة وتعاني من تلوث بيئي خطير بسبب قيام مصالح بلدية عين وسارة بنقل أنبوب المياه القذرة الذي يغطي كافة البلدية إلى مدخل المنطقة، التي تتربع على أكثر من 600 هكتار من الأراضي الفلاحية والرعوية، والتي تتشكل من أزيد من 60 مستثمرة فلاحية خاصة. وكانت الساعة تشير إلى العاشرة والنصف صباحا عندما وصلنا إلى المنطقة، إذ وبمجرد نزولنا من السيارة قابلتنا روائح كريهة منبعثة من أنبوب مياه الصرف الصحي الذي يصب هناك، وبعد تجولنا بالمكان تبين جيدا حجم الكارثة، فتلك القاذورات كانت محولة إلى تلك المزارع وتستعمل كمياه سقي، حيث أغرقت عشرات الهكتارات وأتلفت العديد من أشجار الزيتون. وبعد تجولنا داخل تلك المزارع، تبين بأن معظم الفلاحين قاموا بإيصال مياه «الزيڤو» إلى أراضيهم عبر قنوات صغيرة لاستغلالها في سقي محاصيلهم الزراعية، خاصة الخضروات كالبطاطا والطماطم والبصل والجزر والخس، والتي يتم تسويقها عبر مختلف أسواق الجملة ومنها إلى مختلف الولايات، إضافة إلى القمح والشعير الذي يسوق ويستعمل في تغذية مواشيهم، حيث قاموا بتصميم العشرات من قنوات المياه القذرة المتفرعة إلى العشرات من المستثمرات الفلاحية. وكان هناك بمصب قنوات الصرف الصحي الكثير من رؤوس الماشية النافقة بسبب شربها من تلك المياه المنتشرة بالمنطقة، أين وجدنا هذه المواشي وهي مرمية على أطراف الطريق وقد أصبحت هياكل عضمية، في حين قام الفلاحون بدفن مواشي نافقة أخرى، خاصة وأن عددها كان كبيرا وفاق ال20 خروفا وبقرة نافقة خلال الأشهر الماضية. وأكد الفلاحون الذين التقتهم " النهار" بالمنطقة، بأنهم يقومون بسقي مستثمراتهم بمياه «الزيقو» والتي تحتوي على العديد من المنتوجات الفلاحية على غرار القمح والشعير إضافة إلى بعض الخضر كالبطاطا والجزر والطماطم والخس، أين أكد الفلاح «أ.م» أنه يسقي منتوجاته بمياه «الزيقو» منذ أشهر بعدما تسبب فيضانها في امتلاء خزانات المياه التي كان يستعملها بالمياه القذرة، مضيفا أنه لا يستطيع وقفها بسبب جفاف منتوجاته وتلفها. وكشف فلاح آخر أنه يستعمل المياه القذرة بسبب عدم امتلاكه لبديل آخر لسقي القمح والشعير الذي زرعهما في مستثمرته الفلاحية التي تتربع على 7 هكتارات، مضيفا أن معظم الفلاحين والموالين في المنطقة يستعملون مياه «الزيڤو» لسقي أراضيهم، مضيفا أنهم أوصلوا أراضيهم بهذه المياه عبر قنوات صغيرة، مشيرا إلى أن العديد من الفلاحين يتخاصمون حول الأحقية في توصيل «الزيقو» إلى أراضيهم لأنهم يستعملون القنوات بالتناوب. وبعد توغلنا أكثر في المنطقة، وجدنا بأنه ليس كل الفلاحين قد استغلوا مياه «الزيڤو» للسقي، فقد تسببت قنوات المياه القذرة في تلف المئات من أشجار الزيتون وغرق مستثمرات بأكملها، أين أكد «ع.ر» أنه قد خسر كافة محاصيله الزراعية التي كانت موجودة في مستثمرته المحاذية لإحدى القواعد العسكرية، بعدما تسببت المياه القذرة في خسائر كبيرة في أشجار الزيتون التي قام بغرسها في مستثمرته الفلاحية، إضافة إلى إغلاقه لمستودعاته الخاصة بتربية الدواجن وإتلاف معداته الفلاحية بعدما غرقت في «الزيقو»، كما أكد ذات المتحدث ل«النهار» أن هذه الوضعية تعود لأكثر من 7 أشهر، أين تم توصيل أنبوب الصرف الصحي إلى المنطقة، حيث غرقت منطقة «الشبارق» في المياه القذرة وتسبب في إتلاف العديد من الأشجار، مضيفا أن الفلاحين لم يتوانوا في استعمالها في سقي محاصيلهم في الجفاف التي عرفته البلاد في الفترة الأخيرة. مدير ديوان والي الجلفة ل" النهار": الحل هو إقامة محطة تصفية لكن التقشف أجل المشروع قال رئيس ديوان والي الجلفة، إن الحل للقضاء على استعمال «الزيقو» في سقي المنتوجات الفلاحية بمنطقة الشبارق في عين وسارة يكمن في إقامة محطة تصفية المياه القذرة، مشيرا إلى أن هذا المشروع كان مبرمجا، لكن إجراءات التقشف لا تسمح بإقامته حاليا وقد تم تأجيله إلى غاية تأمين مبلغ 150 مليار لإقامته، مشيرا إلى أنه سيتم إقامة مشروع عاجل لتحويل المياه القذرة إلى أحد الوديان القريبة من المنطقة وتفادي ملامسته للمناطق الفلاحية. وأكد رئيس ديوان الوالي بأن مصالحه قد تلقت العديد من الشكاوى من الفلاحين المتضررين في المنطقة، موضحا أنه قد تم إرسال العديد من لجان التحقيق من أجل ردع الفلاحين من استعمال «الزيڤو» في سقي محاصيلهم وإتلاف المحاصيل التي وجدوها هناك، مشيرا إلى أنه سيتم الشروع قريبا في استكمال قناة المياه وإبعادها عن المنطقة. رئيس دائرة عين وسارة ل" النهار": سنحول مياه الصرف الصحي لأقرب واد بالمنطقة قال رئيس دائرة عين وسارة، إنه حقيقة هناك العديد من المنتجات الفلاحية التي أصبحت تسقى ب«الزيڤو» من طرف الفلاحين بمنطقة «الشبارق» بالجلفة، موضحا أن مصالحه قد رصدت العديد من التجاوزات في المنطقة، مشيرا إلى أنه قد تم وضع القيمة المالية الخاصة بمشروع تحويل هذه المياه عن المنطقة.وأكد رئيس الدائرة أن مصالحه قد خصصت مبلغ 5 ملايير سنتيم من أجل مشروع تحويل «الزيڤو» عن المنطقة الفلاحية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض إقامة محطة تصفية المياه القذرة في المنطقة، لكن القيمة المالية الخاصة بالعملية تفوق قدراتها، موضحا أنه وبسبب التقشف سيتم تحويل المياه إلى واد قريب فقط دون تصفية المياه، مؤكدا أن هذا الحل استعجالي ومؤقت فقط إلى غاية توفير الأموال الخاصة بالمصفاة لإنهاء المشكل. مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحية كريم بوغالم ل" النهار": الوضع خطير وقد يتسبب فيما لا يحمد عقباه أكد مدير المصالح البيطرية بوزارة الفلاحة، كريم بوغالم، في اتصال مع " النهار" أن استعمال «الزيڤو» في سقي المنتجات الفلاحية أو إطعام وشرب المواشي يعد أمرا خطيرا على صحة المواطن والمواشي، مؤكدا أن هذه المياه قد تتسبب في إصابة المواطنين بتسممات خطيرة. وأوضح بوغالم أنه ليس من الغريب نفوق المواشي بسبب شربها للمياه القذرة، محذرا من انتقال المرض إلى الإنسان في حال استهلاكه لحليب أو لحم المواشي أو الخضر المسقية بالمياه القذرة، مؤكدا أنها تحتوي على مواد سامة قد تسبب إصابات خطيرة لمستهلكها، مضيفا أنه ليس من مسؤولية الوزارة تعويض الخسائر التي لحقت بالفلاحين، لأن التعويضات في هذه الحالة تقدم من طرف الجهة المسؤولة عن الكارثة، والتي قامت بصرف المياه القذرة فوق أراضي فلاحية.
موضوع : البطاطا والطماطم بمياه الزيڤو في الجلفة والسبب التقشف 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0