أفادت مصادر موثوقة، أن عناصر ما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، تستند حاليا على فتوى "تعميم الردة" في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وهي الفتوى التي أصدرها "أبو طلحة" واسمه الحقيقي عنتر زوابري، الأمير السابق لتنظيم "الجماعة الإسلامية المسلحة" سنة 1997، في حق الأبرياء من المدنيين العزل، والمتعلقة بعدم التفريق بين المدنيين وغيرهم في تنفيذ العمليات الإرهابية. وهي المرة الأولى التي تتداول فيها الجماعات الإرهابية فتوى "تعميم الردة" بمعاقلها، بهدف تحقيق صدى إعلامي بعد أن اثبت التنظيم عجزه في تنفيذ عمليات استعراضية تعيده إلى الواجهة وتحفظ له ما تبقى من العناصر الإرهابية النشطة ضمنه. وأكدت الاعتداءات الإرهابية التي نفذها التنظيم الإرهابي لما يعرف بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، في كل من ولايات تيزي وزو، جيجلوتبسة، أن دروكدال تبنى رسميا منهج خوارج "الجيا" في استهداف المدنين، وخرج نهائيا عن المنهج السلفي الذي اعتمدته الجماعة السلفية للدعوة والقتال في بداية نشاطها المسلح، وهو دليل قاطع على سيطرة "الخوارج" للتنظيم على تسيير مختلف توجهاته، حيث كان أغلب ضحايا العمليات الإرهابية من المدنيين العزل. ففي العملية الأولى التي استهدفت مواطنين بمنطقة تبسة، تم اغتيال امرأة وطفلها بعد تفجير قنبلة على أفراد عائلة كانت قد استقبلت العناصر الإرهابية وفرت لها المأوى ليتم في صباح الغد تصفيتها، أما في منطقة تيزي وزو فقد قامت عناصر إرهابية بحرق حافلة للنقل المدرسي، موجهّة لنقل تلاميذ المناطق النائية. وفي سياق العمليات الإرهابية المستهدفة للعزل، اغتالت العناصر الإرهابية 9 مواطنين أغلبهم من المدنيين العاملين بشركة "سباس" المختصة في مجال أمن وحراسة المؤسسات العمومية والخاصة، في هجوم إرهابي مسلح استهدف المؤسسة أول أمس. وكان دروكدال قد حذر المدنيين من مغبة التنقل أو التعامل مع مصالح الأمن، في خطوة منه لتبرئة ذمته أمام المناهضين والرافضين لمنهجه التكفيري، حيث قال أمير التنظيم الإرهابي بأنه سيتم تصفية كل من يثبت أن له علاقة مع عناصر الأمن. وفي محاولة لتغطية الضعف والعجز الذي تعانيه عناصره، يسعى التنظيم الإرهابي لاستهداف المدنيين، على اعتبار أنهم هدف سهل يحقق صدى إعلاميا يذكر بما تبقى من بقايا العناصر الإرهابية. وتندرج هذه العمليات الإجرامية ضمن تعليمات وجهها الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أبو مصعب عبد الودود واسمه الحقيقي عبد الملك دروكدال، إلى مختلف السرايا والكتائب النشطة بمناطق تواجد التنظيم الإرهابي، والمتعلقة بضرورة تسجيل ضربات استعراضية لإثبات وجود التنظيم، خاصة عقب تسجيل التململ والانشقاق في صفوف التنظيم الإرهابي، بعد إطلاق الأمير السابق للجماعة السلفية للدعوة والقتال حسان حطاب، لنداءات تدعو لضرورة وضع السلاح والعودة إلى أحضان المجتمع، على اعتبار أن علماء الأمة الإسلامية جرموا العمليات الإرهابية لاستباحتها دماء المسلمين وتحليلها القتال في أرض المسلمين. وهو ما أثر على عناصر التنظيم وجعل الكثير منهم، خاصة فئة أمراء السرايا والكتائب يسعون لتسليم أنفسهم، على غرار ما حدث مع أمير كتيبة الأنصار، أمين أبو تميم واسمه الحقيقي علي بن تواتي، الذي سلم نفسه استجابة لنداء حطاب. وقد أكد أبو تميم في أول تصريحاته خلال التحقيقات التي خضع لها، أن عددا كبيرا من الإرهابيين يرغبون في تسليم أنفسهم. كما أفادت مصادر موثوقة ل "النهار" أن 40 مسلحا يرغبون في تطليق العمل المسلح بمنطقة بومرداس، وينتظرون فقط الضوء الأخضر من السلطات لتمكينهم من الاستفادة من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. من جهة أخرى، يؤكد تبني القاعدة لمنهج الخوارج في استهداف المدنيين العزل، عدم قدرة دروكدال على استهداف الهيئات الأساسية، وعجزه عن القيام بعمليات استعراضية، وذلك بعد أن طوقت مصالح الأمن المشتركة مختلف المداخل والمخارج، وعزلت التنظيم في معاقله إذ أصبح عاجزا عن التنقل. بعد شكوى بشأن الخروج عن المنهج السلفي الظواهري يتجاهل "القاعدة" في الجزائر في آخر خرجة إعلامية وجّه الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، رسالة صوتية جديدة، تتجاوز 25 دقيقة، أطلق عليها تسمية "من كابل إلى مقديشو"، استغلها للحديث عن ما قال إنها "أحداث متسارعة على عدد من ديار الإسلام، تحدث فيها عن قضايا المسلمين بمختلف أقطار العالم، متحاشيا الحديث عن التنظيم الإرهابي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، ويعتبر تحاشي الحديث عن الجزائر، حسب متتبعين للشأن الأمني، استجابة لشكاوى عناصر التنظيم الإرهابي الموجهة للقيادي البارز في تنظيم القاعدة أبو يحي الليبي، حول هيمنة "الخورج التكفيريين" على التنظيم الإرهابي للقاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وسعيهم لاستهداف العزل واستباحتهم لدماء المسلمين بأرض المسلمين. وعلى غير العادة وجه الظواهري حديثه لعدد من مواطني الدول المسلمة، حيث تهجّم على الرئيس الصومالي الجديد، شيخ شريف شيخ أحمد، كما تكلم عن تنظيم القاعدة بالجزيرة العربية واليمن.، وتطرق للملف الفلسطيني. خاتما بالحديث عن التطورات في باكستان وأفغانستان، مستثنيا الحديث عن التنظيم الإرهابي النشط ببلاد المغرب الإسلامي، بعد أن بلغته تظلمات قدمها أبو يحيى الليبي نقلا عن عناصر التنظيم.