رئيس الجمهورية لولاية وهران لإلقاء خطابه في بلدية أرزيو بمناسبة الاحتفالات بذكرى تأميم المحروقات مع زيارة بعض المشاريع، ولم يتمكن غالبتهم من الوصول إلى وظائفهم، وقد تطور هذا العزل والمنع الذي فرضته الجهات الأمنية والمتمثل في الحاجز الأمني الرئيسي بسيدي معروف إلى اعتصامات متفرقة ومناوشات كلامية مع رجال الدرك والأمن الوطني الذين منعوا مواطني الجهة الشرقية للولاية القادمين من مناطق حاسي مفسوخ وحاسي بونيف من السير على الأقدام في اتجاه وسط المدينة، وذلك بسبب الإجراءات البروتوكولية. الأمر الذي حز في نفوس السكان كثيرا من الإحباط واليأس نتيجة تخلف العديد منهم عن مواعيدهم الهامة في المستشفيات أو العيادات، فضلا عن تخلف كذلك طلبة الجامعات عن مزاولة دراستهم، وقد تم منع الجميع من التحرك وكان تحويلهم إلى مسالك أخرى عبر البراري والأراضي الفلاحية بقطع مسافات طويلة تصل إلى كيلومترات في أكثر من ساعتين بينهم النساء والعجزة والأطفال الذين تكبدوا معاناة قطع أكثر من 8 كيلومترات، وقد تقفت النهار أثرهم وقد اغتنمنا فرصة المشي لرصد انفعالات "الغلابى"، فأحد الشباب الذي صادفناه صرح للنهار أنه كان من الأجدر أن تخصص للمواطنين حافلات نقل خاصة، أما آخرون فذكروا أن هذه الإجراءات التي تطبق كلما حل رئيس الجمهورية بالولاية تعطل أعمالهم ملقين اللوم على لجان التحضير من رؤساء بلديات ومنتخبي المجلس الولائي. كما أن السلطات المحلية التابعة لبلديات الناحية الشرقية على غرار قديل، بطيوة، أرزيو، سيدي الشحمي وحاسي بونيف لم تكلف نفسها عناء التكفل بمواطنيها لضمان وتوفير وسائل النقل وفتح مسالك أخرى تكون بديلة عن التشديد الأمني الذي تسبب في غلق العديد من نقاط العبور أو على الأقل إعلامهم بتوقيت مرور الوفود الرسمية، وبالمقابل شهدت مختلف المصالح الإدارية التابعة للمناطق المذكورة شللا تاما نتيجة للأسباب ذاتها. في سياق متصل، شهدت كل المنافذ بين بلديتي وادي تليلات ووهران صبيحة أمس اختنافا مروريا حادا خصوصا بالطريق المار عبر بلدية البرية بعد أن تم منع السائقين من العبور عبر الطريق الوطني رقم 4 الرابط بين البلديتين مرورا ببلدية الكرمة ليضطر الكثيرون إلى الاستدارة من وادي تليلات نحو بلديات بوفاطيس، بن فريحة، بلدية سيدي الشحمي للوصول إلى وهران، الوضع المذكور لم يعايشه فقط مواطنو بلدية وادي تليلات وبلديات ولاية وهران المجاورة لها بل عانى منه حتى الوافدين على عاصمة الولاية من الولايات المجاورة كمعسكر وسيدي بلعباس وحتى مستغانم الذي أجبروا على تغيير الطريق في رحلة لم تكن مبرمجة استغرقت في أحسن الأحوال الساعتين من الزمن فقط لقطع المسافة بين بلديتين تابعتين للولاية نفسها في أسوأ الأحوال المسافة الزمنية بينهما لا تتجاوز ال 45 دقيقة. فبقدر ما استبشر سكان الولاية خصوصا المناطق المدرجة ضمن مخطط تنقل رئيس الجمهورية والوفد المرافق لهذه الزيارة التي أيقظت المسؤولين لتزيين المدن وتجميلها بالطلاء ورفع العلم الوطني والرايات الملونة ورصف الأرصفة، تعبيد الطرقات لإضفاء لمسات جمالية على مدن اكتسحها الشحوب، غير أن ما تسببت فيه الزيارة من احتباس مروري لم يخل من ردة فعل غاضبة وسخط وسط المتنقلين من العمال والطلبة وحتى قاصدي الأطباء من المرضى كون حالة الزحام تسببت في تعطيل مشاغلهم وتأخرهم عن مواعيدهم لدرجة أن العديدين عادوا أدراجهم من حيث أتوا. بعض المتضررين من حالة الاحتباس المروري تمنوا لو أنهم لم يخرجوا من منازلهم، يوم أمس، وأكدوا في أحاديثهم أن ما عانوه لن يتكرر معهم مستقلا خصوصا العمال منهم الذين لن يتوانوا في التنصيب عن العمل لتجنب مثل هذا الوضع الذي ازداد سوء مع توقيف سائقي الحافلات على وجه الخصوص في الحواجز الأمنية لتغيير سائقيها المسالك غير المرخص لهم العبور منها ليخضع هؤلاء إلى مساءلات أخذت من وقت المتنقلين دقائق أخرى رفعت من درجة تذمرهم واستياءهم من تكرار مثل هذه السيناريوهات كلما حل رئيس الجمهورية بالولاية لدرجة أن الكثير منهم تمنى أن تضبط الأمور مستقبلا من خلال دعوة السلطات الولائية المواطنين إلى البقاء في منازلهم تزامنا مع كل زيارة لرئيس الجمهورية عبر الإذاعة أو حتى عن طريق مكبرات الصوت المتنقلة في صورة تشبه "حظر التنقل" لتفادي الاحتباسات في حركة المرور الخانقة والتي لا تحتاج فقط إلا لتنظيم محكم.