يوجه اليوم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خطابا أمام الطبقة الشغيلة بمنطقة أرزيو الصناعية بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام ل ع ج وتأميم المحروقات وذلك بحضور أعضاء قيادة المركزية النقابية برئاسة الأمين العام عبد المجيد سيدي السعيد وعدد معتبر من الإطارات النقابية والعمال، ويرتقب أن تتضمن كلمة الرئيس، حسب المتتبعين، رسائل اجتماعية واقتصادية للطبقة الشغيلة ناهيك عن التذكير بما تم انجازه خلال العشرية الأخيرة ووعود المرحلة المقبلة، في سياق متصل، سيقوم بوتفليقة خلال زيارة العمل التي تقوده إلى وهران وتدوم يوما واحدا بتدشين وتفقد بعض المشاريع عبر تراب الولاية. زيارة العمل التي يقوم بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى ولاية وهران تعتبر الثانية من نوعها في ظرف شهرين وتأتي هذه المرة في إطار احتفالات الذكرى 53 لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1956 والذكرى ال38 لتأميم المحروقات سنة 1971 والتي اختار الاتحاد العام للعمال الجزائريين إحيائها بمنطقة أرزيو البترولية بالنظر إلى ما تشهده أسعار المحروقات من تراجع رهيب منذ وصولها ال147 دولار للبرميل الواجد شهر جويلية الماضي. وبما أن الخطاب الذي سيلقيه بوتفليقة يأتي عشية الانتخابات الرئاسية، يرتقب، حسب بعض الملاحظين، أن يتضمن رسائل مُداهنة للطبقة العاملة كون المكاسب التي حققتها هذه الأخيرة خلال العشرية الماضية لم تضمن لها العيش في المستوى الذي تتطلع إليه، ومنه لا يستبعد أن يعطي تعليمات للحكومة قصد الإسراع في المصادقة على كل القوانين الأساسية والبدء في إعداد الأنظمة التعويضية، أي المنح والعلاوات، التي تشهد تأخرا ملحوظا، وهي التي ستسمح لأكثر من 1 مليون و 500 ألف عامل بقطاع الوظيف العمومي من الاستفادة بمنح تختلف نسبها باختلاف القطاعات، لكن بإمكانها أن تسد ولو القليل من حاجيات الأسر الجزائرية. كما يرتقب أن يتضمن الخطاب رسائل ل"ربط الأحزمة" كون المرحلة الحالية تختلف تماما عن المرحلة السابقة بعدما شهدت أسعار البترول تراجعا كبيرا جعل السلطة تعيد النظر في كيفية استغلال الأموال وتتخوف في الوقت نفسه من احتمال أن تتهاوى الأسعار إلى أكثر مما هي عليه خاصة وأن التصدير خارج المحروقات لم يصل 2 مليار دولار سنة 2008 بالرغم من الجهود والإجراءات المتخذة في هذا الصدد والتي كانت تهدف إلى رفعها على الأقل إلى أكثر من 2 مليار دولار خلال السنة المذكورة. وكان آخر خطاب للرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمام الطبقة العاملة، ألقاه خلال نفس المناسبة سنة 2006، موازاة مع إحياء الاتحاد العام ل ع ج الذكرى الخمسين لتأسيسه بدار الشعب عبد الحق بن حمودة بالعاصمة، واكتفى فيما بعد بتوجيه رسائل خلال مختلف المناسبات التي تحييها هذه الفئة. وقد جند الاتحاد العام للعمال الجزائريين عدد معتبر من الإطارات النقابية والعمال لحضور هذا الاحتفال الرسمي بما في ذلك الأمناء العامون للفدراليات الوطنية والاتحادات الولائية، ومن المرتقب أن يتم تجديد مرة أخرى دعم هذه المنظمة النقابية للرئيس بوتفليقة لعهدة ثالثة والتأكيد على أنها ستعمل جاهدة خلال الحملة الانتخابية التي ستنطلق بتاريخ 19 مارس المقبل من أجل تصويت كل العمال على هذا المترشح. وإضافة إلى الخطاب المرتقب في الفترة الصباحية، يتضمن برنامج الرئيس تدشين الأرضية الثانية لاستقبال الطائرات بمطار السانيا وهو ما سيتم مباشرة بعد وصوله، ليتوجه بعدها إلى وسط مدينة أرزيو أين سيُخظى باستقبال شعبي على مسافة 300 متر ثم القاعة متعددة الرياضات التي ستشهد الاحتفال بالذكرى والخطاب في الوقت نفسه وذلك بحضور عدد من الوزراء بما في ذلك وزير الداخلية والجماعات المحلية نورالدين يزيد زرهوني ووزير الطاقة والمناجم شكيب خليل. بعدها يقوم الرئيس بتدشين 100 محل وتسليم العقود إلى أصحابها بحي زبانا، ثم وضع حجر الأساس لانجاز مركب الغاز "جي أن أل 3 " بالمنطقة الصناعية أرزيو وكذا وضع حجر أساس انجاز مركب خاص بالأمونياك، أما في الفترة المسائية سيحضر الرئيس معرض جول البناءات القديمة بفندق "الشيراتون" بوهران ثم التوجه نحو بئر الجير حيث سيتم تدشين 590 مسكن بحي ولد قاضي ستي وتسليم المفاتيح لأصحابها، إضافة إلى تدشين 6 آلاف مقعد بيداغوجي جامعي بالقطب الجامعي الموجود بحي بلقايد مع وضع الحجر الأساسي لانجاز قاعة متعددة الرياضات.