الجزائر تحولت إلى مرجع عالمي في مكافحة أسباب التطرف أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، أن الجزائر سجلت نفسها مرجعا عالميا أثبت نجاعته في اجتثاث أسباب التطرف وتجفيف منابعه، مشيرا إلى أن وثيقة في الأممالمتحدة تتحدث عن تجربة الجزائر في هذا المجال.أبدى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، ارتياحه لهذه المكانة، بعد سنوات العشرية السوداء وما حملته من دماء ودموع وبعدها المصالحة الوطنية التي هدأت النفوس ودعت الجميع إلى اقتلاع جذور التطرف من كل المحيط والبرامج والأفكار، حيث لعبت دورها وجعلت الجزائر في موقع المراقب الحذر والجاهز المتصدي، كما اعتبر أن الجزائر التي هي الآن في مرحلة الاحتياط والتأهب، قائلا: «فعلا بلدنا محصن من ظاهرة التطرف بكل أوجهه وكذلك من أية محاولة تتعلق بالتفرقة المذهبية والطائفية، كل ذلك من خلال الجهود المبذولة من طرف كل الجهات المعنية إضافة إلى المرجعية الدينية التي يتميز بها شعبها، وهي المرجعية التي تتخذ من الوسطية منهجا في الدين الإسلامي»، مبديا تفاؤله بالمستقبل الذي يرى أنه لا يوفر أي مكان لدعاة الفتنة أو محاولي إدخال أفكار ومناهج غريبة عن مجتمعنا، مؤكدا في ذات الوقت على أن المؤسسات الدينية متمثلة بالأساس في المساجد والمدارس القرآنية، تعد حصنا منيعا ضد الغلاة وكل هذه الأشكال غير السوية، ودعامة لاستمرارية المجمتع الجزائري في وسطيته واعتداله وبالتالي استقراره وبعده عن كل الأخطار المحيطة. وقال الوزير على هامش زيارة العمل والتفقد التي قادته أمس إلى ولاية تبسة، إن إعطاء إشارة انطلاق مشروع إنجاز مركب ديني ومدرسة قرآنية تشرف عليها جمعية إباضية، هي رسالة إلى الجميع ودليل على أن الجزائر أرض لكل الإباضيين وأن ولاية غرداية كذلك أرض لكل الجزائريين، معتبرا أن التعايش في سلام واستقرار البلد لا يعوض بأي ثمن، وهو ما ثمّنه مشايخ الإباضية الذين أعربوا عن ارتياحهم وسعادتهم لهذه الخطوة الجادة من طرف السلطات العليا في البلاد وكذلك السلطات المحلية التي عملت على تدعيمهم بكل ما يستلزم من أجل إقامة هذا الصرح الديني. وفي سياق ذي صلة، كشف محمد عيسى في تصريح خصّ به «النهار»، أن مصالحه قامت بوضع مشروع إنشاء المرصد الوطني لمكافحة التطرف على طاولة الحكومة وهو الآن قيد الدراسة، مبديا ارتياحه لتقدم هذا المشروع الذي يرى أنه جاء للتدخل أثناء تسجيل أية محاولة اختراق طائفي أو جنوح إلى التطرف، سواء في المناهج والبرامج أو الأشخاص والمؤسسات، مضيفا بأنه لا يمكن إطلاقا التفكير في العودة إلى الوراء بعد تحقيق كل هذا التقدم الذي وصل إلى درجة أن الجزائر باتت مقصودة من دول مجاورة وأخرى بعيدة جغرافيا، من أجل الأخذ بالتجربة الرائدة في هذا المجال، وهو مجال اجتثاث التطرف وأسبابه وكيفية القضاء عليه وتجفيف منابع دعمه، من دون أن ينسى التذكير بما قاله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الاحتفال بعيد النصر، حول الأخطار المحيطة جراء الفوضى التي تقوم بها دوائر غير معروفة الهوية -حسبه-، لكن برامجها التخريبية معروفة وهي البرامج التي تعتمد على التفريق والانقسام إلى طوائف وشرذمات وتقسيم العالم الإسلامي، و«هو ما يجعلنا نعمل على التصدي والوقاية ومحاربة كل هذه المحاولات»، كما لم يفوت الفرصة للتأكيد على أنه جاء ليتفقد عملية تقدم الأشغال في أكبر مسجد بولاية تبسة، وهو مسجد الشيخ العربي التبسي، الذي طالب بضرورة الإسراع في تسليمه لأن الأمر بات من بين التزاماته الأساسية، خصوصا أن مثل هذا الصرح يعتبر منارة حقيقية يعول عليها في دعم التحصين الديني والمرجعي للمواطنين، ولا سيما أن ولاية تبسة هي ولاية حدودية وتعتبر بوابة الجزائر من الجهة الشرقية.