300 ألف دولار لماجدة الرومي لإحياء حفل بعاصمة الثقافة في عز التقشف ستعرف الأيام الأخيرة من اختتام تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، حضورا فنيا عربيا مكثفا يجسده كبار الفنانين العرب وعددهم اثنا عشر مطربا، على غرار ماجدة الرومي ووليد توفيق ومحمد الدكاني وغيرهم، مقابل ضخ مبالغ مالية معتبرة بالعملة الصعبة في عز التقشف .سيحيي اثنا عشر فنانا عربيا سهرات الأيام الأخيرة لتظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية»، مقابل أموال ضخمة في عز التقشف، ففي وقت أمر أعلى هرم السلطة بشد الأحزمة والحد من التبذير بسبب عاصفة التقشف التي يدفع ثمنها المواطن بالدرجة الأولى نظرا للضرائب والرسوم التي فرضت عليه وكذا الزيادات في أسعار البنزين والكهرباء، فإنه على ما يبدو فإن وزارة الثقافة تسير عكس التيار، وإلا فكيف يتم تفسير توجيه الدعوة لاثنى عشر فنانا عربيا يمثلون الشرق الأوسط والمغرب على غرار ماجدة الرومي التي أكدت الأخبار التي تحصلت عليها «النهار» بشأنها بأنها وافقت على تنشيط حفلة أمس الأربعاء مقابل مبلغ مالي قدرته مصادرنا ب300 ألف دولار أي ما يعادل ثلاثة ملايير سنتيم، بالإضافة إلى أسماء أخرى تتمثل في وليد توفيق من لبنان، غدا رجب من مصر، المطرب همام من العراق، ريم نصري شقيقة أصالة نصري من سوريا، عمار حسن من فلسطين، يوسف العماني من سلطنة عمان، ديانا كرزون من الأردن، عبد الوهاب الدكاني من المغرب، أمينة ساخت من تونس، منى الدنداني من موريطانيا وكذا الشاب الجيلاني من ليبيا، حيث سيتحصلون على الملايير بالعملة الصعبة، في وقت كانت ميزانية الدولة لقطاع الثقافة لسنة 2016 قد عرفت تقليصا بسبب تأثر البحبوحة المالية جراء السقوط الحر لأسعار البترول.والغريب في الأمر أن الكم الهائل من الفنانين العرب الذين سيحيون سهرات الأيام الأخيرة من التظاهرة العربية الممتدة من 13 أفريل الجاري إلى غاية ال16 منه، يقابله عدد قليل وقليل جدا من الفنانين الجزائريين الذي سيتقاضون مستحقاتهم بالعملة الوطنية وهم فلة عبابسة، ندى الريحان وكذا حسيبة عمروش.الجدير بالذكر أن الوزير الأول عبد المالك سلال سيشرف على مراسم الاختتام الرسمي للتظاهرة يوم السبت القادم بحضور وفد وزاري هام وسفراء يمثلون عدة دول. مُقرِر لجنة الثقافة بالبرلمان: «نطالب بترشيد أموال الدولة في هذا الظرف» قال محمد سيدي موسى، مقرر لجنة الثقافة والسياحة والاتصال بالمجلس الشعبي الوطني، أمس في لقاء جمعه ب«النهار»، إن تظاهرة «قسنطينة عاصمة الثقافة العربية» حدث هام وبارز في الجزائر وحتى سهرات الاختتام حدث هام في حد ذاته، وأوضح أن توجيه الدعوة لماجدة الرومي أمر ليس بالهين لأنها فنانة كانت قد كسرت حاجز الخوف ودخلت الجزائر أيام العشرية السوداء، مؤكدا على أن الثقافة قطاع استراتيجي ولابد من إيلائه الدعم الكامل، كونه يعبر عن الهوية الثقافية للجزائري، لكن هذا لا يمنع –يضيف المتحدث- من التأكيد في الظرف الراهن الذي تمر به الجزائر على أهمية التركيز على التظاهرات والمهرجانات الناجعة والعمل على توظيف الميزانية في التكوين والابتعاد عن «الحفلات» التي تتطلب صرف أموال معتبرة ولا تعود بفائدة على الجزائر.