أدلى وزراء من حكومة سلال وأمناء أحزاب بتصريحات تصب حسب تعبيرهم في مصلحة الأساتذة المتعاقدين، المحتجين فيما سموه "ميدان الإدماج" ببودواو، والتي دعت في مجملها إلى التّعقل والمشاركة في مسابقة التوظيف. الأساتذة المتعاقدون يتحدون حكومة سلال ويواصلون اعتصامهم اضراب عن الطعام منذ أكثر من 10 أيام ورغم تحذيرات عبد المالك سلال، وتصريحات الأمين العام للأرندي احمد أويحيى ووزيرة التربية نورية بن غبريت الأخيرة، بخصوص إحتجاجات الأساتذة المتعاقدين، إلا أنهم يواصلون إعتصامهم في حي 950 مسكن في مدينة بودواو للأسبوع الثالث على التوالي وسط تعزيزات أمنية مكثفة مصرين على مطلبهم الرئيسي المتمثل في "الإدماج" رغم الإمتيازات الممنوحة لهم في حال إجتياز مسابقة التوظيف لسنة 2016. ويذكر أن وزير الأول عبد المالك سلال، قد حذّر فيما وقت سابق، من تسييس قضية الأساتذة المتعاقدين، مشيرا إلى وجود أطراف تحاول استغلال الوضع لأغراض شخصية. وجاءت تصريحات سلال التي لم تكن ينتظرها المعتصمون فيما أسموه "ميدان الإدماج" بمثابة دعم مباشر للأسلوب الذي تعاملت به وزيرة الترية نورية بن غبريت مع الأساتذة المضربين عن الطعام منذ أكثر من 10 أيام، الرافض للإدماج المباشر من دون اجتياز مسابقة التوظيف المقررة يوم 30 أفريل الجاري والذي تنص عليه القوانين. ومن جهته، أكد أحمد أويحيى أن حزب الأرندي سيدعم وزيرة التربية في سياسة إصلاحها للمنظومة التربوية، نافيا ما تم تداوله حول محاولة الوزيرة ضرب الهوية الوطنية، داعيا المتخوّفين من الإصلاحات التربوية أن يتمسكوا بالأصالة. وفي آخر تصريح لها، دعت وزيرة التربية نورية بن غبريت، الأساتذة المتعاقدين، المضربين عن العمل بالعودة إلى التدريس وانهاء الإضراب. وعبّرت بن غبريت عن عدم تقبلها لما يحدث في "ساحة الادماج" من الباب الانساني، موضحة أن الدولة قامت بكل ما في وسعها وقبلت مطالب الأساتذة المتعاقدين في ظل التّفاوض. ويذكر أن وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، أكد أن هناك أطراف تحاول توظيف إحتجاجات الأساتذة المتعاقدين من أجل الإخلال بالنظام العام. وأضاف بدوي أن الوزارة أعطت الوقت الكافي بفتح قنوات الحوار مع الأساتذة المتعاقدين، مشيرا أنها ستتخّذ إجراءات استثنائية في حال تواصل الإحتجاجات. كل هذه التصريحات التحذيرية والتطمينية من وزراء وأمناء أحزاب، لم تحرّك ساكنا في عزيمة الأساتذة المتعاقدون الذين أصبحوا يرفعون شعار "إضراب الكرامة" بدل الإدماج، مطالبين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بالتّدخل العاجل والخروج بقرار يصب في مصلحتهم. حيث قرّر الأساتذة مواصلة اضرابهم عن الطعام الذي يدخل أسبوعه الثاني واكمال اعتصامهم تحت شعار "الاضراب يتواصل إلى غاية تحقيق المبتغى".