نظم عدد من الصحراويين مساء يوم السبت، تجمعا بساحة تروكاديرو "باريس" أمام سفارة المغرب بفرنسا للتنديد بالقمع الذي يمارسه النظام المغربي منذ 40 سنة في حق الشعب الصحراوي. وردد المتظاهرون و هم يرفعون علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية "لا بديل لتقرير المصير" منددين بالقمع، الذي يمارسه النظام المغربي في حق شعب الصحراء الغربية بتواطؤ من فرنسا. و دعا الصحراويون في هذا الصدد المجتمع الدولي، لا سيما أعضاء مجلس الأمن الأممي منها فرنسا إلى تحمل مسؤولياتهم إزاء نزاع الصحراء الغربية، الذي يقتضي ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تقرير المصير. و يذكر بيان وزع على المارة من بينهم الكثير من السياح بساحة تروكاديرو الواقعة على مستوى متحف "لوم" و متحف "لا مارين" على بعد بضعة أمتار من برج إيفل بأن المغرب "يحتل منذ 1976 بالقوة جزء من الصحراء الغربية" و هي السنة التي فر خلالها عشرات آلاف المدنيين الصحراويين "أمام قدوم الدبابات و القصف المغربي التي كانت تقصفهم" مشيرا إلى أن "العشرات منهم لقوا حتفهم فيما لجأ الآخرون إلى الجزائرحيث يتواجدون بعد 40 سنة". و بالرغم من وقف إطلاق النار في 1991 برعاية الأممالمتحدة بعد 16 سنة من الحرب، التي خاضها الصحراويون من أجل استقلال بلدهم "لم يتم بعد تنظيم استفتاء تقرير المصير الوارد في مخطط السلم الأممي بسبب المناورات المغربية".و أوضح منظمو هذا الإعتصام بأن الصحراويين الذين بقوا في الأراضي المحتلة ليس أمامهم من وسيلة للتعبير عن إرادتهم في التحرر و تقرير المصير سوى الإحتجاج السلمي. و أضافوا أن الصحراويين "يتعرضون باستمرار إلى الضرب و الخطف و الإعتقال دون محاكمة و عند تنظيم محاكمات عسكرية تصدر في حقهم أحكام ثقيلة "من 20 سنة إلى المؤبد"، على غرار الصحراويين 22 لاكديم ايزيك". و ندد الصحراويون المجتمعون بباريس بالقمع الممارس في حق السكان المدنيين و نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية من طرف المغرب داعين إلى إطلاق سراح كل السجناء السياسيين الصحراويين لا سيما أولائك المنتمين إلى مجموعة اكديم ايزيك". و تعد الصحراء الغربية المدرجة في قائمة الأراضي غير المستقلة منذ سنة 1966 و هو ما يجعلها مؤهلة لأن تطبق عليها اللائحة 1514 للجمعية العامة الأممية المتضمنة لإعلان منح الإستقلال للدول و الشعوب المستعمرة آخر مستعمرة في إفريقيا و هي محتلة من قبل المغرب منذ 1975 بدعم من فرنسا. و قد نظمت عدة جولات مفاوضات بين طرفي النزاع المغرب و جبهة البوليزاريو برعاية الأممالمتحدة لكنها تعثرت بسبب موقف المغرب المتعنت الذي يحظى بدعم من فرنسا، بشأن تنظيم استفتاء من أجل تقرير مصير الشعب الصحراوي. خلال زيارته الأخيرة لمخيمات اللاّجئين الصحراويين بتندوف (جنوبالجزائر)، وقف الأمين العام الأممي بان كي مون على معاناة الصحراويين واصفا الوضع بالغير المقبول.