فجرت التسريبات التي باتت تُعرف باسم "وثائق بنما" فضيحة جديدة في مجال المال والأعمال بالجزائر، بعد نشر اسم رجل الأعمال يسعد ربراب، ضمن قوائم أصحاب الشركات الوهمية التي اتخذت من بنما وجزر الجنّات الضريبية، ملاذا لتهريب الأموال والتهرب من الضرائب. ربراب طلب عدم ظهور اسمه في الأوراق الرسمية للشركة ووكّل بارونا معروفا في ألعاب القمار لادارة أعماله فرانسيس بيريز مسير شركة ربراب.. فرنسي من الأقدام السوداء، مولود في وهران ومعروف بعلاقاته بالأنظمة الدكتاتورية في افريقيا شريك ربراب غابريال كومانيسكو.. صاحب استثمارات ضخمة في قطاع البترول بأوروبا الشرقية
وقد ورد اسم يسعد ربراب، بعدما كشفت وثائق تمثلت في مراسلات تمت بين مكتب موساك فونسيكا البنمي الذي يرعى ادارة أموال عشرات الآلاف من الشركات الوهمية حول العالم، وبين يسعد ربراب وشركة يديرها شخصان وهما فرانسيس بيريز وإيفيت رودجرز. وحسب إحدى الوثائق المسربة والتي تحصلت "النهار" على نسخة منها، فإن ربراب يملك مناصفة مع رجل الأعمال الروماني غابريال كومانيسكو، صاحب مجمع بترولي معروف في أوروبا الشرقية، شركة اسمها "ساوثرن أنترناشيونال أنجينيرينغ" ويقع مقرها في الجزر العذراء البريطانية. وبموجب تلك الوثائق، فقد تحصل ربراب على 25 ألف سهم تمثل نصف أسهم شركة"ساوثرن أنترناشيونال أنجينيرينغ"، وذلك بقيمة مليونين و500 ألف دولار، فيما تحصل شريكه رجل الاعمال الروماني على النصف هو الآخر. غير أن ملكية ربراب لنصف أسهم تلك الشركة لم يكن بشكل ملحوظ ومباشر، وإنما من خلال شركة وهمية أخرى، اسمها "أوروستوك"، يقع مقرها في جزيرة نييوي التابعة لنيوزيلندا بالمحيط الهادئ وتحديدا على بعد آلاف الكيلومترات شرق أستراليا. وتكشف مراسلة وجهها مديرا ومسيرا شركة "أوروستوك"، فرانسيس بيريز وإيفيت رودجرز، ليسعد ربراب، أن هذا الأخير طلب تفادي إظهار اسمه في الوثائق القانونية للشركة، وهو الأمر التي تم تنفيذه تطبيقا لتلك التعليمات، حيث يبلغ مسيرا شركة "اوروستوك" ربراب، بأنهما قاما بإتمام كل الإجراءات القانونية لتحويل ملكية الأسهم لفائدته دون ظهور اسمه، مع توليهما مسؤولية ادارة الشركة وحضور اجتماعات مجلس الادارة واصدار كافة القرارات، بعد استشارته. نفس المراسلة وجهها مسيرا الشركة للشريك الثاني في شركة "ساوثرن أنترناشيونال أنجينيرينغ"، رجل الأعمال الروماني، حيث أبلغاه بنفس التفاصيل التي بلّغاها لربراب. واسم أحد مسيري ومديري شركة "أوروستوك" اللذان كلفمها ربراب بإدارة أمواله وأعمال شركته الوهمية وراء أقاضي البحار، ليس غريبا عن عالم الفضائح في مجال المال والاعمال، إذ أن فرانسيس بيريز الذي ورد اسمه وتوقيعه في المراسلات الموجهة ليسعد ربراب، هو اسم معروف في مجال القمار والاستثمار في الفنادق والكازينوهات. وتكشف عملية بحث بسيطة حول سيرة فرانسيس بيريز، أنه من مواليد سنة 1962 بالجزائر وتحديدا في وهران، قبل أن يعود رفقة عائلته الى فرنسا، وهو ما يكشف كونه من الأقدام السود، الي عمرت بالجزائر خلال فترة الاستعمار. اوقد ذاع صيت فرانسيس بيريز عبر العديد من وسائل الإعلام، من خلال ورود اسمه في قضايا فساد واستثمارات مشبوهة لصالح أنظمة ديكتاتورية وتحديدا في بعض بلدان إفريقيا.