اختفاء أسماء أفراد العصابة من قائمة المسافرين ومن نظام بيع التذاكر تمكنت مصلحة الشرطة القضائية التابعة للفرقة الأولى لشرطة الحدود بميناء الجزائر من تفكيك شبكة وطنية مختصة في التزوير والتهريب عبر ميناء الجزائر، يقودها كهل ينحدر من ولاية الشلف يدعى «شلالي محمد» 55 سنة، قام على مدار السنوات الماضية بعمليات تهريب للبشر من الجزائر نحو مرسيليا مقابل مبالغ مالية تصل إلى 5 آلاف أورو . بداية التحقيقات في القضية، تعود إلى توقيف المدعو «ط.ب» بميناء مرسيليا بسب التصريح الكاذب وانتحال هوية الغير، وهو الاعتراف الذي أدلى به المعني أثناء مراحل التحقيق معه سواء من قبل الضبطية القضائية أو قاضي التحقيق لدى محكمة سيدي امحمد، أين أكد المعني أنه غادر التراب الوطني بتاريخ 28 /12 /2015، بإتجاه مرسيليا بطريقة غير شرعية على متن باخرة طارق بن زياد، وأفاد أنه كان مقيما بفرنسا لمدة أربع سنوات ثم دخل إلى الجزائر خريف 2015 أين مكث شهرا ونصف، لتطلب منه زوجته العودة إلى فرنسا، غير أنه لم يتمكن من ذلك بسب عدم حصوله على التأشيرة، الأمر الذي جعله يتصل بالمدعو « شلالي محمد» طالبا منه أن يتدبر أمره، هذا الأخير أكد له أنه يمكنه أن يساعده في الحصول على تأشيرة مزورة ولما رفض المعني وضع «فيزا مزورة» على جوازه طلب منه «شلالي محمد» أن يتدبر أي جواز سفر آخر ليقوم بوضع تأشيرة مزورة عليه مقابل 5 آلاف أورو «90 مليون»، حيث اتفق الطرفان على تسليم مبلغ 2500 أورو داخل الباخرة و2500 أورو المتبقية بعد الخروج من ميناء مرسيليا، في التاسع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي، وسرعان ما انتبه أعوان أمن ميناء فرنسا إلى أن الصورة الموجودة على جواز سفر المدعو «ط.ب» لا تتطابق مع ملامح وجهه، لتتم إعادته إلى أرض الوطن، أين تم تسليمه إلى أفراد الشرطة القضائية بأمن الحدود بميناء الجزائر، وانطلقت التحقيقات من النقطة الأولى لتكشف عن وجود شبكة يتزعمها المدعو «شلالي محمد» الذي يوجد في حالة فرار بفرنسا. البارون «شلالي محمد» يملك نفوذا كبيرا بميناء الجزائر كشفت التحقيقات التي أجرتها مصالح الشرطة القضائية في الموضوع، أن المدعو «شلالي محمد» يملك نفوذا كبيرا بميناء الجزائر، إلى درجة أن الجاني «ط.ك» لم يتم تفتيشه ولم تتم مراقبته مثلما صرح أثناء مراحل التحقيق، حيث أنه لو تم التدقيق في جواز السفر لاكتشف أمره بسرعة، على اعتبار أنه لا يوجد أي تشابه أو تطابق بين صورة الجاني «ط.ب» وصاحب جواز السفر وهو جزائري مقيم بفرنسا استعمل «ط.ب» جواز سفره لتزوير التأشيرة، وهو الأمر الذي أكدته تحقيقات مصالح الشرطة القضائية في وثائق المعنين إلى جانب تأكيدها صلة القرابة بين الطرفين. .. دخل بسيارة «ڤولف» سوداء وخرج بسيارة «مرسيدس» بيضاء تحقيقات الشرطة القضائية، كشفت أن المدعو «شلالي محمد» الرأس المدبر للعملية غادر التراب الوطني بتاريخ 28 -12-2015 على متن باخرة نقل المسافرين طارق بن زياد باتجاه مرسيليا على متن سيارة من نوع «فولسفاغن ڤولف» سوداء اللون المصادف ليوم مغادرة المدعو «ط.ب» باستعمال جواز سفر مزور للمدعو «ج.م»، غير أن التحريات أثبتت أن السيارة التي عبر بها «شلالي محمد» مدونة باسم مسافر آخر يدعى «ف.ك» وهو الذي غادر بها التراب الوطني وليس «شلالي محمد» الذي استعمل سيارة أخرى عند وصوله إلى ميناء مرسيليا، حيث غادر على متن سيارة «مرسيدس» بيضاء اللون. اختفاء تذاكر المتهمين وأسمائهم من قائمة المسافرين
الأخطر في القضية هو عدم وجود أسماء كل من «شلالي محمد» الرأس المدبر لعمليات التهريب، واسم المدعو «ط.ب» واسم صاحب جواز السفر «ج.م» على القائمة الإسمية للمسافرين الذين غادروا أرض الوطن عبر ميناء الجزائر، بتاريخ 28 -12- 2015، ولا حتى تذاكر السفر، وهو الدليل على أن العصابة تملك نفوذا كبيرا وخططت بإحكام لتنفيذ العملية حتى لا يتم اكتشاف أمرهم.