نشر التنظيم الإرهابي لما يعرف "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" إعلانا عن بيانات سينشرها القيادي السابق في الفيس المحل، علي بن حاج، تحت عنوان "لماذا نقاطع" من بيانات داعية إلى المقاطعة، وقال التنظيم لدى نشره للمقطع الأول من سلسلة "لماذا نقاطع"، أن هناك بيانات أخرى ستتبع الحلقة الأولى، وهو اعتراف بدليل، على أن هناك اتصالا أكيدا بين التنظيم الإرهابي وعلي بن حاج. ويرى متتبعون للشأن الأمني، أن الاتصال الدائم بين علي بن حاج والتنظيم الإرهابي جعل التنظيم على علم بكل صغيرة وكبيرة حول ما يقوم به بن حاج، الذي أصبح حاليا منظر هذه الجماعات من الخوارج، بعد أن صار يستغل فرصة عدم التعرض له من قبل السلطات لنشر السموم في الأذهان، والتشهير للجماعات الإرهابية عبر خطاباته وبياناته الموجهة أساسا لخدمة العناصر الإرهابية. وقصد التضليل جاء في الموقع الذي نشر البيانين الأول والثاني، أنه ورد إليه البيان من علي بن حاج، نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ بعنوان "لماذا نقاطع"، لإبعاد الشبهة عن بن حاج وتجنيبه الوقوع في اتهامات التحريض والتنظير للجماعات الإرهابية. خاصة وأن الموقع الذي أورد البيان يعتبر من المواقع المساندة للتنظيمات الإرهابية. وقد انتقد علي بن حاج، القيادي السابق في "الفيس" المحل تصريحات وزير الشؤون الدينية الداعية إلى ضرورة تنبيه الجزائريين بالمشاركة في الحياة السياسية خدمة للوطن. ودعا بن حاج في بيان سماه "لماذا نقاطع" الجزء الثاني، لاستغلال المسجد للدعوة للعصيان والتمرد باستغلال منابرها للمعارضة، مطالبا بضرورة خروج أئمة المساجد عن الحاكم، وعدم الوشاية بالمغرر بهم من أبناء الوطن، معتبرا التبليغ عن الإرهابيين وشاية، قائلا " بعض الأئمة أصبحوا يشون ببعض الإخوة الذين يخالفونهم الرأي والتوجه"، في إشارة واضحة إلى العناصر الإرهابية التي حاولت في أكثر من مرة استغلال منابر المساجد للدعوة إلى التمرد، واستعمالها وسيلة لتجنيد عناصر إرهابية جديدة، باسم الدين والجهاد. معتبرا استغلال الدين من قبله ومن قبل أمثاله جائزا، ولم تقف اتهامات بن حاج عند هذا الحد بل تجاوز ذلك، لاعتبار رجال الدين والأئمة تلفا. واصفا إياهم بالتلف الأواخر، قائلا انه من الضرورة بما كان الانتقاد على أعواد المنابر كما فعله السلف الأوائل، لا كما هو حال التلف الأواخر". وقال القيادي السابق الذي ما زال يوقع بياناته باسم نائب رئيس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، أن اعتبار الداعين إلى المقاطعة من الشياطين، سياسة التخوين والتكفير باسم الوطنية. وذكر أنه لا ينبغي وصف ما يجري بالجزائر بالإرهاب، معترفا بأن ما يقومون به هو نفس ما قام به الخوارج في عهد علي بن أبي طالب. مؤطر: غلام الله ل "النهار": "لن أرد على بن حاج لأنه شخص لا يستحق الرد" قال أبو عبد الله غلام الله، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أنه لا يرد على تصريحات شخص مثل علي بن حاج، لأنه شخص لا يستحق المحاكمة. موضحا أن هؤلاء الأشخاص من أمثال علي بن حاج لا يحاسبون على الكلام الذي يتفوهون به، باعتبارهم لا يفقهون ما يقولون. وأكد الوزير في اتصال مع "النهار"، أن المساجد مفتوحة لكل الناس ولم يحدث أن تم منع أحد من دخولها، غير أنه لا يمكن استغلالها من قبل البعض للوصول إلى أغراض شخصية قد تؤدي إلى الضرر أكثر ما تؤدي إلى النفع العام. مشيرا إلى أن بيوت الله ستبقى مفتوحة لكل من يساهم في لم شمل الأمة الإسلامية، لا لمن يسعون لتشتيتها وتشتيت صفوفها. ليضيف بأن دعوة الأئمة لتنوير الرأي العام حول المشاركة السياسية ليس استغلالا للمساجد للدعاية ولا للحملات الانتخابية وإنما هي دعوة لممارسة حقوق المواطنة التي تعتبر شعبة من شعب الإيمان، خاصة وأن الأئمة لن يكونوا لا في صالح وفلان ولا علان، وإنما في خدمة أمة مسلمة تسعى للّم شمل أبنائها وصنع مكانة لها على الصعيد العالمي.